ارشيف من : 2005-2008

النائب نادر سكر لـ"الانتقاد": العماد سليمان يريحنا والمطلوب توافق سياسي يسبقه

النائب نادر سكر لـ"الانتقاد": العماد سليمان يريحنا والمطلوب توافق سياسي يسبقه

نادر سكر "كتائبي" في المعارضة، خرج عن سرب "كتائب الجميل" ليحافظ على الثوابت التي التزمها.. هي مفارقة في بلد انقلبت فيه الأكثرية على كل التزاماتها بالحد الأدنى أمام الناخبين. وهو في هذه المفارقة وجد نفسه أقرب الى الاصطفاف الوطني الذي تتشكل منه المعارضة اللبنانية.
يقول: "إن الاقتراب من مرحلة التوافق أتى بفضل قوة المعارضة وموقفها الصلب منذ استقالة الوزراء من الحكومة حتى هذه اللحظة". ويشير الى "ان حزب الله وحركة أمل احترما حق المسيحيين في اختيار رئيسهم عبر إصرارهما على الأخذ  برأي العماد ميشال عون قبل أي تسوية سياسية قد تنتج رئيسا للجمهورية". ويرى انعطافة جنبلاط "ليست سوى تغير في الأسلوب وليس بالأهداف، بقصد احكام الأكثرية السيطرة على البلاد من خلال حكومة ترفض قوى 14 شباط أي تنازل بشأنها".
"الانتقاد" التقت النائب نادر سكر وناقشته حول آخر "نسخة" من المشاورات والمفاوضات الآيلة للخروج من عنق الزجاجة الرئاسي، وفي ما يلي نص الحوار:

كيف تقرأ ما بلغته الأمور حتى الساعة على مستوى الاستحقاق الرئاسي؟
هناك طرح حمل اسم العماد سليمان من أجل التوافق عليه كمرشح من قبل الجميع.. هذا الطرح نعتبره جيدا باعتبار ان العماد سليمان جيد وضمانة للجميع، واسمه يريح جميع اللبنانيين. ولكن يجب الاتفاق على ما بعد الرئيس بين المولاة والمعارضة لكي ينجح هذا العهد من بدايته، لأن رئيس الجمهورية عندما يوقع مرسوم تأليف الحكومة يخسر مبدئياً أكثر صلاحياته، وبالتالي تصبح الصلاحيات كلها في الحكومة.

.. ألا تعتقد ان هذه الشروط تعيق السير بالعماد سليمان؟
نحن في المعارضة أول من طرح اسم العماد سليمان كمرشح توافقي ورفضته الأغلبية في وقتها، وقالوا إنهم لا يقبلون بتعديل الدستور ويرفضون وصول عسكري إلى سدة الرئاسة. وكما قلت لك اسم العماد سليمان يريحنا، ولكن نريد ان نتفاهم مع الموالاة على ما بعد انتخاب الرئيس، لأنه اذا سمّوا هم رئيس الحكومة وعرض تشكيلته الوزارية على رئيس الجمهورية ووافق عليها، فإن مطلب حكومة الوحدة الوطنية ما زال بالنسبة الى المعارضة قائماً.

.. ألا يشكل ذلك مساً بصلاحيات مجلس الوزراء قبل تشكيله كما تدّعي الموالاة؟
لا، أولا لأن رئيس الجمهورية ملتزم بتسمية رئيس الحكومة نتيجة الاستشارات النيابية.. ولنفترض ان رئيس الحكومة العتيد عرض تشكيلته الوزارية ورفضها رئيس الجمهورية، فإن الحكومة الحالية ستبقى في موقع تصريف الأعمال حتى تأليف حكومة أخرى. لذا أقول يجب ان نتوافق على كل شيء، وهذه من مصلحة الرئيس الذي سيُنتخب.

هل من نية مضمرة لدى الموالاة لخلق عراقيل أمام وصول سليمان؟
أيا تكن النوايا فنحن لن نوافق على أي أمر قبل التفاهم على كل المرحلة المقبلة.

