ارشيف من :خاص

بيروت تستضيف الاجتماع الثاني للدول الاطراف في اتفاقية الذخائر العنقودية وأعماله تركّز على إدانة كيان العدو الذي ألقى 4 ملايين قنبلة عنقودية في الجنوب

بيروت تستضيف الاجتماع الثاني للدول الاطراف في اتفاقية الذخائر العنقودية وأعماله تركّز على إدانة كيان العدو الذي ألقى 4 ملايين قنبلة عنقودية في الجنوب

لطيفة الحسيني

ينعقد في لبنان على مدى أيام عدة الاجتماع الثاني للدول الاطراف في اتفاقية الذخائر العنقودية، ويشارك في الاجتماع ممثلون عن اكثر من مئة دولة ومنظمة دولية غير حكومية وجمعيات أهلية وأخرى تابعة للامم المتحدة، على أن تمتدّ أعماله حتى 16 أيلول في فندق فينيسيا بالاضافة الى الانشطة المرافقة في فندق مونرو.

الاجتماع الذي يختتم بمؤتمر صحافي يتلى خلاله "إعلان بيروت 2011"، يسلّط الضوء على معاناة لبنان من التركة الثقيلة التي خلفتها الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة منذ العام 1978 حتى اليوم، ويركّز على تظهير مدى التزام لبنان بهذه الإتفاقية، ولا سيما أن لبنان عضو منتخب في مجلس الأمن الدولي، ويعمل على منح ضحايا هذه القنابل حقوقاً بموجب الإتفاقية، وجذب المساعدات من الدول المانحة للجيش اللبناني لاستكمال عملية نزع الألغام وتأهيل المصابين، فضلا عن توعية الرأي العام حول الأثر السلبي الذي تتركه القنابل العنقودية على تحقيق أهداف الألفية والتنمية المستدامة.

برنامج الاجتماع

وبحسب ما يقول عضو اللجنة المنظمة للمؤتمر ناصر أبو لطيف لموقع "الانتقاد" الالكتروني، فإن برنامج الاجتماع يتوزع بين تنظيم جولات ميدانية في مناطق القنابل العنقودية، تهدف الى اظهار كيفية علاج المصابين بهذه الذخائر، وعمل الجيش اللبناني في نزع الالغام والقنابل، وبين مؤتمر يتضمن مداخلات ومشاركات لممثلين عن 27 دولة، وورشات جانبية للجميعات العالمية الحاضرة خلال الاجتماع، وعقد محاور حول كيفية تنفيذ هذه الاتفاقية والعراقيل والتحديات التي تتعرّض لها.

وسيركز الاجتماع على إدانة استخدام العدو الاسرائيلي لهذه القنابل ضدّ المواطنين الابرياء، كما سيتخلّله زيارات لرئيسي الحكومة نجيب ميقاتي ومجلس النواب نبيه بري وتقديم عرض لمخاطر هذه القنابل وأهمية الاتفاقية أمام جميعات أهلية ومدنية.

ووفق أبو لطيف، يجب أن يمثل هذا المؤتمر ضغطا على الدول المشاركة للوصول الى نزع الالغام المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية.

على صعيد نتائج المؤتمر، يعرب أبو لطيف عن أمله في أن يشكّل هذا الاجتماع بارقة أمل للحدّ من خطر القنابل العنقودية.

700 ألف قنبلة عنقودية ما زالت تهدّد حياة الجنوبين

من جهته، يعتبر المدير العام لجمعية السلام المتخصصة في نزع القنابل العنقودية والمشاركة في أعمال الاجتماع محمود رحال في حديث الى موقع "الانتقاد"، أن "هذا المؤتمر يعطي زخما كبيرا لقضية نزع الذخائر العنقودية من الاراضي اللبنانية ولا سيّما أن حجم الحضور في الاجتماع مهم جدا"، متحدثا عن "مصاعب يصادفها المؤتمرون والمعنيون بهذا الملف لحلّ هذه الكارثة التي تهدّد حياة كلّ المواطنين".

