ارشيف من :آراء وتحليلات

باختصار: رئيس كُثُر أمثاله

باختصار: رئيس كُثُر أمثاله
كتب محمد يونس
رغما عن مجلس الأمن الدولي ودوله الدائمة، ورغما عن العالم العربي ودوله المتحضرة، أعاد الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي الانتخابات الرئاسية في بلاده وقرر بنتيجتها الفوز في هذه الانتخابات، وبالتالي استمرار إقامته في القصر الجمهوري في العاصمة هراري.
استنكر العالم الغربي وراحت الدول بدءا من الولايات المتحدة توزع التصريحات المنددة والتهديدات لإجبار موغابي على الخضوع لإرادة الشعب، وظهر كأن زيمبابوي ستدخل في عزلة دولية ضاغطة.
وللمصادفة ترافقت هذه الحملة مع انعقاد قمة دول الاتحاد الأفريقي في شرم الشيخ في مصر، فجالت الكاميرا على الرؤساء الحاضرين، وإذ بموغابي (المنبوذ) حاضر.. جرت المناقشات وألقيت الكلمات، فلم يتطرق أحد لقضية زيمبابوي ولا لما يفعله موغابي في عاصمته، وكأن ما يجري هناك يجري على كوكب آخر غير الأرض.
غريبة هي هذه القضية، لكن غرابتها تخف إلى حد التلاشي عندما نطرح سؤالا هو: مَن مِن الرؤساء الأفارقة سيجرؤ على طرح القضية في القمة؟ طبعا وعلى قاعدة: "من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر"، لم يأتِ أي من الحاضرين على ذكر الانتخابات أو نتائجها أو عدم مطابقتها لمبادئ الديمقراطية.
فأي رئيس منهم وصل إلى الكرسي الأول في بلاده عن طريق اللجوء إلى الشعب؟!
لقد حضر موغابي ونظر في عيون كل الحاضرين وتحداهم أن يرفع أحد عينيه، وبالتأكيد ربح التحدي، فـ"كما تراني يا جميل أراك".
انفض المؤتمر وعاد كل رئيس إلى كرسيّه، وعاد موغابي إلى قصره وفي جيبه اعتراف بسلطته من قارّته، وهو يدرك أنه اعتراف سيفتح له أبواب الاعترافات الأخرى، لأن كل رئيس أفريقي اعترف بسلطة موغابي تقف وراءه دولة ديمقراطية غربية عريقة.
فهنيئا له وتعسا لشعبه وشعوب أترابه، لأنهم رضوا بتسليم رقابهم لجلاديهم.
الانتقاد/ العدد1278 ـ 4 تموز/ يوليو 2008
2008-07-04