ارشيف من : 2005-2008

إعلان دمشق2008

إعلان دمشق2008

الدول العربية المجتمعين فى مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة فى دورته العادية العشرين بدمشق، عاصمة الجمهورية العربية السورية، يومي 22/23 ربيع الاول 1429 هـ الموافق ليومي 29/30 اذار 2008 والذي يتواكب مع تتويج دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008. وتأكيدا لايماننا العميق بمبادىء واهداف ميثاق جامعة الدول العربية، وبضرورة العمل على تحقيق اهدافها وتعزيز دورها فى مختلف المجالات والالتزام بالجدية فى عملنا الجماعي العربي، وانطلاقا من تقييمنا للوضع العربي العام وحاجتنا الملحة لمواجهة الاخطار التى تحيط بأمتنا وتزعزع استقرارها وتهدد امنها القومي، واستجابة لمتطلبات الرأي العام العربي فى استنهاض التضامن والوفاق العربي وتطوير وتحديث اليات العمل العربي المشترك.‏

وحرصا منا على تعزيز الهوية العربية ومقوماتها الثقافية والحضارية في ظل المخاطر التى تهدد باعادة رسم خرائط المنطقة وتهميش الهوية العربية وتقويض الروابط التي تجمعنا، وانطلاقا من مسؤوليتنا فى الارتقاء بعلاقاتنا العربية وتمتين اواصرها وترسيخ أسسها بما يدعم الاهداف العليا للامة ويحقق تطلعات شعوبها ويحفظ امنها القومي ويصون كرامتها وعزتها، واقتناعا بضرورة ارساء قواعد جديدة للنظام الدولي على اسس تؤمن تحقيق العدالة والاحترام في العلاقات بين الدول والالتزام بالشرعية الدولية، ورغبة في ارساء جسور الحوار والتعاون مع الدول والمنظمات الدولية والاقليمية، والعمل على مزيد من الانفتاح على الفضاءات والتكتلات الدولية لبناء شراكات متوازنة وتحقيق مصالح مشتركة ورفاهية الشعوب وانمائها، والمساهمة في استتباب الامن والسلم الدوليين نعلن عزمنا على:‏

- الالتزام بتعزيز التضامن العربي بما يصون الامن القومي العربي ويكفل احترام سلامة كل دولة عربية وسيادتها وحقها في الدفاع عن نفسها وعدم التدخل فى شؤونها الداخلية، وتنفيذ قرارات القمم العربية ومؤسسات العمل العربي المشترك، وتعزيز دور جامعة الدول العربية بما يمكنها من تحقيق الاهداف التى تصبو اليها الامة العربية ودعم الخطوات التي اتخذت فى اطارها لتطوير منظومة العمل العربي.‏

- العمل على تجاوز الخلافات العربية - العربية من خلال الحوار الجاد والمتعمق وتلافي أوجه القصور فى بعض جوانب عملنا العربي المشترك.‏

- تغليب المصالح العليا للامة العربية على اي خلافات او نزاعات قد تنشأ بين اي من بلداننا العربية، والتصدي بحزم وحسم لاي تدخلات خارجية تهدف الى زيادة الخلافات العربية وتأجيجها، وذلك في اطار الالتزام باحكام ميثاق جامعة الدول العربية والنظام الاساسي لمجلس السلم والامن العربي والقرارات الصادرة عن القمم العربية.‏

- الوقوف معا في وجه الحملات والضغوط السياسية والاقتصادية التى تفرضها بعض الدول على اي من دولنا العربية.. واتخاذ الاجراءات اللازمة ضد هذه الحملات والضغوط.‏

- توحيد الموقف العربي ازاء مختلف القضايا التي تطرح فى المؤتمرات والمحافل الدولية.‏

- ايلاء اللغة العربية اهتماما ورعاية خاصة باعتبارها وعاء للفكر والثقافة العربية00 ولارتباطها بتاريخنا وثقافتنا وهويتنا00 لتكون مواكبة للتطور العلمي والمعرفي فى عصر العولمة والمعلومات ولتصبح اداة تحديث فى وجه محاولات التغريب والتشويه التى تتعرض لها ثقافتنا العربية.‏

- تحقيق تعاون أوثق في ظل المسؤولية المشتركة لدعم مشروعات التكامل الاقتصادي العربي، وصولا الى السوق العربية المشتركة، والعمل على انجاح القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التى تم اقرارها فى قمة الرياض والتي قررت حكومة دولة الكويت استضافتها فى مطلع عام 2009 وتأكيد مشاركة دولنا الفعالة فى هذه القمة لتحقيق الاهداف المرجوة منها.‏

وفي مواجهة التحديات التى تحدق بأمتنا العربية حاليا، قررنا العمل في العديد من القضايا وفى مقدمتها ما يلي:‏

- مواصلة تقديم كل اشكال الدعم السياسي والمادي والمعنوي للشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة ضد الاحتلال الاسرائيلي، وسياساته العدوانية التي تقوض حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بما فيها حقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين، والافراج عن المعتقلين والمختطفين العرب من السجون الاسرائيلية كافة والتأكيد على وحدة الصف الفلسطيني لتمكينه من صون قضيته وحقوقه.‏

