ارشيف من :مقاومة

المناورات وشبكات العملاء يتصدران الاهتمامات بموازاة الاستحقاق الانتخابي

المناورات وشبكات العملاء يتصدران الاهتمامات بموازاة الاستحقاق الانتخابي
كتب علي عوباني

سبعة عشر يوما هي المسافة الزمنية الفاصلة عن موعد الاستحقاق الانتخابي القادم في السابع من حزيران المقبل ، ذلك الموعد المرتقب ان يسدل الستار على مرحلة سياسية معقدة فاتحا الابواب امام احتمالات عدة ، الا انه ورغم ضيق الفترة الزمنية المتبقية فلم تتمكن قوى الموالاة من فك عقد تشكيل لوائحهاالمناورات وشبكات العملاء يتصدران الاهتمامات بموازاة الاستحقاق الانتخابي المتعثرة حتى الساعة في كل من دائرتي بيروت الاولى وكسروان، وذلك جراء تناقض المصالح بين اطرافها، ما دفع للزج باكثر من طرف في الوساطات الجارية، فدخلت كل من بكركي والسفارة الاميركية وقريطم على الخط في محاولة لاخراج هذه اللوائح.

الا ان اللافت كان الدور البارز للسفيرة الاميركية ميشال سيسون في هذا المجال خلال الايام الاخيرة وزياراتها السرية والعلنية المتكررة للمعنيين بتركيب لوائح قوى الموالاة في تدخل اميركي سافر وملموس في تفاصيل ومجريات العملية الانتخابية التي ينبغي على هيئة الاشراف على الانتخابات اخذ علم بها وتسجيلها أقله كمخالفة انتخابية جدية على دعاة السيادة والحرية والاستقلال.

وفي السياق، قالت مصادر حزبية في تحالف قوى الموالاة لصحيفة "السفير" اليوم ، ان التأخير في الإعلان عن لائحة كسروان يعود الى حاجة القوات اللبنانية وحزب الكتائب الى بعض الوقت من أجل إقناع قواعدهما بضرورات التحالف مع شخصيات لا يلتقيان معها في الكثير من المسائل السياسية، وفرضت الحسابات الانتخابية التحالف معها.

من جهتها ، ذكرت صحيفة "البناء" في عددها الصادر اليوم ان السفيرة الأميركية ميشال سيسون رفعت من وتيرة تدخلاتها وتحركاتها المباشرة من دائرة انتخابية الى أخرى بقصد استنهاض فريق 14 آذار، بعد ان تبين للسفارة الأميركية في لبنان ان هذا الفريق ذاهب الى خسارة محتمة في 7 حزيران.
 "السفير" : التأخير في الإعلان عن لائحة كسروان يعود الى حاجة القوات اللبنانية وحزب الكتائب لبعض الوقت من أجل إقناع قواعدهما بضرورات التحالف مع شخصيات لا يلتقيان معها
 "البناء" : سيسون رفعت من وتيرة تدخلاتها وتحركاتها المباشرة في اكثر من دائرة انتخابية بقصد استنهاض فريق 14 آذار

وعلمت "البناء" في هذا المجال من مصادر مطلعة انه بعد ان تدخلت أول أمس، لتأجيل إعلان لائحة كسروان الثلاثية من البون وبويز والخازن، بقصد توسيعها وفرض الاتفاق، حتى ولو كان قسرياً مع سمير جعجع وأعوانه، تحركت، أمس، باتجاه المتن، حيث علم انها اجتمعت مع النائب ميشال المر، قبل ان يعقد مؤتمره الصحافي.

وقالت المعلومات أيضاً أن للسفيرة الأميركية تحركات سرية أخرى باتجاه ترتيب الوضع للوائح الموالاة في دوائر حساسة، ومحاولة التأثير على اللوائح المنافسة من خلال تدخلات سياسية وضغوط إعلامية ورفع وتيرة الشائعات.

هذه التدخلات الاميركية في الاستحقاق الانتخابي تناولها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد خلال احتفال في مدينة النبطية امس ، فاعتبر رعد ان فريق الكثرية يعاني من مأزق في تشكيل لوائحه بل هو لا يستطيع تشكيلها إلاَّ إذا تدخلت السفيرة الأمريكية ميشيل سيسون في اختيار الأشخاص وتشكيل اللوائح وكل هذا من أجل تحصيل فرصة للإختراق وليس الفوز وهذا ما يحصل في كسروان وبيروت الأولى وزحلة وجبيل وما حصل في المتن، مضيفاً أن هذا عيب لأصحاب السلطة في لبنان او من يتوهم السلطة ومن بلف الأكثرية سابقاً في زمن ملتبس وظروف ملتبسة.

