ارشيف من : 2005-2008

انتصرت المقاومة انتصر كل لبنان

انتصرت المقاومة انتصر كل لبنان

كتبت فيرا يمّين(*)
سنة مرت على العدوان فالانتصار، سنة مرت لتختصر زمناً من الخيبات والهزائم، ما أحدث صحوة لدى شعوب المنطقة والعالم و"نقزة" لدى بعض الأنظمة التي تقتات من فتات الاستسلام فتسترخي في عروشها الزائفة فيما الأرض تنضح ثورة وغضباً.
المقاومة اللبنانية من الـ2000 إلى الـ2006، ست سنوات من النضال المقرون بالايمان والمتكئ على دعم شعب يقظ وواع، ست سنوات غيّرت المعادلة وقلبت الموازين ووأدت المرسوم منذ أن تقرر الكيان الصهيوني في أرضنا المقدسة، والذي كان يتحقق فصولاً من النكبة إلى النكسة، إلى أيلول الأسود، إلى حرب لبنان، وصولاً إلى احتلال العراق ومنه إلى العدوان الإسرائيلي الذي كان يقضي بضرب المقاومة وإنهاك الجيش وسلب الأرض للتوطين، فتحقق الانتصار الذي خطه الألف شهيد وأكثر، شهداء من غير أسماء سقوا الأرض دماء فتحولت صورهم شهادات وأيقونات رُفعت في صدور البيوت ورفعت رأس لبنان.
الكلام عن عدوان تموز يأتي مزيجاً بين واقعية ووجدانية، بين حماسة وموضوعية، واذا امتزجت الواقعية بالوجدانية تحددت أكثر هويتنا المشرقية، واذا طغت الحماسة على الموضوعية تكرّست أكثر الحرية.
33 يوماً بعدد شهداء مجزرة إهدن الذين سقطوا فجر 13 حزيران 1978 حين دنّس العدو عبر عملائه أرض الشمال و"مسرح" خروجه من الجنوب بالتحضير من جديد لمؤامرة هادفة إلى تقسيم الوطن وشرذمة وتوطين أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، ولأن العدو تعوّد على نسج أسطورة صدقها معظم العرب، ظنّ أنه قادر على لبنان، إنه عدو جاهل للأرض وللمقدسات، للأديان والمعتقدات، لشعب رافض للذل والهوان، لشعب يستحق أن يكون وطنه لبنان. فانكسر العدو مرة في أيار سنة 2000 ليعود وينهزم أمام العالم وأمام نفسه في آب 2006، وحلت به فاجعة لا تزال تردداتها إلى اليوم، وارتبك الأميركي الغارق في وحل العراق، وتعطلت ولادة الشرق الأوسط الجديد المقرر من بوش الأب إلى بوش الابن، لذا بدأ البحث عن أساليب جديدة مرة عبر قرارات دولية وأخرى عبر توترات داخلية، ولأن المقاومة أشكال، استمرت المقاومة السياسية عبر أقطاب المعارضة والمقاومة الشعبية عبر الاحتضان ومن ثم الاعتصام، والمقاومة السياسية ليست ابنة اليوم بل بدأت فعلياً وعملياً منذ ان تم دفن اتفاقية 17 أيار بفضل قيادات وطنية أبرزها الرئيس الراحل سليمان فرنجية الذي كان يطلق عليه لقب "المقاوم الأول"، والمستمرة لليوم عبر تيار المردة ورئيسه سليمان فرنجية الذي كان أول من زفّ النصر إلى اللبنانيين بعد مرور اسبوع على بداية العدوان.
ومن الشمال إلى الجنوب إلى كل شعوب المنطقة نحن أمام واجب تعميم ثقافة الانتماء التي تنتج ثقافة المقاومة التي هي مرادف لثقافة الحياة، فالحياة كي نحياها يجب أن نستحقها، والا سحقتنا أو جعلت منا دمى متحركة، ولا حياة في الدمى أو للدمى!
المقاومة انتصرت وانتصر معها كل لبنان مهما حاول البعض تقويض النصر أو الالتفاف عليه، انتصرنا بفضل مقاومة جبارة وبفضل سيد المقاومة الذي بكلامه ورسائله ومواقفه كان نصف المعركة، وبفضل شعب احتضن أهله، وبفضل الشعب الذي عاد معانقاً أرضه وبفضل الرب الذي هو خير نصير للحق وأهل الحق، فمبروك لكل الأحباء والشرفاء والأوفياء، وانحناءة لشهداء المقاومة والجيش، و"الشهداء هم أنبل بني البشر".
(*)عضو المكتب السياسي في تيار المردة

2007-08-16