برأيك هل يمكن ان تقبل المعارضة بولاية كاملة للعماد سليمان مقابل سلة متكاملة على مستوى الحكومة والإدارات وقيادة الجيش والبيان الوزاري؟
هذا موضوع خاضع للبحث ويجب مناقشته مع الجنرال عون، لأنه سبق ان أطلق مبادرته قبل أن تطرح الأكثرية اسم العماد سليمان.

هل سيحمل يوم الجمعة (اليوم) رئيساً لقصر بعبدا؟
أنا أستبعد.

والسبب؟
الأمور بحاجة إلى مزيد من البحث والتواصل للوصول إلى التوافق السياسي.

كيف تقرأ وثيقة مشاورات الرابية؟ وهل فعلاً المسيحيون اليوم أمام إحباط جديد بفعل الفراغ الرئاسي؟
الوثيقة تحاول ان تجد حلاً للمشكلة الوطنية التي يعاني منها جميع اللبنانيين.. والخلاف القائم اليوم هو ليس مسيحيا ـ مسيحيا، بل هو سياسي ووطني. وفي الوقت الذي نجد فيه تهميشا للمسيحيين الموجودين في الأكثرية، نرى ان التعاون القائم بين أطراف المعارضة هو تعاون حقيقي وصحيح، والدليل على ذلك هو موقف حزب الله وحركة أمل عندما أبلغوا الجميع أن التفاهم يجب ان يحصل بالدرجة الأولى مع العماد عون حول موضوع الاستحقاق الرئاسي.

برأيك ما هو المخرج إلى التعديل الدستوري الذي تقبله المعارضة وتمشي به؟
أقول ان التوافق السياسي بين جميع اللبنانيين يغطي كل هذا النقص القائم.

كيف قرأت انعطافة جنبلاط واستعداده السير بالتوافق؟
برأيي أهداف جنبلاط لا تزال هي هي، فقط تغيّر في الأسلوب. وباعتقادي هو يحاول ان يقنع المعارضة بأنه غيّر طروحاته وأقواله من أجل تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة للموالاة من دون أي تنازل. وإذا ما حصل هذا الأمر فإن فريق الأكثرية هو من سيحكم هذا البلد، لأن من يحكم هي الحكومة وليس رئيس الجمهورية.

برأيك هل أتت بوادر التسوية من الخارج.. يعني على وقع أنابوليس أم من الحاجة الداخلية؟
هي أتت بفضل قوة المعارضة وموقفها الصلب منذ استقالة الوزراء من الحكومة حتى هذه اللحظة.

سمعنا منذ فترة أصداء مشكلة في حزب الكتائب باتت اليوم تظهر إلى العلن مع الحديث عن استقالة ثلثي أعضاء المكتب السياسي؟
الرئيس الجميل اعتبر ان هناك تغيرا على صعيد البلد يجب ان يواكبه تغيير في القيادة.. وباعتقادي استقالة الثلثين هو من أجل تمكين المؤتمر من انتخاب قيادة جديدة. على كل الأحوال هناك وجهات نظر عدة على صعيد القضايا الوطنية، ولكن الأمور لا تتحمل مزيدا من الازدواجية، وبالتالي فهناك اتجاه لحسم الخيارات داخل الحزب. عدا ذلك هناك عودة بالحزب من حزب المؤسسة الى حزب رئاسي تكون كل الصلاحيات فيه بيد الرئيس.

وهل جسد الحزب يتحمل ذلك؟
سنشهد خروجا لكتائبيين من الإدارة الحزبية.

هل ستكرر تجربة الحزبين؟
لا.. ربما نشهد انتقالات لبعض الكتائبيين إلى مواقع سياسية أخرى.

أنت كيف توائم بين أن تكون في المعارضة وفي حزب الكتائب؟
أنا منقطع عن حضور اجتماعات المكتب السياسي للحزب منذ فترة سنة، ولدي موقفي السياسي الواضح، وأنا ملتزم بالخيارات السياسية التي التزمناها عندما انتخبت نائباً عن منطقة بعلبك ـ الهرمل.
اجرى الحوار : حسين عواد
الصور : موسى الحسيني

2007-12-06