ارشيف من :أخبار عالمية

باحث فلسطيني لـ"الانتقاد" : انتصار المقاومة في تموز أفقد الكيان القدرة على حسم أية مواجهة مستقبلية

باحث فلسطيني لـ"الانتقاد" : انتصار المقاومة في تموز أفقد الكيان القدرة على حسم أية مواجهة مستقبلية
غزة ـ الانتقاد
" لقد نجحت مجموعة من آلاف المقاتلين في الصمود لأسابيع طويلة أمام الجيش الأقوى على مستوى الشرق الأوسط، في خطوة ولّدت "شعوراً قوياً لدى الجمهور (الإسرائيلي) بالانكسار والخيبة.. ولقد وجدنا قصوراً وعيوباً في سيرورات اتخاذ القرارات وفي عمل القيادة، سواء السياسية أو العسكرية"، هذا جزء حرفي مما تتضمنه التقرير النهائي للجنة الصهيونية الخاصة بتقصي إخفاقات الحرب العدوانية على لبنان عام 2006 والتي ترأسها القاضي المتقاعد "إلياهو فينوغراد".
باحث فلسطيني لـ"الانتقاد" : انتصار المقاومة في تموز أفقد الكيان القدرة على حسم أية مواجهة مستقبلية"الانتقاد" وبين يدي الذكرى الخامسة لانتصار المقاومة الإسلامية في الحرب التي تخطت أسابيعها الأربعة ، تحدثت إلى الخبير في الشأن "الإسرائيلي" والمختص بدراسات الشرق الأوسط حسن عبدو، الذي قال:" إن ما جرى في تموز/ يوليو كان تحولاً بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، ولا غرابة في أن "إسرائيل" بدأت ومنذ هزيمتها مناورات دورية حملت اسم نقطة التحول".
إقرار بالهزيمة
ويضيف عبدو أن حجم المفاجئات التي فجرّها مجاهدو حزب الله على مدار أيام العدوان كان له أثر كبير، وهو ما بدا واضحاً في حالة التخبط التي اعترت أداء قادة الاحتلال وتصاعد الجدل فيما بينهم بشأن مجريات الوضع، الأمر الذي لم يغفله تقرير "فينوغراد" الذي أشار إلى" أنه ومنذ بداية الحرب وحتى نهايتها تواصلت المراوحة في المستويين السياسي والعسكري بين تشديد المعارك أو وقفها ولم تتم دراسة الأمور كما يجب".
ويرى الباحث الفلسطيني أن من أبرز النتائج الإستراتيجية لانتصار المقاومة في هذه الحرب هو إفقاد الكيان القدرة على حسم أية مواجهة عسكرية مستقبلية، لاسيما على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة ، فضلاً عن تدمير البنية النفسية لجيشه بدءاً من الجنود ووصولاً للقيادة، بعد أن وجدوا أنفسهم صيداً سهلاً للمجاهدين دون أن يتمكنوا حتى من رؤيتهم أو تحديد أماكنهم، والكل يذكر جيداً مشاهد اصطياد دبابات الميركافاة "4" المتطورة، وكمائن "بنت جبيل"، وغير ذلك.
عجز عن تغطية الفشل
وذكّر عبدو بما قاله القاضي الصهيوني "فينوغراد" بأن كيان العدو لم ينتصر في هذه الحرب، بالرغم من محاولات قادته البائسة لإقناع الشارع "الإسرائيلي" بذلك، مؤكداً في الوقت ذاته أنه وعلى مدار السنوات الخمسة الماضية لم تفلح سلطات الاحتلال في تحقيق هذه الغاية التي خُصصّت لها مناورات "نقطة التحول" الضخمة لاختبار جاهزية الجبهة الداخلية، والتي تميزت في دورتها الأخيرة قبل نحو شهر ونصف باتساع نطاقها، واشتمالها على أجزاء جديدة أبرزها : إخضاع الهيئات والمؤسسات الحساسة في الكيان مثل مجلس الوزراء والكنيست لتمارين على إدارة الأزمات من داخل غرف محصنة تحت الأرض، بهدف طمأنة المستوطنين الذين نزحوا بمئات الآلاف صوب الملاجئ في إطار تدريب على تعرض دولة الاحتلال لقصف صاروخي من أربع جبهات هي جنوب لبنان، إيران، سوريا، وقطاع غزة بصورة متزامنة ومكثفة.
وختم عبدو حديثه بالقول: " إننا أمام واقع جديد أفرزته تضحيات المقاومين وصمود الجماهير المحتضنة لهم، وبالتالي لا مكان بعد اليوم للقبول بالرضوخ لاشتراطات واشنطن وحلفائها أو حتى بمبادرات التسوية التي يتغنون بها".
2011-07-13