ارشيف من :أخبار عالمية

صفقة الرضوان توحد الفلسطينيين حول المقاومة.. وتجدد آمالهم بقرب تحرير أسراهم

صفقة الرضوان توحد الفلسطينيين حول المقاومة.. وتجدد آمالهم بقرب تحرير أسراهم
غزة ـ فادي عبيد

لم يستطع الفلسطينيون حبس مشاعرهم التي لطالما خيم عليها الحزن لما يعانونه من عدوان ومآس على طول امتداد الوطن المسلوب؛ فساد الفرح الممزوج بالتفاؤل والأمل قلوب الآلاف منهم، وهم يتابعون عبر شاشات التلفزة مشاهد العز لإخوانهم من محرري حزب الله يقبلون تراب أرضهم التي قضوا زهرات عمرهم من أجل تحريرها في سجون أقل ما توصف بأنها شاهد على اللاإنسانية والبشاعة الصهيونية؛ كيف لا يفرحون وقد شارك أولئك الأبطال أبناءهم مرارة السجن وظلمته، وأكد أمينهم العام سماحة السيد حسن نصر الله غير مرة أن فلسطين لن تترك الصهاينة يستبيحونها، في ذات الوقت الذي تناسى فيه الكثيرون أنها قلب الأمة النابض.
"الانتقاد" حاولت رسم جانب من هذه الفرحة من خلال الحديث إلى بعض الفئات السياسية والشعبية في قطاع غزة؛ فعلى صعيد من عاشوا تجربة الأسر ومرارتها عبّر الأسير المحرر رأفت حمدونة، عن سعادته البالغة للإفراج عن عميد الأسرى العرب سمير القنطار ورفاقه، قائلاً: "إن سمير يستحق من كل العرب والفلسطينيين وكل الشرفاء في العالم بأسره وقفة عز وشموخ".
وتابع حمدونة الذي التقى القنطار خلال سنوات اعتقاله الـ15، أن القنطار كانت له تجربة ومكانة عظيمتان بين الأسرى، واستطاع خلال فترة اعتقاله الطويلة أن يحافظ على كرامتهم، ولعب دوراً إيجابياً جداً على صعيد الحركة الأسيرة الفلسطينية، من خلال وجوده كممثل للجنة الحوار مع ما تسمى بإدارة مصلحة السجون الصهيونية، والمطالبة بحقوق الأسرى، والمشاركة في فعالياتهم الاحتجاجية؛ لا سيما معارك الأمعاء الخاوية.
أما عن صفاته الشخصية، فأشار حمدونة إلى أن القنطار كانت أخلاقه عالية، ومهذبة إلى أبعد حد، استطاع من خلالها أن يبني علاقات مع كافة الفصائل الفلسطينية على اختلاف توجهاتها.
وفي الجانب الآخر لمعاناة الأسر، حيث تتجمع حكايات وذكريات مئات العوائل من ذوي الأسرى الذين اعتادوا على الاعتصام بشكل أسبوعي في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، تجددت الآمال والأمنيات بلحظة يرجع فيها ابن أو زوج أو أخ طال غيابه.
الحاجة أم إبراهيم بارود التي تعد نموذجاً للأمهات الفلسطينيات اللواتي سطرن أروع معاني الصبر والصمود، عبرت عن أملها بأن ترى ابنها الذي مضى على اعتقاله أكثر من عشرين عاماً، ولم تزره منذ فترة طويلة، فيما دعت والدة الأسير أحمد شبات والذي تبقى من محكوميته ثلاث سنوات إلى إيلاء الأسرى القدامى والمرضى أهمية بالغة ضمن أي صفقة قادمة.
إنجاز
أما على الصعيد الفصائل الفلسطينية؛ فقد لاقت صفقة التبادل بين حزب الله ودولة الاحتلال ترحيباً وتقديراً كبيرين لديها، وهو ما بدا واضحاً في التصريحات المتلاحقة لقادتها.
حركة المقاومة الإسلامية حماس من جانبها قالت وعلى لسان القيادي فيها د. إسماعيل رضوان: "إن هذه الصفقة جاءت لتبين أن ما يريده العدو ليس قدراً، بل القدر هو ما تريده المقاومة بإذن الله، الأمر الذي يؤكد نجاح خط المقاومة والممانعة في تحرير الأسرى، وليس المفاوضات العبثية، التي عجزت عن إزالة حتى حاجز واحد من الحواجز الصهيونية في الأراضي المحتلة".
من جهته قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام: "إن صفقة التبادل تمثل إذلالاً لإسرائيل لا يوازيه سوى الفرح في لبنان كما وصفه ايهود أولمرت، وشرفاً للمقاومة الإسلامية اللبنانية".
حركة فتح من جانبها رأت أن هذه الصفقة تعيد من جديد تركيز البوصلة نحو الوطن فلسطين، قضية العرب الأولى، والقضية المركزية التي توحد الأمة، وتستقطب كل طاقاتها، وجهود أبنائها.
د. رمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وصف يوم تحرير أسرى حزب الله باليوم المشهود الذي يسجل فيه الفلسطينيون فخرهم وفرحهم بالإفراج عن أشقائهم في المقاومة اللبنانية ممن دفعوا ضريبة العزة والدفاع عن تراب فلسطين الطاهر، ووصف رباح صفقة التبادل بالإنجاز الجديد لحزب الله ومقاوميه، لافتاً إلى أن الإفراج عن أسرى فلسطينيين ضمنها يعد مكسباً بغض النظر عن أعدادهم.
قد يكون الفلسطينيون منقسمين إزاء الكثير من القضايا في هذه المرحلة؛ لكنهم اجتمعوا في تقديرهم للمقاومة اللبنانية وعلى رأسها حزب الله، واعتبار صفقة التبادل التي أنجزها انتصاراً للممانعة والصمود في وجه التسوية والخنوع.
الانتقاد/ العدد1282 ـ الجمعة 18 تموز/ يوليو 2008
2008-07-17