رجحان كفة المعارضة

الى ذلك استمرت اليوم ايضا التسريبات الأوروبية المرجحة لفوز المعارضة في الانتخابات المقبلة، وفي هذا الاطار ذكرت صحيفة "صدى البلد"ان فرنسا ترجح فوز المعارضة بالغالبية النيابية ، مستندة في ذلك الى استطلاعين للرأي، الاول اظهر تقدماً نسبياً للمعارضة يؤمن لها غالبية مرتاحة تقدر بما بين 67 و70 مقعداً، والثاني يعطي للمعارضة ايضاً 61 مقعداً وللغالبية 57 مقعداً و10 للمستقلين.

وتعزو باريس بحسب الصحيفة، رجحان كفة المعارضة الحالية الى اسباب داخلية واقليمية ودولية، آخرها اطلاق الضباط الاربعة وانعكاسات الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة على الرأي العام اللبناني عموماً والوسط السني خصوصاً، فضلاً عن "تطبيع العلاقات" بين سوريا والسعودية وانفتاح الاتحاد الاوروبي على دمشق الى "محاولات" ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما في "السير المتعرج" على خطى الاوروبيين.
 "البلد" : فرنسا ترجح فوز المعارضة بالغالبية النيابية
 المصادر الفرنسية الواسعة الاطــلاع لـ "البلد" : لا بديل عن حكومة الاتحاد الوطني وتجربة اتفاق الدوحة كانت ايجابية رغم اعتراض البعض


اما حول شكل التركيبة الحكومية في حال فازت المعارضة فهو الذي سيحدد موقف الدول الاجنبية حيال المرحلة المقبلة. وتجزم المصادر الفرنسية الواسعة الاطــلاع لـ "البلد" بأن العواصم الغربية لن تكرر "الخطأ الجسيم" الذي ارتكبته في الضفة الغربية وقطاع غزة .

وتعتبر باريس ان لا بديل عن حكومة الاتحاد الوطني وتجربة اتفاق الدوحة كانت ايجابية في هذا الصدد رغم اعتراض البعض، ونحن نتفهم ذلك لكن الهدف هو استقرار النظام السياسي بعد الانتخابات. من هنا نرى ان مصلحة الجميع تقضي أن تكون الحكومة العتيدة مقبولة داخلياً وخارجياً اي من قبل اوروبا والولايات المتحدة وتضم "شخصيات مقبولة" ايضاً.

المناورات الاسرائيلية

في هذا الوقت خرج الى الضوء بصيص اهتمام رسمي بالمناورات الاسرائيلية المزمع اجراؤها اواخر الشهر الجاري، تولاه بشكل رئيسي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الا انه ورغم ذلك بقي دون المطلوب نظرا لحجم التحديات التي تواجه لبنان، لكن اللافت في هذا المجال هو ان ينبري البعض مرة بعد اخرى لأن يبرر للعدو مناوراته محاولا احباط اي اجراءات احتياطية يمكن ان تتخذها اجهزة الدولة في وجه المناورات الصهيونية .

وفي هذا السياق، قال رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أمس، امام حشود كسروانية ضمت كوادر الحزب، "وكأنها للمرة الاولى تحصل هذه المناورات العسكرية"، مذكراً "بأننا شهدنا مثيلها في عامي 2007 و2008"، مستغرباً هذه "الضجة الاعلامية التي تُثار حولها".
 الاهتمام الرسمي بالمناورة الاسرائيلية بقي دون المستوى المطلوب ولا  يتلائم مع التحديات والاحتمالات المطروحة
 جعجع ينبري لتبرير المناورات الاسرائيلية بالقول : وكأنها للمرة الاولى تحصل هذه المناورات العسكرية

وسأل جعجع "طالما هي ضخمة الى هذا الحد فلماذا لم تتحرك سوريا حيالها، فهل اجتمع مجلس الدفاع الاعلى او الادنى في سوريا؟". وأضاف "لا اقول ألاّ يجتمع مجلس الدفاع الاعلى في لبنان، ولكن استغرب هذه الضجة الكبيرة حول مناورات قد اعتدنا عليها منذ 50 عاماً".

وتابع "هل تخوّفت الاردن ام سوريا ام مصر ام اي دولة عربية منها واتخذت الاجراءات اللازمة تجاهها، كما وضع لها البعض في لبنان حيثيات اكبر من حجمها كي يقولوا لنا بأنهم اصبحوا الوحيدين في المنطقة القادرين على مواجهة المناورات الاسرائيلية، فليسمحوا لنا". وأردف "اما اذا كانوا يقومون بكل هذه الضجة الاعلامية لدواعي انتخابية فنقول لهم "قضى الله امراً كان مفعولاً"، باعتبار ان نتائج الانتخابات النيابية باتت محسومة" حسب تعبيره.

جديد الشبكات الامنية

في هذا الوقت، ظل الموضوع الامني حاضرا بقوة في الواجهة، حيث توضحت معطيات ومعلومات جديدة عن ادوار شبكات التجسس المكتشفة ومهماتها فيما تواصلت التحقيقات معها. وفي هذا الاطار قال مرجع أمني واسع الاطلاع لـ "السفير" إن الموقوف ناصر نادر هو "شخصية مهمة جدا في حسابات الموساد الإسرائيلي منذ سنوات طويلة جدا، ومن المتوقع أن تفضي التحقيقات معه إلى أشياء مهمة ومهمة جدا".

