ارشيف من :آراء وتحليلات

خلف القناع: تواريخ..

خلف القناع: تواريخ..
كتب مصطفى خازم

يغلب على العدو الصهيوني كرهه للتاريخ والتواريخ، برغم أنه يدعي القراءة والمعرفة.

وهو أثبت ذلك في أكثر من مناسبة، ولسنا نحن نتحدث عن شعوذة، ولا عن أبراج وتنجيم.. فالعدو يعيش مأزق أنه لا تاريخ له ككيان متجذر منذ زمن..

ولذا نتذكر كيف أنه أعلن الانسحاب من لبنان في تموز/ يوليو 2000 وحدد اليوم، وللمصادفة التاريخية جاء الموعد في اليوم ذاته الذي دخل فيه صلاح الدين إلى القدس.. فتراجع  وانتهز فرصة عبور المقاومين في أيار/ مايو وسحب أذيال الخيبة. ومن هنا نتأكد أنه كانت خطوة مفاجئة لم يعلم به أكياس الرمل اللحديون.

وبالأمس أعاد العدو الكرة، فكيف يصوت على صفقة من المفترض أن تنفذ بعد أيام! وللمصادفة التاريخية أيضاً تأتي مع مناسبتين مذلتين له، الاولى هي عملية التبادل الشهيرة التي عادت بجثامين 40 شهيداً كان بينها نجل الامين العام لحزب الله الشهيد السيد هادي نصر الله، واليوم هي الذكرى العاشرة لهذه العودة المنتصرة، اضافة الى تحرير 60 أسيراً.

أما المناسبة الثانية فهي مرور عامين على اعتقال الجندي الاسير جلعاد شاليط على أيدي أبطال الانتفاضة المظفرة، والتي يسجل لها في هذه العملية انها استطاعت الاحتفاظ به من دون أي خرق، برغم كل المعارك والعمليات الحربية والتجسسية التي نفذها العدو لاستنقاذه.

مجدداً هرب العدو من التاريخ..

ولكن إلى متى سيبقى العدو يهرب؟ إنها النهاية التي لا مفر منها.. هنا ستنتهي الأكذوبة، وهنا سينتهي تاريخ الكيان المختلق.

أرض لبنان لم ولن تكون مرتعاً له مجدداً.. غزة وبحرها والضفة والجليل وكل شبر من أرض فلسطين سيعود.. ولو بعد حين.

روزنامة الاحداث المفجعة للعدو باتت شبه مقفلة، كل يوم فيها صار له دلالة..

انكسار.. خسارة.. فشل.. سقوط.. انسحاب.. رعب.. خوف.. هروب.. وقائمة مصطلحات يُسدل من كل واحدة منها ألف ألف تصنيف.
لا عودة للأيام الفارغة.. والتواريخ الفارغة..

انه زمن الانتصارات.. فقد ولى زمن الهزائم منذ زمن..

والانتصارات عندما تبدأ.. فإنها كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها في كل حين..

وقد حان موعد قطاف جديد..

اليوم وغدا وبعد غد حتى اكتمال عناقيدنا.. بالطيب وبالعدالة التي ستعم العالم..

وإذا فكر العدو مجدداً ببهلونيات جديدة أو بمكر جديد.. فسيجد جحافل المقاومين أمامه..

ولن تجد "فينوغراد" ترقيماً تبدله بالأرقام التي استعملتها سابقاً..

وربما لن تجد مكاناً لتجتمع فيه، وإذا وجدت فسيكون للنواح والبكاء والعويل..

ولنا منذ اليوم.. كل السكينة.. كل الطمأنينة.. لنصرنا القادم..

وكل عرس لشهيد أو لتحرير أسير أو لنصر جديد وأنتم بكامل الكرامة والعزة التي لا منة فيها لأحد.. بل لله الواحد القاهر.. يا أشرف الناس وأكرم الناس وأطهر الناس..

الانتقاد/ العدد1276 ـ 27 حزيران/ يونيو 2008
2008-06-26