ارشيف من : 2005-2008

شعبيته الى تزايد وتحالفه مع "التيار الحر" الى تكامل: تيار المردة يتخطى حاجز المدفون ويغادر زاوية زغرتا

شعبيته الى تزايد وتحالفه مع "التيار الحر" الى تكامل: تيار المردة يتخطى حاجز المدفون ويغادر زاوية زغرتا

 خرج تيار المردة من زاوية زغرتا، عرينه التاريخي، وعبر حدود حاجز المدفون في طريقه الى جبل لبنان وبيروت، ووصل يوم الأحد في الرابع والعشرين من شهر شباط الى مدينة جبيل أكثر شموخاً كتيار شعبي، وأقوى رسوخاً كمشروع وطني.
 هناك في وسط المدينة افتتح الوزير سليمان فرنجية مكتباً صغيراً، لكنه في عالم السياسة قفزة الى الأمام داخل المجتمع المسيحي، بدت أكثر وضوحاً في الخطاب الذي ألقاه الوزير فرنجية وتجاوز في بلاغة أبجديته السياسية حدود جبيل الى مشروع  وطني يرتكز على ثوابت تحفظ الوجود المسيحي في لبنان والشرق العربي.
 وأثبت تيار المردة في زحفه نحو العاصمة أنه يملك كل الأسباب التي تساعده على التوسع والتمدد والانتقال من تيار شديد الولاء لزعامته المحلية الوطنية الى حركة سياسية فاعلة وناشطة على امتداد الوطن، بطوله وعرضه.
 لم يختَر تيار المردة منذ تشكيله عام 1968 التموضع في زغرتا وحدها، إلا ان الانقسام السياسي الحاد بين المسيحيين في العام 1978 كان مسؤولاً عن عزل المردة شمال حاجز المدفون، بعدما نجحت ميليشيات القوات اللبنانية في ذلك الوقت في الهيمنة على المناطق المسيحية في جبل لبنان و"بيروت الشرقية"، بواسطة القتل والقنص والاغتيالات. وقد دفع الرئيس سليمان فرنجية وعائلته ثمن مواقفه الوطنية، عندما تمكنت قوة خاصة من ميليشيا القوات اللبنانية بإمرة سمير جعجع، من التسلل الى زغرتا واغتيال طوني فرنجية وأفراد عائلته.
 اليوم قرر تيار المردة تجاوز خطوط التماس القديمة ومغادرة حصنه في الزوايا الى جهات الوطن الأربع، مستنداً على سياسة سليمان فرنجية الابن التي ترتكز على ثوابت العيش المشترك، وتؤمن بالمسيحية العربية، وترفض التوسل بالخارج ضد أبناء الوطن.
 ساهمت وحدة المعارضة الوطنية في مواجهة فريق السلطة المستأثر بالحكم، بزيادة شعبية المردة في المناطق اللبنانية كافة، وتحول الوزير سليمان فرنجية الى واحد من أبرز القيادات الوطنية.
 كما أدى التحالف بين المردة والتيار الوطني الحر الى انتشار أكبر للمردة في المجتمع المسيحي، وارتفاع شعبيته الى مستويات لافتة خلال وقت قصير جداً، الى حد وصفت شخصيات قيادية الوزير فرنجية بأنه خليفة العماد ميشال عون.
 ولتفويت الفرصة على المصطادين في الماء العكر، أعلن الوزير فرنجية ان المردة "تُكمل" التيار الوطني الحر ولا تنافسه. وأعرب عن أمله ان يأتي اليوم الذي تتوحد فيه الألوان.
 استعاد فرنجية الحفيد من فرنجية الجد هواجس كثيرة دون ان يذكر ذلك صراحة، وهو يدرك الآن ان ثمة رغبات تتضافر عمداً على صدع الوطن، وهذه الرغبات نجحت في صدع المسيحيين أولاً، لذلك طلب فرنجية من بكركي اعادة النظر في مواقفها السياسية والتزام الأبوة للجميع وعدم التمييز بين أبنائها.
 لم يعتذر فرنجية الى بكركي على رده على بيان المطارنة الموارنة في كانون الثاني من العام الجاري، والذي ذكر فيه بكركي بأنها بيت للصلاة، وخاطبها قائلا: "لا تجعلوا بيتكم مغارة للصوص". وقدم جردة حساب سياسية لمواقف البطرك منذ اتفاق الطائف، وجميعها ينسجم مع سياسات حكومات الحريري المتعاقبة.
 عاد الوزير فرنجية وذكر بكركي بدورها الأبوي الجامع لجميع أبناء المسيحيين، كما أشاد بمرجعية البطرك المنسجمة مع رسالة المسيحية.
 نجح تيار المردة في الانتقال الى موقع سياسي متقدم، وشجعه على عملية الانتقال الترحيب الشعبي الكبير في الوسط المسيحي.. ووجد المردة في تحالفه مع التيار الوطني الحر أرضية مناسبة للنمو والتوسع والعمل.
قاسم متيرك
الانتقاد/ العدد1256 ـ 29 شباط/ فبراير 2008

2008-02-29