ارشيف من : 2005-2008

كتابات على جدران المعتقل..

كتابات على جدران المعتقل..

على الأحباب..ذكّرهم بنا..‏

قلّ لهم..أنهم فينا و منّا..‏

غابوا عنّا .. تألّمنا..حزنّا..‏

ما ضعفوا هم .. ولا نحن هنّا..‏

وعلى ضفاف جراحاتنا..النصر في أيّار و تموز غنّا..‏

نحن الذين أرّقهم السهاد..‏

منذ أن غيبت أحبّتنا أصفاد..‏

لجروحهم نزف عيوننا..بلسماً و ضماد....‏

هم لنا فخر..و نحن لهم امتداد..‏

من سنى صبرهم .. نستمدّ العزم و المداد..‏

عيوننا ساهرة على حمى الوطن..و يدنا على الزناد..‏

هم حلمنا بالحرية..وأسطورة البأس و العناد..‏

أيها ليل ..خذ منّي قلمي الحزين..‏

.. واكتب به على جدران الزنازين..‏

خذ مني أبجديتي.. و اعصر قلبي حبراً..خذ مني اليدين..‏

واكتب معاناتي وشوقي والحنين..‏

رسالة لأحبة مزّقت جلودهم سياط الغاصبين..‏

"ودّي" سلامي.. يا ليل.. الى عسقلان و كل السجون..‏

قبّل فيه الساكنين..أخبرهم عن شوقنا الدفين..‏

قبّل منهم الجباه و الايادي..‏

وعند أقدامهم التي قيّدتها سلاسل الاعادي..ازرع دموع المآقي.. قرابين..‏

وعند القيود.. يا ليل .. قف..وتمهّل لحين..‏

وللقيود قلّ ..و تكلّم..يا ليلنا الحزين..‏

قلّ لها: "حني يا قيود ..فكم تتوق لتقبيل تلك الأيادي أحبة وأخوة وأب و أم.."‏

اكتب .. يا ليل الألم..على جدران المعتقل..قصيدة النصرالمحقق...‏

قد وعدنا به الأمين..وهو ان قال صدق..‏

ففي تموز وعده تحقق..و في أيار حررنا الجنوب ..ورفعنا للّه بيرق..‏

مرّ على أسرانا يا ليل..يا رفيق المجاهدين..يا كاتم الاسرار..‏

قلّ لهم أننا..نحن الأسرى..و هم الاحرار..‏

هم زغردة شمس الحرية في وضح النهار..‏

هم القادة هم السادة..هم عشّاق الشهادة..وصنّاع الانتصار..‏

هم أرز لبنان الذي يأبى الانكسار..‏

هم أشرعتنا العاتية على الاعصار.. و التي لا تملّ من الابحار..‏

الى مراسي عيوننا الدامعة ..سيعودون ذات يوم ..و الى الديار..‏

فرحلة تحرير الأسرى لم و لن تقف.. سنظل نتابع الجهاد والمسار..‏

رغم استشهاد الحاج رضوان ..رغم الغدر..رغم الانفجار..‏

فنصرالله تعهّد له و لهم بالثار..وبشّرنا بأن النصر الكبير ..أدنى من قاب قوسين صار..‏

هيا استعدّوا يا ساكني زنازين الوجع ..منذ سنين..‏

فقد وعد الأمين..و هو الذي ان قال..قوله قسم..و يمين..‏

وله في تحرير الأسرى..باع طويل..و أيار يشهد..‏

أن منّا مجاهد للّه ثار.. فالله سدّد..فكان نصراً مؤيّد..و تموز يشهد..‏

أن منّا جريح زرع في الجنوب رجلاً أو يد..‏

أو عيناً في سبيل الله .. وعلى الوجع تمرّد..‏

وفينا.. ألف ألف وفيّ..لنهج علي ومحمد ..‏

وصلاة الليل .. ومحاريب الولاء..تشهد..‏

وفينا طفل..هيهات منّا الذل..منذ الصغر ..ردّد..‏

ومنّا ألف شهيد و أسير..‏

وفينا العباس و راغب و أحمد يحيى و رضوان و هادي و ملاك و برّو و قصير...‏

وألف قلب أم كسير..ألف أم تهز بيد السرير.. وتدير رحى الأيام بيد...‏

تطحن روحها....قمحاًً ..قوتاًً.. لمجاهد..تعجن عمرها خبزاً من قمح و شعير..‏

وعلى شفة جرحها اللاهب تشعل تنور..و توقد نار الحرية..وتثور..‏

وطعم الخبز ..يشهد.. و تموز يشهد..‏

ويتامى صغار..تشهد.. و البيت المدمّر ..‏

ونحن ..منّا ثمّة مئة عروس و أكثر.. انتظرت عريسها..فعاد اليها شهيداً..على النعش ممدّد..‏

والكون يشهد..أن المجتمع الدولي...ما رف لوجعنا جفن له و لا حرّك يدّ..‏

فيا ليل الانتظار..الى عسقلان و كل السجون..و كل الاحرار..‏

احمل رسالتي..و ابشر..بانتصار..فمن مخاض العتمة...تولد شمس النهار..‏

ومن رحم الوعد الصادق و الوجع و التضحيات الكبار..‏

لا بأن يولد ذاك النصر الموعود..ويفوز الأحرار..‏

ويتحقّق الوعد الصادق..بنصر اللّه..و تسديد من اللّه الجبّار..‏

ميرنا عباس نحلة‏

غامبيا غرب أفريقيا‏

2008-05-14