ارشيف من :مقاومة

آية الله فضل الله: ليقرأ اللبنانيون متغيرات المنطقة وليستثمروا تعاون الأجهزة الرسمية مع المقاومة في وجه الخرق الاسرائيلي

آية الله فضل الله: ليقرأ اللبنانيون متغيرات المنطقة وليستثمروا تعاون الأجهزة الرسمية مع المقاومة في وجه الخرق الاسرائيلي

المحرر المحلي

أكد العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، ضرورة أن يقرأ اللبنانيون جيداً ما يجري في المنطقة من متغيرات، مشدداً على أهمية ما حققته الأجهزة الأمنية الرسمية بالتعاون مع المقاومة في منع الاختراق الاستخباري الإسرائيلي من الامتداد، وداعياً إلى استثمار ذلك في جولات الحوار القادمة حول الاستراتيجية الدفاعية، كما طالب الجميع بحماية القضاء والحفاظ على استقلاليته، وحذر من الحركة الدولية والإقليمية التي تعطي إيحاءات بالتدخل في الانتخابات بما لا يخدم المصلحة اللبنانية العامة.

كلام السيد فضل الله جاء خلال استقباله العميد مصطفى حمدان الذي شكر السيد فضل الله على مواقفه الداعمة للضباط الأربعة في خلال فترة اعتقالهم، كما شكر العميد حمدان سماحته "على رعايته الأبوية الصادقة والمخلصة لعوائل الضباط الأربعة في أثناء فترة الاعتقال، " مشيراً إلى أن هذه الرعاية التي انطلقت من مرجعية كريمة وكبيرة لها صدقيتها في الساحة العربية والإسلامية، ساهمت مساهمة فاعلة في التخفيف من معاناة الضباط الأربعة، وأظهرت حقهم ومظلوميتهم".

من جهته، أكد السيد فضل الله أهمية أن يسعى الجميع للخروج من ضغط المرحلة السابقة بكل تفاصيلها وإرهاصاتها وما حملته من معاناة للبنانيين جميعاً وليس للضباط الأربعة وعوائلهم فحسب، وذلك بفعل الضغط السياسي والعصبي والتراكمات المتعددة التي انطلقت من خلال عوامل داخلية وخارجية، مؤكداً ضرورة مواجهة المستقبل بمزيد من الانفتاح على خطوط الرحمة والتسامح على المستويات كافة.

ورأى سماحته أن استقلالية القضاء ومناعته تمثل جزءاً لا يتجزأ من استقلال البلد وقوته، مشيراً إلى ضرورة أن يسهر الجميع لضمان على ضمان استقلالية القضاء وحمايته ليكون منيعاً وقوياً يواجه حركة الإجرام بعيداً من أية حسابات ذاتية أو سياسية، مؤكداً أهمية أن يتمتع القضاء اللبناني بالحصانة الذاتية التي تحمي البلد من التدخلات الخارجية، بما فيها تلك التي تأتي من نافذة القضاء الدولي.

السيد فضل الله شدّد على أن يتحضّر اللبنانيون للدخول في مرحلة جديدة بصرف النظر عن الخطاب الحاد الذي يُغلّف مرحلة الانتخابات، لأن الجميع محكومون بثوابت توافقية لا يمكن الخروج من دائرتها، لئلا يتعرّض الأمن السياسي العام ومستقبل البلد للخطر، وهو الأمر الذي نعتقد بأن مختلف الأطراف ملتفتون إليه، وحريصون على منع التشنجات السياسية التي يخلقها هذا الخطاب من أن تدفع بالأمور إلى ما يشبه الفوضى السياسية التي تختزن في داخلها توترات أمنية.
أضاف: إن على اللبنانيين أن يقرأوا جيداً ما يجري من حولهم، ليعرفوا أن ثمة متغيرات طرأت على حركة السياسة الدولية في المنطقة بما يُبعد شبح الحروب الحارة ـ على الرغم من التهاويل الإسرائيلية المتواصلة ـ وبما يعيد الأمور إلى دائرة الحوار على أكثر من صعيد، وإن استخدمت بعض الملفات السياسية التي تتحدث عن إيران كخطر داهم، وعن ملفها النووي كأدوات للضغط في مسائل التفاوض القادمة.

كما شدد سماحته على أن الظروف الدولية والإقليمية التي قد تكون مؤاتية للبنان لتمرير مرحلة الانتخابات بأقل قدر من الخسائر والاهتزازات... يجب ألا تمنع الجميع من التعامل مع المسألة الأمنية والاستخبارية في مواجهة إسرائيل كأولوية من الأولويات الكبرى، لأن حجم الاختراق الإسرائيلي يشير إلى أن العدو لا يزال يطمح لتدمير الأوضاع اللبنانية من الداخل، واستخدام عملائه لتحريك الفتن هنا وهناك، إضافة إلى السعي لتحقيق أهداف استراتيجية في مواجهة المقاومة، مؤكداً أهمية ما حققته الأجهزة الأمنية الرسمية بالتعاون والتنسيق مع المقاومة، وضرورة استثمار ذلك في المراحل اللاحقة، وفي الاستراتيجية الدفاعية التي ينبغي أن يُصار إلى بحثها جدياً في أعقاب الانتخابات... ليدخل البلد في مرحلة الحصانة السياسية والأمنية من الداخل، بصرف النظر عن التعقيدات التي يحملها الخطاب الانتخابي والتهاويل التي يطلقها في كل يوم.

وحذرآية الله فضل الله من جولات الوفود الدولية والإقليمية ومن حركة بعض السفراء الذين يتدخلون في الانتخابات النيابية من خلال إيحاءات يطلقونها في جولاتهم على القيادات السياسية، مشدداً على تحصين الانتخابات داخلياً ومنع الآخرين من توجيهها بما يحقق مصالح هذه الدول ولا ينسجم مع المصلحة اللبنانية العامة.

2009-05-21