ارشيف من : 2005-2008

باريس تتقدم باتجاه دمشق: مبعوث فرنسي رفيع المستوى قريباً إلى سورية

باريس تتقدم باتجاه دمشق: مبعوث فرنسي رفيع المستوى قريباً إلى سورية

تجاه دمشق.‏

وقال وزير الثقافة الفرنسي الأسبق وأحد قادة الحزب الاشتراكي جاك لانج إنه التقى الخميس الماضي أمين عام الرئاسة الفرنسية كلود غيَّان الذي أخبره أنه سيقوم بزيارة إلى سورية "قريباً جداً"، وتوقع لانج أن يكون موعد هذه الزيارة خلال أسبوع على أبعد تقدير، دون أن يحدد تاريخاً بعينه.‏

ويزور لانج سورية ضمن فعاليات احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية كونه شخصية ثقافية شغلت منصب وزير الثقافة في فرنسا عشر سنوات في عهد الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران.‏

ومن المتوقع أن يبحث المبعوث الفرنسي كلود غيَّان مع الرئيس بشار الأسد تطورات الأوضاع في المنطقة وخاصة في لبنان بعد اتفاق الدوحة بين الأفرقاء اللبنانيين وانتخاب العماد ميشيل سليمان رئيساً للجمهورية، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية تعزيزها، وهي التي شهدت فتوراً واضحاً وخاصة بعد الأزمة السياسية في لبنان والتي انعكست توتراً في العلاقات السورية الفرنسية.‏

وتأتي هذه الخطوة الفرنسية بعد أن بادر الرئيس ساركوزي الخميس الماضي بالاتصال بالرئيس الأسد حيث "أشاد بالجهود الحثيثة التي بذلها الرئيس الأسد من أجل إنجاح اتفاق الدوحة وضمان انتخاب اللبنانيين لرئيسهم التوافقي"، وذلك بحسب ما أعلن بيان رئاسي سوري الذي نقل عن ساركوزي رغبته "في إعطاء زخم أكبر للعلاقات بين فرنسا وسورية وخصوصا في المجالين السياسي والاقتصادي، وكذلك زيادة التنسيق بين البلدين في المواضيع ذات الاهتمام المشترك".‏

ورأى المراقبون في هذا الاتصال مقدمة لتطبيع العلاقات بين دمشق وباريس.‏

وفي جلسة حوارية مع عدد من الصحفيين في سورية، قال وزير الثقافة الفرنسي الأسبق جاك لانج إنه تحدث مع الرئيس ساركوزي عن أهمية إزالة سوء الفهم الذي شاب العلاقات السياسية بين باريس ودمشق، وأعرب عن قناعته "بأن لا شيء إيجابيا يمكن أن يحدث من دون سورية في المنطقة، ولا شيء يمكن أن يستمر في الشرق الأوسط من دونها"، مشيراً إلى أنه "من المشجعين لتطوير العلاقات الفرنسية السورية".‏

وأواخر العام الماضي قام غيّان بزيارة سورية بصفته مبعوثاً للرئيس ساركوزي والتقى حينها الرئيس الأسد والوزير المعلم بهدف البحث عن مخرج للأزمة اللبنانية.‏

إلا أن فشل حل الأزمة في لبنان واتهام سورية بالوقوف وراء ذلك دفع الرئيس الفرنسي إلى إيقاف جميع الاتصالات مع دمشق فيما يخص الشأن الرئاسي اللبناني، وبدورها ردت العاصمة السورية على القرار الفرنسي بقرار مماثل.‏

وبرغم أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم التقى ونظيره الفرنسي برنار كوشنير مرتين على هامش المؤتمر الدوري لدول جوار العراق الأولى في تركيا في تشرين الثاني الماضي والثانية في الكويت نهاية نيسان الماضي، إلا أن أي انفراج لم يحدث في العلاقات بين البلدين التي هيمنت عليها تداعيات الملف اللبناني.‏

وقال لانج "إن العلاقات الفرنسية السورية كأنها تسير في صفحة جديدة(...) فلدي انطباع أن هناك تقدما حصل في الآونة الأخيرة بعد الحل في لبنان"، وأشار الى أن الرئيس ساركوزي "وجه دعوة رسمية للرئيس بشار الأسد خلال الاتصال الهاتفي بينهما الخميس الماضي لحضور قمة دول الاتحاد المتوسطي في الثالث عشر من تموز في باريس"، ودعا سورية لأن تلعب دوراً إيجابياً في هذا الاتحاد.‏

وأعرب لانج عن أمله في أن "تكون صفحة الماضي طويت بالكامل ودخلنا عهداً جديداً (...) وأتطلع لصفحة جديدة من العلاقات الثنائية وآمل أن يملأها المزيد من النشاط الإيجابي وأن لا نعود إلى الوراء، ويجب أن نشكر سورية لأنها لعبت دوراً جدياً في دخولنا هذه الفترة وتحديداً في لبنان".‏

كما دعا لانج إلى إجراء حوار بين فرنسا وإيران من جهة وبين إيران والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، وقال إنه سيزور طهران للبحث مع المسؤولين هناك في هذا الشأن.‏

الانتقاد/ العد1270 ـ 9 حزيران/ يونيو 2008‏

2008-06-09