- التحذير من تمادي سلطات الاحتلال الاسرائيلي فى سياسة الحصار واغلاق المعابر وتصعيد الاعتداءات وبشكل خاص على قطاع غزة واعتبار هذه الجرائم الاسرائيلية جرائم حرب تستدعي اتخاذ الاجراءات اللازمة ازاءها ومطالبة اسرائيل، الدولة القائمة بالاحتلال بالوقف الفوري لهذه الممارسات العدوانية ضد المدنيين، ودعوة مجلس الامن الى تحمل مسوءولياته ازاء هذا الوضع، وحث كل الاطراف المعنية للعمل على فك الحصار وفتح المعابر لتوفير المتطلبات الانسانية للشعب الفلسطيني.‏

- العمل على احلال السلام العادل والشامل فى منطقة الشرق الاوسط والذي يستند الى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبدأ الارض مقابل السلام ومرجعية مدريد بما يكفل استعادة الحقوق العربية وعودة اللاجئين الفلسطينيين واقامة الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس وانسحاب اسرائيل الكامل من الجولان العربي السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران عام 1967 وكذلك الانسحاب الاسرائيلي مما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة.‏

- التأكيد على ان استمرار الجانب العربي فى طرح مبادرة السلام العربية مرتبط بتنفيذ اسرائيل لكافة التزاماتها فى اطار المرجعيات الدولية لتحقيق السلام في المنطقة.‏

- القيام باجراء تقييم ومراجعة شاملة للاستراتيجية العربية ازاء جهود احياء عملية السلام تمهيدا لاقرار خطوات التحرك العربي المقبلة فى ضوء هذا التقييم.‏

- الاعراب عن الدعم والتقدير للجهود العربية وبخاصة جهود الجمهورية اليمنية بقيادة السيد الرئيس علي عبد الله صالح وللمبادرة اليمنية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية تأكيدا لوحدة الصف الوطني الفلسطيني ارضا وشعبا وسلطة واحدة، والتأكيد على ضرورة استمرار الجهود العربية وكذلك استمرار التنسيق مع الامين العام لتحقيق هذا الهدف.‏

- الحفاظ على وحدة العراق ارضا وشعبا والتمسك بهويته العربية والاسلامية وضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة والاسراع بانهاء الوجود الاجنبي وضمان الامن والاستقرار والسيادة الكاملة للعراق، ودعوة الاشقاء فى العراق الى الوقف الفوري لاراقة الدماء والحفاظ على ارواح المواطنين الابرياء ومصالحهم، واعتماد الحوار لتجاوز الخلافات والتوصل الى التوافق والمصالحة الوطنية العراقية.‏

- التمسك بالمبادرة العربية لمساعدة لبنان على الخروج من ازمته، ودعم جهود الامين العام لتشجيع الاطراف اللبنانية على التوافق في ما بينها لتجاوز هذه الازمة، بما يصون امن ووحدة واستقرار لبنان وازدهاره.‏

- تأكيد التضامن العربي مع سورية الشقيقة ازاء ما يسمى قانون محاسبة سورية باعتباره تجاوزا لمبادىء القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة.‏

- تشجيع الاتصالات الجارية بين دولة الامارات العربية المتحدة والجمهورية الاسلامية الايرانية لحل قضية الجزر الاماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى عبر الاجراءات القانونية والوسائل السلمية لاستعادة الامارات لهذه الجزر حفاظا على علاقات الاخوة العربية الايرانية ودعمها وتطويرها.‏

- التأكيد على وحدة السودان وسيادته واستقراره وعدم التدخل فى شؤونه الداخلية، ودعم جهود تنفيذ اتفاق السلام الشامل00 ومعالجة الاوضاع فى دارفور، ودعوة كافة الاطراف الاقليمية والدولية الى مساعدة الحكومة السودانية لتحقيق السلام واعادة الامن والاستقرار فى السودان.‏

- التأكيد على وحدة الصومال وسيادته واستقراره وتجديد الدعم للمصالحة الوطنية الصومالية، ومساعدته على تجاوز هذه الازمة.‏

- تأكيد الحرص على الوحدة الوطنية لجمهورية القمر المتحدة وسلامة اراضيها وسيادتها الاقليمية ودعم جهود التنمية فيها.‏

- ان تصاعد الهجمة الشرسة على الاسلام وتنامي ظاهرة العداء للاسلام مبعث قلق كبير، لا سيما حين نرى الاساءة للمسلمين تتنامى فى بلدان كانت تتسم بالتعددية وتقبل الاخر، ان حالة الاستقطاب الحاد التى يشهدها العالم تستوجب العمل بجهد اكبر لتضييق الفجوة التي تتسع بين الثقافات والحضارات، ومن هذا المنطلق فان التعاون بين الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والمنظمات ذات الصلة امر مهم لمواجهة هذه الظاهرة وكذلك مواجهة الجهل والعنصرية المتزايدين ازاء الاسلام الذي يدعو الى الاعتدال والتسامح وتقبل الاخر.‏

- التأكيد على ادانة الارهاب بكافة اشكاله وصوره، ومواصلة التصدي للارهاب لاستئصاله وازالة اسبابه وادانة الافتراءات والمحاولات المشبوهة للربط بين الارهاب والعرب والمسلمين وتجديد الدعوة لعقد مؤتمر دولي باشراف الامم المتحدة لتعريف الارهاب وتبيان اسبابه ودوافعه، وضرورة التمييز بينه وبين حق الشعوب في مقاومة الاحتلال.‏

- العمل على جعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الاسلحة النووية، ودعوة المجتمع الدولي الى الزام اسرائيل بالانضمام الفوري الى معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية واخضاع منشآتها النووية الى رقابة الوكالة الدولية، والتأكيد على حق الدول فى الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير وضوابط الوكالة الدولية للطاقة الذرية".‏

2008-03-30