ارشيف من :آراء وتحليلات

خلف القناع: النبأ اليقين

خلف القناع: النبأ اليقين
عندما عاد هدهد سليمان من رحلته، ووقف على استحياء "غير بعيد"، قال "جئتك من سبأ بنبأ يقين"..
أول مراسل ـ صحفي ـ في التاريخ ربما هو الهدهد، فبعد رحلة طويلة كان التهديد بقتله أو ذبحه ثمناً لها.. كانت الفرصة المتاحة هي العودة بـ"النبأ اليقين".
الهدهد عاد باليقين..
فما بال اعلاميي اليوم يركّبون ما لا يعقل ويطلقونه إلى الآفاق المفتوحة.. هل هي مجرد زلة أو أن هناك سياسة مدروسة تهدف للتضليل والدعاية.
في العلم، يقسمون الدعاية الى ثلاث: بيضاء، رمادية وسوداء،
أما البيضاء فهي الناصعة الواضحة التي لا مواربة فيها وتقدم المعلومة من مصادرها الدقيقة.
في الحالة الرمادية تكون المعلومة مشكوك في جزئية منها أو في الناقل لها...
اما في السوداء فيتهرب المصدر من بث الاشاعة الى مصدر صوري غير موجود حقيقة ويعتمده ليعيد نشر الاشاعة أو التلفيقة أو الكذبة.
لنكن واضحين..
ما يجري اليوم هو هذا.. تلفيقة تثير القرف والاشمئزاز من هكذا إعلام.
لم يتعلم "الكتبة، الكذبة، الكسبة" حتى اليوم قصة الهدهد..
مصاديق هؤلاء اليوم كثر، ومع انتشار الفضائيات باتت الفضيحة مجلجلة..
أين القانون من كل هذا، ألا يستحق بلد مثل لبنان ان يستنفر القضاء ليرصد كل الكذب الذي يبث ويشاع..
ألا يستحق بلد خاض حرباً ضروساً من أجل تحرير أرضه، وخاض فيها معركة تستحق بكل فخر أن يقال عنها إنها معركة "شرف ومصداقية" في الاعلام الحربي للمقاومة أوصلت "النبأ اليقين" إلى القاصي والداني.. حتى العدو اعترف بصدقيتها، الا يستحق ان نحفظ فيه عقول الناس وتاريخهم..
أن "تكذب وتكذب وتكذب" ومن ثم تتهم الآخرين بجرائم ترتكبها انت وتصرخ في آذان الجمهور انه يجب أن يصدقك انت فقط، أليس هذا دعاية أكثر من سوداء، انها دعاية مظلمة.. وتخرج من غرف مظلمة ومن عقول مظلمة تريد سرقة العقول والتلاعب بها..
في لحظة، انقلب الاستقرار الى بلبلة.. قناصات تريد اغتيال شخصيات، وعاد الحديث عن اللائحة السوداء ومن فيها، بلعبة من صحفي مأجور اعتمد على خبر من دون الحاجة الى التأكد منه..
يكفي فقط انه يخدم قضية التلفزيون الذي يبث دعايته السوداء، وكان "الخبر الكاذب"..
يوم اكتشفت كواتم الصوت في مستوعبات قادمة الى السفارة الاميركية في "عوكر" قيل انها لبنادق "الخردق".. وشنت حملة شعواء لإقناع الناس بأنها كذلك..
بالامس "بارودة خردق" جعلها نفس الفريق "قناصة".. ويريد منا تصديق ذلك، راجعوا "النشرة الامنية" لتكتشفوا الحقيقة..
أقفلوا كل الشاشات "العوراء".. واتركوا عقول الناس للناس.. لا تدافعوا عن أنفسكم بكذبة.. فمهما طال الزمن ستنكشف الكذبة..
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1272 ـ 13 حزيران/ يونيو 2008
2008-06-12