ارشيف من :آراء وتحليلات

الرئيس سليمان يكذّب إلياس المرّ

الرئيس سليمان يكذّب إلياس المرّ
كتبت ليلى نقولا الرحباني

ما الذي يجعل رئيس الجمهورية متمسكاً بالوزير إلياس المر لوزارة الدفاع، وإفشال عهده الرئاسي الذي بدأ بانطلاقة قوية جداً، خففت من اندفاعتها المفاوضات حول تشكيل الحكومة الجديدة، والمماطلة والتسويف التي يعتمدها الرئيس المكلف الذي يعتبر ان كسب الوقت هو لصالح فريقه السياسي، وهو احراج للفريق المعارض وإظهاره كأنه يعرقل العهد الرئاسي قبل انطلاقته.

المراقبون يؤكدون ان الاميركيين والموالين لهم في لبنان هم وراء احراج الرئيس الجديد، وعرقلة عهد سليمان بطرحهم توزير إلياس المر لوزارة الدفاع، مع علمهم الاكيد ان إلياس المر يعتبر من الوزراء المحسوبين على الموالاة وليس على رئيس الجمهورية التوافقي، واذا راجعنا تاريخ إلياس المر السياسي لوجدنا فيه من الطعنات للجيش بقيادة ميشال سليمان ما يوازي الطعنات والمؤامرات التي حاكها ضد الطرفين الرئيسيين في المعارضة وهما التيار الوطني الحر وحزب الله.

اذا سلمنا بأن الجميع بات يعرف الدور الذي لعبه إلياس المر في قضية شبكة اتصالات المقاومة وكاميرا جهاد البناء وتسريب الاتصالات والمراسلات الى صحيفة النهار والى وسائل الاعلام اللبنانية، والتي فيها من الاذى لسمعة قائد الجيش وللمؤسسة العسكرية بقدر ما فيها من الاذى للمقاومة، لكن الكثيرين بسبب تحالف ميشال المر مع التيار الوطني الحر قد يجهلون ما قام به إلياس المر من فظاعات وتضييق وتنكيل بشباب التيار وكوادره ودق الأسافين بينه وبين العماد ميشال سليمان، والتي سنذكر حادثة واحدة منها هنا، على أمل ان يكون للشعب اللبناني جردة كبيرة تطلعه على التاريخ السياسي لمن يطالب بحقيبة سيادية تليق بمقامه:

 بعد أحداث 7 آب 2001 الشهيرة، خرج وزير الداخلية إلياس المر الى الاعلام في 8 آب 2001، أي بعد مرور ساعات معدودة فقط على الاعتقالات، ليعلن انه "تلقى اتصالاً من قيادة الجيش أخطروه فيه بأن البعض (اعضاء التيار الوطني الحر) يراهن على ضربة عسكرية اسرائيلية ينتظرها ليتمكن من القيام بتحركات من داخل المؤسسة الأمنية، بهدف شرذمة الآلة العسكرية والأمنية". وأكد المر انه نتيجة التحقيقات بدأت تتبلور "تأكيدات حول مشروع تقسيمي في البلد، وتأكيد وجود رهان فعلي على ضربة اسرائيلية مقبلة يرافقها رهان على مناخ تقسيمي وفدرالي، والتحضير له في شتى الوسائل". ويختم: "يتبين نتيجة التحقيقات وجود مشروع خطير جداً كان سيعرض البلاد للمجهول، خصوصاً ان التاريخ ليس بعيدا ولا يجوز نسيانه".

تهم خطيرة بالخيانة العظمى والتعامل مع "اسرائيل" لفقها إلياس المر زوراً من دون اي مستند، على كوادر التيار الحر الذين أطلق سراحهم بعد 15 يوماً، والذين برَّأ القضاء اللبناني ساحتهم جميعاً من التهم التي لفقها إلياس المر وأدواته المخابراتية في حينه.. تهم أين منها التهم التي تلفقها الأنظمة التوتاليتارية على مناوئيها؟

ومنذ حوالى الشهرين، اي قبيل تولى العماد ميشال سليمان رئاسة الجمهورية،  قام احد مسؤولي التيار الوطني الحر الأساسيين، وهو رئيس لجنة الدراسات الدكتور أدونيس العكرة، بسؤال العماد سليمان عن الموضوع، فأنكر بشدة ان تكون قيادة الجيش على علم بما قاله إلياس المر حينها، وأكد ان إلياس المر والقوى الامنية التابعة لوزارة الداخلية هي من قام بالاعتداءات والاعتقالات، وأن الجيش لم يصدر أوامره بذلك مطلقاً.

حادثة نضعها أمام الرأي العام اللبناني، ونذكر فيها العماد سليمان ونضعه أمام مسؤولياته وضميره الوطني، فلا يتمسك بشخص كإلياس المر لوزارة سيادية حساسة كوزارة الدفاع، وخصوصاً ان تاريخه في الانقلاب على حلفائه وفي تلفيق القضايا للمعارضين وفي تحويل الوطن الى سجن كبير تُكم فيه الافواه وتقيد الحريات..
وتاريخه في تعريض السلم الاهلي في البلاد للخطر معروف وموثق. فمن ينقلب على الرئيس إميل لحود بعد كل ما قدمه له، هل سيوفر الرئيس ميشال سليمان ولن يغدر به؟
الانتقاد/ العدد1276 ـ 27 حزيران/ يونيو 2008
2008-06-26