وردا على سؤال، أكد المرجع الأمني نفسه، أن نادر متورط "في تحضير بيئة بعض الاغتيالات التي استهدفت قادة مقاومين، وأبرزهم جريمة اغتيال الشهيد غالب عوالي في التاسع عشر من تموز العام 2004 في الضاحية الجنوبية، وتحديدا في محلة معوض".

وتمحور دور نادر، وفق التحقيقات، حول رصد منزل غالب عوالي الذي كان معنيا بالملف الفلسطيني وتحديدا بملف دعم الانتفاضة. وقد قدم نادر للإسرائيليين معلومات عن شقته في حي معوض في الضاحية الجنوبية، كما قدم معلومات عن كيفية تحركه وأعمال التمويه التي يقوم بها، وقدم إحداثيات ساعدت الإسرائيليين في استهداف سيارته وهي من طراز «مرسيدس 280»، بعبوة تم لصقها في أسفل مؤخرتها وتم تفجيرها بعد تشغّيَل محركها، ما أدى الى استشهاده...
المعطيات تتكشف تباعا حول شبكات التجسس 
  "السفير" : الموقوف ناصر نادر شخصية مهمة جدا في حسابات الموساد الإسرائيلي منذ سنوات طويلة جد
 العميل نادر متورط في تحضير بيئة بعض الاغتيالات التي استهدفت قادة مقاومين وأبرزهم جريمة اغتيال الشهيد غالب عوالي
 ريفي يشير الى ان القوى الامنية مستمرة بتعقب شبكات التجسس لحساب "اسرائيل" و يتوقع حصول المزيد من التوقيفات قريبا"
 النائب فضل الله يضع شبكات التجسس في خانة المناورات الاسرائيلية التي يجري التحضير لها اواخر الشهر الجاري

بدوره ، كشف المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي لوكالة "فرانس برس" ان القوى الامنية "مستمرة في تعقب شبكات التجسس لحساب اسرائيل"، متوقعا "حصول المزيد من التوقيفات قريبا"، مرجحاً أن يكون عدد من العملاء فروا من البلاد، بعد ان بدأ تفكيك الشبكات خلال الشهرين الاخيرين". واشار ريفي إلى أن قوى الامن "مستمرة في تفكيك شبكات التجسس، وعدد الملفات التي تكونت على مدى ثلاث سنوات كبير"، متوقعا حصول المزيد من التوقيفات "خلال الايام القادمة"، مضيفاً "أن عددا من العملاء قد يكونون غادروا لبنان بعد بدء كشف الشبكات عبر المعابر الرسمية اي مطار بيروت من دون ان تعرف السلطات، بالاضافة الى اللبنانيين الثلاثة الذين تسللوا قبل ايام الى (اسرائيل)".

واشار ريفي الى ان لبنان تقدم بطلب من قوات الطوارىء الدولية "اليونيفل" بهدف اعادة المواطنين الثلاثة الذين فروا عبر المناطق الحدودية. واوضح ريفي ان شبكات التجسس التي بداأ كشفها منذ نيسان "غير مترابطة،"ويتراوح عدد افرادها بين شخص وثلاثة اشخاص كحد اقصى"، موضحا ان سبب سقوطها الواحدة تلو الاخرى هو ان مجموعة العمل التي تتولى ملاحقتها منذ وقت طويل توصلت الى "سر تقني متطور جدا قادنا الى كشف قواسم مشتركة عند كل العملاء"، مضيفاً "تطلب منا الامر ملاحقات وجمع معلومات استخباراتية لتحديد هوية الاشخاص الحقيقية، ولاعداد ملفات موثقة عنهم، وقد وصلنا الى مرحلة متقدمة في ملفاتنا، وبعد رصد تحرك معين لاحدى الشبكات، بدأنا الانقضاض عليها".

وفي المواقف ، وضع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله شبكات التجسس في خانة المناورات الاسرائيلية التي يجري التحضير لها وقال فضل الله :" في قراءتنا أن المناورات الاسرائيلية التي تجري آخر هذا الشهر تتم على خلفية التحضير لعمل أمني كبير لاستهداف قائد المقاومة، بعد أن تؤمن شبكات التجسس المعطيات والمعلومات، وأغلب هذه الشبكات تتقاطع عند هدف أساسي هو تعقب قائد المقاومة. لذلك نحن معنيون بأن نكون في أعلى درجات الحذر في مواجهة هذا المخطط الذي يتقاطع في بعض المحطات مع تلك الحملة التحريضية في التهجم على المقاومة وقياداتها، حتى ان شبكات التجسس وجدت بيئة سياسية سمحت بنموها، ولكن هذه الشبكات لم تكن لتتغلغل في الجسم اللبناني لولا هذا الانقسام الحاد الذي يستفيد منه العدو".
2009-05-21