ارشيف من :آراء وتحليلات

.. إلا رسول الله

.. إلا رسول الله
كتب مصطفى خازم

غداً لو كتبنا في هذه الزاوية ان ملكة بريطانيا فعلت كذا، وسرقت كذا.. ولو بصيغة الرواية الادبية لقامت القيامة، وسمعنا من المراجع المعنية التهم العظام، بالتسبب بتوتير العلاقات مع دول صديقة.. وشتم  الملكة الام.. وما إلى هناك من تهم..
أما أن يهان نبي مليار و300 مليون مسلم من قبل سلمان رشدي.. وتكون الجائزة لقب فارس من الملكة الام فهذا أمر يغض الطرف عنه..
ومن ثم تلحقه بوسام فهذا أكبر من احتقار لمشاعر المسلمين في العالم..
ألم تقرأ ملكة بريطانيا كل الاحتجاجات على هذا القرار، كم عدد المسلمين في بريطانيا، هل يستحق سلمان رشدي هذا التقدير، أوليس هناك في بريطانيا علماء صحة، أو فيزياء أو كيمياء من المسلمين لتكرمهم الملكة الام..
لكن، يبدو أنها المهمة وليست الرغبة، يعني هذا الدور مطلوب أن تلعبه بريطانيا..
هي الحرية، هي الرأي والرأي الآخر..
لكن من جانبهم فقط..
نحن لا نكره احداً في هذا الكون.. لكن بالمقابل إن كان الثمن هو كرامة نبينا والنيل منه، عند ذاك لا أنتم ولا كل ما على هذه البسيطة يصبح شيئاً في هذه المجال..
لو خيّرونا بين محمد وبين الدنيا.. كل الدنيا لن نقبل.. لسبب بسيط، فقد وضع هو في هذا الموقف، ورفضه من أجلنا ومن أجل أجيالنا لتعيش وتحيا بكرامة..
أما من أراد أن يرتدي البزة السموكنغ ليتمختر بها في قصر الملكة الام فله ذلك.. لكن شتم نبينا، ورميه بأبشع التهم، وتحميله وزر كل الحماقات التي يرضى الآخرون بها هو امر غير مقبول..
هو الخميني (قده)، رجل هذا الزمان، وحده أوقف هذا الرجل عند حده، ومن يومها والمرتد يعيش في أقفاص وينتقل في أقفاص..
هي فتوى لم تأت من بعد عصبي، أو مذهبي.. بل جاءت لتفهم العالم أننا أمة ما عادت ترضى لنفسها أن تكون ذليلة..
أما ادعياء العروبة والاسلام، فآن لهم ان يتذكروا محمداً.. وهم الذين رغبوا بجرف قبره.. يوماً، أو بمنع الناس من زيارته في كل يوم..
هو ثأر تاريخي إذاً.. بين محمد وأبناء الطلقاء، الاحرار فقط وقفوا معه، أما أبناء جاهلية قريش، وحصار شعب أبي طالب، وتعطيش المؤمنين حتى يتركوا دينهم فهم شركاء..
كم يدفع الامراء والنبلاء والحاشية في حلقات المزادات على الاحصنة..
ماذا يمنع لو انتفض احدهم لشرفه، وعطل مزادا واحدا.. كرمى لمحمد..
هي العقلية المتخلفة الجاهلة نفسها..
محمد مات..
إنه نبع الحياة.. وأنتم الاموات.. وأنتم النوّام..
تسحقون أخوتكم في العالم العربي والاسلامي، تثيرون الفتنة،..ثم تقفون في مصلاكم..
أي عبادة هي وأنت تجيز قتل أخيك لا لشيء، الا لأنه يصنع الكرامة..
أين غزة يا عرب.. أين القدس يا عرب.. أين الشيشان وأفغانستان..
لا أحساب لكم ولا أنساب..
هو محمد أكبر من كل هذا الكون.. وسلمان رشدي هو أصغر من أن يقدح في محمد، ولكن العالم هو الذي يريد ذلك..
أما الملكة.. فعذراً يا قانون الاعلام.. تستحق ان تدير زريبة لا بلداً..
حكموها هناك.. واتركوا للشعوب حرية القرار..
أما رسول الله.. فهو الخط الأحمر.. بعده لا خطوط.. لا تنسوا..
الا رسول الله..
يا تجار الصهيونية.. والعمالة لأميركا..
الانتقاد/ العدد1277 ـ 1 تموز/ يوليو 2008
2008-07-01