ويوضح رحال أن "القنابل العنقودية منتشرة من الناقورة وصولا الى بلدات اقليم التفاح، وحتى الان تمّت إزالة ما يقارب الـ275 ألف ذخيرة من أصل أربعة ملايين قنبلة،، لافتا الى أن "عوامل الطبيعة وتراكم الترسبات تساهم في إعاقة عملية إزالة هذه القنابل والالغام".

ويشير الى أن "العمل جار في هذه المرحلة على تنظيف المناطق الزراعية من الالغام، فيما لم يبدأ العمل على مستوى الاحراج وكروم الزيتون لإزالة ما تحتويه من قنابل".

وشدّد رحال على "أهمية تدخل طاقات وإمكانات كبيرة، تتخطى حدود الجمعيات الاهلية الصغيرة، وضرورة أن تتلقى دعما ماديا وتمويلا يساعد على حلّ هذه الكارثة".

ويلفت رحال الى أن "هناك تمنّياً لأن تمتدّ الخطة الموضوعة لنزع الذخائر العنقودية حتى عامي 2013 و2016 "، آملا أن "يستطيع هذا الاجتماع بالمواكبة السياسية والاعلامية الذي يحظى به على المستوى المحلي والدولي أن يضفي إفادة على قضية نزع القنابل".

ملاحقة "اسرائيل" قانونيا ودوليا قائمة

من الناحية القانونية، يؤكد أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية حسن جوني لموقعنا على ضرورة محاكمة الكيان الصهيوني، مشيرا الى أن "هناك عرفا دوليا ينصّ على أن استعمال أي سلاح عشوائي يشكّل جريمة حرب، فكيف الحال مع الذخائر العنقودية، استنادا الى البروتوكول الاول من اتفاقية جنيف الموقعة عام 1977".

ويشرح ان "من بين الخيارات المطروحة التي تساهم في ملاحقة "اسرائيل" قانونيا لالقائها ملايين القنابل العنقودية، هو اللجوء الى المحاكم السويسرية والاسبانية لان العدو غير منضمّ الى المعاهدات الدولية كاتفاقية جنيف، والمحكمة الجنائية الدولية (وكذلك لبنان)، لذا من الافضل ان يتمّ اللجوء الى الصلاحية العالمية كمحاكم دول أوروبية التي تمنحها القوانين فيها إمكانية محاكمة مجرمي الحرب وليس بالضرورة على أراضي هذه المحاكم، ومحكمة الضمير في بلجيكا، وهي أدانت "اسرائيل" وحكمت عليها بارتكاب جرائم ضدّ الانسانية وجرائم إبادة وعاقبت بعض المسؤولين الصهاينة فيها.

ويشدّد على "أننا امام جريمة حرب موصوفة وضدّ الانسانية والعدو مستمرّ في استخدام القنابل العنقودية".

معاناة ضحايا القنابل والذخائر

تزامنا مع انعقاد الاجتماع، يستذكر ضحايا القنابل العنقودية تجربتهم المريرة، ويطلق المواطن علي سليمان (52 عاما) اسم "الشيطان الخفي" على الذخائر العنقودية، ويقول لموقعنا "لقد عانيت كثيرا جراء إصابتي بانفجار قنبلة عنقودية أثناء عملي في أحد حقول الزيتون في الجنوب"، ويضيف "بسبب هذا الحادث أصبحت أرى بعين واحدة لأن الثانية انطفأت، فقدت بصري وتعرّضت لكثير من الجراح، وعلمت حينها أن ذلك ناتج عن انفجار قنبلة عنقودية لعينة".

ويتابع سليمان سرد ما تعرّض له، فيشير الى أنه كان من الصعب استيعاب ما جرى له، فقدت نظري بنسبة 90%، واليوم بالكاد أستطيع ان أرى بعد ان أخضعت لعلاج على مدى 13 شهرا".

وتمثّل قصة سليمان واحدة من مئات القصص التي تنتشر في المناطق الجنوبية، ما يؤكد أن العدوان الصهيوني على لبنان لم يتوقف بل هو متواصل من خلال مئات آلاف الذخائر العنقودية التي تملأ البساتين والحقول والمناطق الجنوبية والحدودية.

2011-09-12