ارشيف من : 2005-2008

نسيم يعود نسراً يحلق في سماء وطنه بالوعد الصادق

نسيم يعود نسراً يحلق في سماء وطنه بالوعد الصادق
كتب حسين عواد
عاد الـ"نسر" ليحلق بجناحيه في فضاء الحرية التي ما كانت لتتحقق لولا سواعد المقاومين والوعد الصادق لقائد المقاومة بأنه لن تغمض عين للمقاومين حتى يعود الاسرى الى وطنهم أحراراً.
وهكذا كانت باكورة عودة الاحرار بعودة نسيم حراً الى لبنان بعد ما يزيد عن ستة عشرة عاماً قضاها في فلسطين المحتلة، بينها ست سنوات في غياهب السجون الإسرائيلية بتهمة التجسس لمصلحة المقاومة.
وكانت المفاجأة في صندوق الاشلاء التي سلمها حزب الله الى الصليب الاحمر الدولي، وهي بعض بقايا جنود العدو الذين قتلوا في المواجهات مع العدو خلال عدوان تموز 2006.
الجنوب كل الجنوب كان في استقبال الأسير نسر القادم من جانب الحدود مع فلسطين المحتلة عند معبر الناقورة بسيارة تابعة للصليب الأحمر الدولي يرافقه عدد من المسؤولين التابعين له.
.. وما ان بدأت تباشير قدوم الأسير نسر من بعيد حتى علت الهتافات من جانب الحشود الغفيرة التي تجمهرت منذ الصباح الباكر لملاقاته عن قرب، وفي مقدمهم مسؤول منطقة الجنوب فضيلة الشيخ نبيل قاووق، مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، وعدد من قياديي الحزب وشخصيات سياسية، وقد أقام له حزب الله حفل استقبال حاشدا يليق به، فرفعت اللافتات وكتب على بعضها "أهلا بالمجاهد نسر"، واعلام حزب الله التي انتشرت في كل مكان، واستحضرت الفرق الفنية التي راحت تنشد أناشيد النصر لقدومه.. وما أن نزل الأسير نسر من السيارة التابعة للصليب الأحمر الدولي ضاحكاً حتى أخذ قاووق بيده وقبله وعانقه ومشى معه على سجاد احمر، وأدت له ثلة من المقاومين التحية العسكرية، وقد وضع حول عنقه عقدا من الورد الأصفر، قبل ان يطلق وقاووق الحمام الأبيض في الفضاء تعبيرا عن الحرية المستعادة.







نسر بين اهله في البازورية

وبدا الموقف أكثر حرارة وتأثراً وتحت عدسات المصورين من مختلف الوسائل الإعلامية المحلية والعربية والدولية وعلى" الهواء مباشرة" حين رمى الأسير نسر بنفسه بيد يدي والدته" فالنتين" التي راحت تغمره وتعانقه طويلا وتقبله على وجنتيه، وهو يأخذ بيدها ليقبلها، وهكذا فعل أخوته وأقرباؤه، وكل من استطاع الوصول إليه وسط جو غامر بالزهو والفرح.
نسر الذي بدا مزهوا بالنصر الذي حققته المقاومة بعد عملية "التبادل" هذه، كانت له محطات كلامية عدة أمام مستقبليه على الحدود، توجه فيها بالشكر إلى الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، ولعائلات الشهداء والأسرى، معربا عن أمله أن يتم اللقاء قريبا بين الأسرى وذويهم، وبارك لكل لبنان وللسيد نصر الله هذا النصر، وقال "ان نشاء الله قريباً جداً سنشهد عودة الأسرى اللبنانيين".
والقى قاووق كلمة اعتبر فيها ان نسر عاد الى شعبه مرفوع الرأس بفخر واعتزاز(..) وهذا دليل على انهيار إرادة العدو وانتصار المقاومة"، مشددا على "انه ليس امام "إسرائيل" سوى الانهزام وليس امام لبنان الا الانتصار"، وقال "إن إطلاق الاسرى الفلسطينيين واللبنانيين سيحصل عما قريب، وإننا في هذه المناسبة نفتقد السجين الكبير الامام السيد موسى الصدر".
أشلاء
وفي خطوة بدت مفاجئة لكل من استقبل نسر عند الحدود اللبنانية سلم المسؤول عن لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا الصليب الاحمر الدولي صندوقاً خشبياً يحوي أشلاء لبعض الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في عدوان تموز، وقد رفض صفا إعطاء أي معلومات إضافية، معتبرا ان ذلك يؤذي مسيرة التفاوض لاتمام صفقة التبادل.
البازورية
ومن هناك انطلق الأسير ووفد الاستقبال إلى البازورية حيث توجهوا مباشرة إلى جبانة البلدة وقرأوا سورة الفاتحة عن روح والده، ومن ثم توجهوا الى ساحة البلدة حيث أقيم للعائد "عرس" آخر، فتجمهر الأهالي من حوله، هذا يعانقه، وذاك يطبع قبلة على خديه، وتلك تهنئه بالسلامة، فيما الآخرون راحوا يهتفون ويدبكون على إيقاع نشيد النصر.. ومن ثم انتقل الجميع الى المنزل الذي ارتفعت صوره من حوله والزينة وسط زغاريد ونثر الارز فيما والدته عقدت يدها بيده وهي ما زالت تقبله وتعمق النظر فيه، وهو كذلك حتى الفجر..

2008-06-02