ارشيف من : 2005-2008

الذكرى الـ(19) لرحيل الإمام الخميني (قده) في بيروت: الوفاء للإمام الذي ألهم لبنان المقاومة

الذكرى الـ(19) لرحيل الإمام الخميني (قده) في بيروت: الوفاء للإمام الذي ألهم لبنان المقاومة

كل المعذبين والتواقين لرفع الظلم والقهر.‏

بيروت في ذكراه أتت اليه وفاء لقائد أوقد الثورة في شرايين الأمة، فكانت مقاومة الاحتلال التي هزمت العدو وأخذت كيانه الغاصب حتماً الى الزوال.‏

في قصر الأونيسكو في بيروت تجمع كل الأوفياء للقائد العظيم، يضيئون على مآثره ويؤكدون الالتزام بنهجه، ليبقى الإمام حاضراً وهو الذي ما برح يزداد مع كل عام حضورا وثباتاً.‏

في الذكرى التاسعة عشرة لرحيل الإمام الخميني (قده)، أحيت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان المناسبة في احتفال خطابي أقامته في قصر الأونيسكو، بحضور حشد من الشخصيات السياسية والحزبية والعلمائية والدبلوماسية والعسكرية، يتقدمهم الى جانب نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيح نعيم قاسم، ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الوزير فوزي صلوخ، وممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب أيوب حميد، وممثل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الوزير خالد قباني.‏

كما حضر الرئيس حسين الحسيني، وممثل الرئيس الحص الدكتور حيان حيدر، وممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير المطران بولس مطر، وممثل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون اللواء عصام أبو جمرا، وعدد من النواب والوزراء الحاليين والسابقين، وممثل الكاثوليكوس كيفام خاتشريان، وممثل عن الجماعة الاسلامية المهندس عبد الله بابتي، وعدد من رجال الدين من مختلف الطوائف، وممثلون عن القيادات العسكرية وعن رؤساء الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وأعضاء السلك الديبلوماسي وحشد من المهتمين.‏

بدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم فالنشيدين الوطني والإيراني عزفتهما الفرقة الموسيقية في جمعية كشافة المهدي، ثم كلمة ترحيب من عريف الحفل يوسف باجوق.‏

شيباني‏

السفير الإيراني محمد رضا شيباني ألقى كلمة تحدث فيها عن مآثر الإمام الخميني "الذي أسقط نظام الظلم وأقام على أنقاضه نظام الحرية والاستقلال". وتطرق الى الوضع الداخلي اللبناني قفال: "نحن في ايران عملنا مع كل الأطراف من اجل خلاص لبنان من محنه وتعزيز وحدته وسلمه الأهلي". مؤكداً ان "هذا الشعب الذي صنع بإرادته الصلبة ومقاومته الباسلة والشريفة أعظم انتصار في تاريخ العرب والمسلمين ضد العدو الصهيوني، بات نموذجا يقتدى به في المقاومة والتحرير وإرادة الحياة الحرة الكريمة".‏

بري‏

وألقى النائب حميد كلمة الرئيس نبيه بري استهلها بالحديث عن إنجازات الإمام الخميني (قده) إبان الثورة الإسلامية وقال: "لقد انتصرت الثورة وانتصرت ارادة الشعب الإيراني بقيادة الإمام الخميني العظيم، وبدأت التحولات الكبرى على صعيد ايران وعلى صعيد المنطقة والعالم".‏

وأكد حميد ان "ايران لم تكن بعيدة عن مباركة اتفاق الدوحة ومضامينه والمساعدة على تظهيره، وهي التي كانت قبله مؤازرة ومشجعة لأي توافق بين اللبنانيين يعيد لحمتهم ويحصن وطنهم". لافتاً الى "ان اتفاق الدوحة لا ننظر اليه كبديل عن اتفاق الطائف، بل تسوية لمرحلة عبرت ولمأزق عاشه الجميع وعجزوا عن تجاوز مواقفهم.. كل لأسبابه". وشدد على ان المعارضة ملتزمة تنفيذ اتفاق الدوحة بحذافيره (..) والتمسك بالثوابت الوطنية".‏

صفير‏

وتناول المطران مطر "الثورة الإسلامية الإيرانية التي اتخذت منذ انطلاقتها بعدا عالميا يتعلق بتوازن الوجود وبالحقيقة الكبرى للإنسانية نفسها".‏

وفي الشأن اللبناني تمنى مطر "أن تتحول الهدنة الحالية التي دخل لبنان في أجوائها إلى سلام مستدام".‏

وإذ شكر "جميع الإخوة والأصدقاء الذين تهافتوا إلى مساعدتنا" قال مطر: "نريد أن نرى في مدهم يد العون للبنان تعبيرا عن كبير تقديرهم لما يمثله هذا الوطن من قيم لا بالنسبة إليهم وحسب، بل أيضا بالنسبة إلى العالم كله". معتبرا إياه "وطن العيش المشترك الكريم والواعد بنشر هذه الروح في كل أقطار الأرض".‏

