ارشيف من : 2005-2008

مؤتمر أنابوليس : الابتزاز الأمريكي ـ الصهيوني

مؤتمر أنابوليس : الابتزاز الأمريكي ـ الصهيوني

تونس ـ لجنة دعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع
انعقد  مؤتمر "أنابوليس" في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007 ، جمع أمريكا والكيان الصهيوني ووزراء خارجية 16 دولة عربية من بينها موريطانيا ومصر والأردن والمغرب والجزائر وتونس ولبنان وسوريا..، وحضرت أقطار لأول مرة في مثل هذه المؤتمرات وهي الجزائر والسعودية ودول الخليج.
كما حضر المؤتمر وزراء خارجية دول إسلامية و دول غربية.
واستهدف الصهاينة والأمريكان من المؤتمر تكتيل ما يسمونه " الدول المعتدلة" وعزل ما يسمونه "القوى المتطرفة" كحماس وحزب الله وإيران.
وطالب أولمرت رئيس الحكومة الصهيونية وبوش في كلمتيهما في المؤتمر العرب بتطبيع علاقاتهم مع الصهاينة ووقف المقاطعة لهم والاعتراف بـ"يهودية دولة الكيان الصهيوني" مما يعني التخلي عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم التي هُجِّروا منها وتهجير ما بقي من فلسطينيين داخل أراضي 1948.
وطالب أولمرت الحكومات العربية للنسج على منوال النظامين المصري والأردني كنموذجين في الاعتراف بالكيان الصهيوني وإقامة علاقات معه.
فقد أراد الأمريكان والصهاينة من هذا المؤتمر توفير الغطاء للصهاينة لتصفية ما يسمونهم "إرهابيين" (حماس وحزب الله وإيران) كما جاء في تصريح لوزيرة خارجية الصهاينة قبل المؤتمر. وقد سبق المؤتمر حملة من الضغوطات على الحكومات العربية بما يسمى "ديمقراطية وحقوق إنسان" ومحاولات التفجير الداخلي وشملت هذه الضغوطات جل الأقطار العربية وخاصة لبنان والسودان والجزائر والمغرب (قضية سبته ومليلية)... كما شملت بعض البلدان الإسلامية كتركيا والباكستان.
و يأتي دفع الحكومات العربية لحضور مؤتمر أنابوليس والضغط عليها بـ"الديمقراطية" وتفجير الأوضاع الداخلية كركيزتين أساسيتين لتمرير مشروع الشرق الأوسط الكبير.
وهي الضغوطات التي يشفعها الأمريكان والصهاينة بتهديد الحكام العرب.. فالمثال العراقي ماثل أمام الجميع.. وأي منهم يجرأ على شق عصا الطاعة في وجه أمريكا والصهاينة يعرف ماذا يمكن أن ينتظره...
وبرز محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية خلال المؤتمر مستسلما خانعا للصهاينة والأمريكان مقابل عدائه المكين للمقاومة، وخاصة حماس،  التى وصفها بـ"الظلام " فى كلمته في المؤتمر مبديا استعداده لأن يكون أداة الصهاينة والأمريكان في تصفية المقاومة الفلسطينية بواسطة أجهزة الشرطة التابعة له التي يحرص الأمريكان على دعمها وتدريبها وتوجيهها وجهة معاداة شعب فلسطين عوض معاداة الاحتلال.
ورغم عدم استعداد الصهاينة والأمريكان للاستجابة إلى أي شيء ( فلا وقف للاستيطان ولا وقف للحفريات تحت المسجد الأقصى ولا أطلاق سراح للأسرى ولا انسحاب من الجولان أو من مزارع شبعا ولا عودة للاجئين..)، فإن الحضور العربي في المؤتمر مثل غطاء لكل ما جاء الصهاينة والأمريكان من أجله للمؤتمر وخاصة ضرب حماس واستئصالها من طرف الصهاينة وعباس.
هذا  ما أراده الأعداء من المؤتمر وما فعلوه من أجل تحقيق أهدافهم.
 لكن وقائع المؤتمر تؤشر إلى عكس ما ابتغوه مما أدى إلى فشله رئيسيا، فالصهاينة كانوا يحلمون بلقاءات ومصافحات  وصور مشتركة مع وزراء الخارجية العرب وإقامة علاقات لم تتحقق مما مثل صدمة للصهاينة بل إن وزير الخارجية السعودي ذهب في تصريح له إثر المؤتمر إلى رفض التطبيع واشترَطه بإعادة أراضي الـ67 كما شكك أمين عام الجامعة العربية في نية الصهاينة فيما يسمونه "سلاما".
إن الانتصارات التاريخية التي حققتها المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان هذه السنوات الأخيرة جعلت الأعداء يعجلون بعقد هذا المؤتمر قصد امتصاص هذه الانتصارات وإقامة شرخ بين الأنظمة والمقاومة وقد فشل الأعداء في أهدافهم. ذلك لأن المقاومة عصية عليهم، أما الجماهير العربية فترفض قطعيا الاعتراف بالعدو والتعامل معه، ومتمسكة بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر ومتشبثة بالقدس والمسجد الأقصى..
هذا فضلا على التناقضات التي تنخر الكيان الصهيوني والمجتمع الأمريكي نتيجة الضربات التي تلقوها في فلسطين ولبنان والعراق ونتيجة الاتجاه المتطرف الذي يحكم المستوطنين في الكيان الصهيوني والمحافظين في أمريكا والذي يستحيل معه إعطاء أي شيء. فخططهم تقوم على افتكاك كل شيء والامتناع عن إعطاء أي شيء ولذلك فإن الكيان الصهيوني كيان عدواني ومغتصب والخيار الوحيد معه هو كنسه ورميه في مزبلة التاريخ والجهاد هو السبيل الوحيد للوصول إلى الهدف المنشود وهو تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. ومواصلة دعم كل الجماهير العربية وقواها المناضلة للمقاومة هي الخطوة الصحيحة على هذا الطريق.

2007-12-04