ارشيف من : 2005-2008

باختصار: قمة الغذاء وقمة الدكتاتورية

باختصار: قمة الغذاء وقمة الدكتاتورية

في التفتيش عن سبل تتيح الخروج منها.‏

ولكن المسببين الرئيسيين لها، وهم جلّهم من الدول الصناعية الكبرى، ما زالوا غير معترفين بما تقترفه أيادي تطورهم التمدني من مآسٍٍ انعكست على مجمل الأمن الغذائي في العالم، بل وحتى على الأمن المناخي والطبيعي (نسبة إلى الطبيعة)، وهم في كل مرة يحاولون إشاحة الأنظار عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء كل الأزمات الإنسانية التي يعاني منها ثلاثة أرباع سكان العالم.‏

جديد هذه القمة هو الحديث المتواتر عن الوقود الحيوي الذي اتهمه البعض بأنه المسؤول عن الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية، خاصة أن هذا الوقود يُستخرج من الذرة والزيوت بشكل أساسي. وعليه أصبحت الآلات وبخاصة وسائل النقل، تنافس الإنسان على طعامه وغذائه.. وطبعا ليس أي إنسان، بل ذاك القابع في دول العالم النامي وما دون، أي معظم سكان الكرة الأرضية، في مقابل رفاهية قلة قليلة تفكر في كيفية الاستغناء عن النفط الذي استهلكته وتستهلكه إلى آخر قطرة.‏

وإذا كان المجتمعون جادّين في البحث عن حلول لهذه الأزمة، فلماذا لا ينتقلون إلى وسائل بديلة للطاقة، وسائل نظيفة ورخيصة ومتجددة، كما قال عنها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وهو عنى الطاقة النووية ووسائل أخرى تماثلها.‏

الجواب واضح.. لو أتيح لمختلف دول العالم استخدام هذه الطاقة والاستغناء عن مصادر الطاقة الأخرى أو التخفيف من استخدامها، عندها ماذا ستفعل "كارتيلات" المال والصناعة والاقتصاد؟ وإلى من ستتوجه لنهب ثرواته وكوادره؟ والأهم من كل ذلك من يتبقى ليعتمد عليها ويرهن سياسات بلاده خدمة لمصالحها!‏

محمد يونس‏

الانتقاد/ العد1270 ـ 9 حزيران/ يونيو 2008‏

2008-06-09