قبلان‏

وتحدث الشيخ عبد الأمير قبلان عن اللغط الدائر اليوم حول ولاية الفقيه، فطمأن "اللبنانيين إلى ان ولاية الفقيه لا تمس ولاية الدولة اللبنانية"، وقال: "ولاية الفقيه عندنا نظيفة جميلة شفافة حبيبة قريبة". مطالبا "الجميع بالكف عن هذا الكلام"، كما طالب "الجمهورية الإيرانية بإصدار كتيب عن أعمال ومهمة وأوصاف ولاية الفقيه".‏

ودعا قبلان الى "مؤتمر اسلامي في طهران او في مكة المكرمة لتنظيم الأمة ورفع مستواها وإبعاد الأمة عن الحزازات والعصبيات، والى مؤتمر عام لمعالجة القضية الفلسطينية ثم القضية العراقية وأفغانستان".‏

الزين‏

وتناول أمين سر تجمع العلماء الشيخ أحمد الزين "شخصية الإمام الخميني العالم العرفاني الربانبي"، وقال: "نحن بحاجة في هذا الوقت بالذات للاستفادة في هذه المناسبة من الإمام الخميني وقيادته". ثم تطرق الى أوضاع الأمة التي "تهان وتضرب في فلسطين ولا من يجيب ويستجيب"! وأسف لأن "الأمة نزلت في مستوى ثقافتها الى درجة العصبيات القبلية الجاهلية قبل الاسلام"، معتبراً أن "هذه الأمة بحاجة للإمام الخميني ليوحدها". وأكد "الحاجة الماسّة للوحدة الاسلامية.. أوروبا قارّة مع اختلاف مصالح دولها ولغاتها والحروب التي مرت بها وجدت مصلحتها في أن تتوحد، فإلى أين نحن ذاهبون؟ أما من عاقل؟ من مدير؟ من قائد؟".‏

وشكر في الختام "الإمام الخميني لأنه قال "إسرائيل" غدة سرطانية يجب ان تقتلع"، متوجهاً الى "الشعب الإيراني والسيد خامنئي بالشكر لما قدمه للشعب الفلسطيني ولدعم المقاومة الإسلامية وللسيد حسن نصر الله".‏

قاسم‏

وفي الختام ألقى نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم كلمة تناول في بعض منها شخصية الإمام الخميني، ثم تطرق الى المقاومة التي أثارت جدلاً غربياً قبل أن تثير جدلاً في منطقتنا"، وقال: "بعض الذين يجادلون في منطقتنا (..) منزعجون من المقاومة التي تحقق السيادة والحرية والاستقلال"، مؤكداً ان "هذه المقاومة هي خيار إسلامي ووطني وعروبي وإنساني، فلا يلعبنّ أحد على موضوع هوية المقاومة". وقال: "هذه المقاومة أثبتت جدواها في أمور ثلاثة: في التحرير، وتطبيقُه في عام 2000، وفي الدفاع، وتطبيقُه في عام 2006، وفي إعاقة المشاريع المعادية، وتطبيقُه في فلسطين ولبنان بمنع "إسرائيل" من أن تستحوذ على ما تريد في مشروعية كيانها".‏

وأضاف: "هذه المقاومة أخذت مكانتها في لبنان والعالم العربي والإسلامي وفي كل العالم، فإذا ظنّ البعض أنه بالإكثار من التصريحات ضد المقاومة يؤذيها ويضرّ بها، نقول له ستسمع فقط صدى صوتك، لأن العالم العربي والإسلامي يحب المقاومة، وهو مع المقاومة".‏

وحول التحريض الإعلامي في موضوع السنة والشيعة قال سماحته: "أيها الصارخون باسم النعرات المذهبية، كلما ازداد صراخكم زادت ثقتنا بأن الوحدويين من السنة والشيعة أقوى منكم وأكثر منكم وأفضل منكم، ولذا تنعقون ولا يسمع لكم أحد، وسيبقى حزب الله علماً للوحدة الإسلامية وللوحدة الوطنية، ولن ينظر إلى اللاهثين وراء التفرقة، هذا هو خيارنا وسنتابع حتى النهاية".‏

بعدها تطرق سماحته الى اتفاق الدوحة والمراحل التي قطعها وصولا إلى التسوية السياسية، معتبراً "ان الدور الأول للحكومة هو تدعيم التوافق والاستقرار السياسي الذي يؤسس للبناء والنهوض الاقتصادي والمعالجات الاجتماعية". وقال: "لنستفد من فترة الترنُّح الأميركية، لأن أميركا اليوم في غيبوبة لمدة سنة، حيث لا يوجد حل في أي مكان، لا في العراق ولا في أفغانستان ولا في فلسطين، فالأولى أن ننتهز الفرصة قبل أن يصحو هذا الأميركي مجدداً بقرارات وتوجهات، فنكون قد تماسكنا وقوينا، عندها لا يتجرأ أن يدخل إلينا، وإذا أردنا ذلك استطعنا.. ونحن نعدكم كمعارضة أن نأخذ بيد أهلنا وأحبائنا من جماعة الموالاة لمصلحة أن نمنع أميركا من أن تدوس لبنان بقراراتها، ليكون القرار اللبناني مستقلاً إقليمياً ومحلياً ودولياً".‏

الانتقاد/ العد1270 ـ 9 حزيران/ يونيو 2008‏

2008-06-09