ارشيف من :أخبار لبنانية

مدير المخابرات السابق في الجيش اللبناني العميد ريمون عازار لـ "الانتقاد": حجم شبكات التجسس بمثابة إعلان حرب

مدير المخابرات السابق في الجيش اللبناني العميد ريمون عازار لـ "الانتقاد": حجم شبكات التجسس بمثابة إعلان حرب

كتب مصعب قشمر

مدير المخابرات السابق في الجيش اللبناني العميد ريمون عازار لـ "الانتقاد": حجم شبكات التجسس بمثابة إعلان حربشكلت عمليات اكتشاف العديد من شبكات التجسس الإسرائيلية صدمة ايجابية لدى المواطن اللبناني، ورأى مدير المخابرات السابق في الجيش اللبناني العميد ريمون عازار في هذا الحجم اختراقا مستمرا للسيادة اللبنانية وتهديدا للاستقرار الداخلي اللبناني، وتشير إلى تزايد خطورة هذه الشبكات.
ويلوم عازار تهاون الأجهزة الامنية في ملاحقة هذه الشبكات في السابق لأنها لم تقم بمسح امني بشكل دقيق لكشف الشبكات. ودعا عازار الى التعامل مع هذه الشبكات كأي تهديد خارجي، وتقديم دعوى الى مجلس الامن. وكشف عازار انه عندما تولى منصب مدير المخابرات تم القبض على العديد من شبكات الموساد، وان مديرية المخابرات كانت تقوم بمسح امني لكل المناطق، وتراقب كل المشبوهين بشكل دقيق. ودعا الى عدم استبعاد العامل الاسرائيلي في عمليات التفجير التي حصلت في لبنان خلال السنوات الأربع الماضية.
وهنا نص المقابلة:

ـ سيادة العميد بداية ماذا يعني اكتشاف هذا الكم من الشبكات التجسسية الإسرائيلية؟

هذا يعني أن هناك خرقا إسرائيليا مستمرا للسيادة اللبنانية، ويشير أيضا الى تزايد خطورة هذه الشبكات على الأمن الداخلي اللبناني، هذا من جهة ومن جهة أخرى فان الهجمة الكبيرة للشبكات المكتشفة تدل بطريقة وبأخرى على تهاون سابق من قبل الأجهزة الامنية في ملاحقة الشبكات، وبرغم تهنئتنا للاجهزة الامنية على انجاز كشف الشبكات، يظهر انه كان هناك تهاون مسبق في ملاحقة شبكات التجسس. لذلك أصبحت هذه الشبكات تشكل خطرا كبيرا على لبنان.

ـ برأيك ما هو سبب هذا التهاون؟
لم يكن هناك مسح أمني مضبوط، ولا استعلام واستطلاع بشكل دقيق لكشف الشبكات، لذلك تزايدت مؤخرا وتم كشفها جميعا.

 

يجب التعامل مع هذه الشبكات كأي تهديد خارجي

ـ المسح الامني الذي يجري بالشكل الحالي كيف يمكن للمرء ان يتصوره؟

ما يجري الان عمل صحيح وعلى الطريق الصحيح ويجب ان يستمر لكشف كل الخلايا النائمة.

ـ هل تؤيد الكلام الذي يقال بأن حجم هذه الشبكات هو بمثابة إعلان حرب على لبنان؟
نعم هذا صحيح، وانا قلت ذلك مرارا، وكشف هذه الشبكات هو تهديد للامن الداخلي اللبناني، ويجب التعامل معها كأي تهديد عسكري خارجي على لبنان، أي كما حصل في عدوان تموز عام 2006 من اعتداءات عسكرية اسرائيلية على لبنان، كذلك الامر فان كشف هذه الشبكات وخطورتها يشكل تهديدا للامن الداخلي اللبناني، ويجب ان يتعاملوا معها كأي تهديد خارجي، أي تقديم دعوى الى مجلس الأمن، وانا أدعو الحكومة الى إجراء ذلك.

ـ برأيك هل الدعوى الى مجلس الأمن يمكن ان تفيد بشيء ام أنها تبقى مجرد إخطار عن شبكات التجسس؟
اقله يمكن ان تشكل إدانة لهذه الاعتداءات الداخلية، لان كشف الشبكات يشكل اعتداء داخليا صارخا.

 

عدم استبعاد العامل الاسرائيلي في عمليات الاغتيال والتفجيرات التي حصلت
ـ كنتم تشغلون في السابق منصب مدير مخابرات الجيش، هل كنتم تتوقعون وجود هذا الكم من العملاء؟
كنا نكشف الكثير من شبكات التجسس، ذلك ان الخرق الإسرائيلي للبنان مستمر منذ نشوء هذا الكيان، وكنا نكشف العديد من الشبكات، والعمل الامني مع الأجهزة الحالية مستمر، إنما تركها لكي تتكاثر بهذا الشكل يظهر انه كان هناك بعض التهاون.

ـ كيف كنتم تتعاملون مع شبكات التجسس، هل كنتم تتابعونها؟
كنا نقوم بمسح أمني لكل المناطق، ونراقب كل المشبوهين بشكل دقيق، ونعبّئ استمارات أمنية للمشبوهين، ويجري التعامل معهم باستدعاءات دورية للتحقيق معهم حول نشاطهم بشكل دائم.

أشاطر اللواء أشرف ريفي رأيه حول شبكات التجسس 

ـ عندما كنتم تستدعونهم، ألم يشك هؤلاء بأنكم تراقبونهم؟

نعم، ونحن نستدعيهم لمنعهم من التورط بأي عمل امني، لذلك كنا نستدعيهم لمراقبتهم وللتحقيق معهم حول نشاطهم، وهذا يسمى الأمن الوقائي، أي الأمن المسبق لمنع حصول وتكاثر الشبكات الامنية.

ـ ما هو تعريف الأمن الوقائي؟
يعني تحديد المشبوهين، وتحديد المشبوهين لا يعني انهم متورطون، ومعرفة المتورطين وتوقيفهم، والاهم من ذلك معرفة نواياهم ومخططاتهم المسبقة.

ـ بعض الأطراف في لبنان غير مهتمة لخطورة هذه الشبكات، ما هو ردك على ذلك؟
هذا الإنجاز كبير جدا، ونهنئ الأجهزة الامنية ونقدر لها عملها، ويجب على كل الاطراف ان تقدر هذا الإنجاز، ويجب ان يعرفوا ان هذا يشكل خطرا كبيرا على لبنان، وكشف هذه الأخطار وفّر على لبنان الكثير من المآسي والأعمال الامنية المخلة المعادية.

ـ لو تغلغلت هذه الشبكات أكثر ولم يتم الكشف عنها في هذا الوقت، ماذا كان سيحصل في البلد وما هي التحضيرات التي كانوا ينوون القيام بها؟
كان من الممكن ان تحصل عدة  عمليات، سواء اغتيالات لفعاليات سياسية مختلفة وخاصة المقاومة، او استهداف تفجيرات لهذه الفعاليات وللمقاومة والجيش بشكل خاص، وباقي الفاعليات السياسية بشكل عام.  

مدير المخابرات السابق في الجيش اللبناني العميد ريمون عازار لـ "الانتقاد": حجم شبكات التجسس بمثابة إعلان حربـ برأيك هل كان الإسرائيلي يحضر لعمل امني ما في أجواء الانتخابات؟ 
كل شيء وارد عند الإسرائيلي وهو يختار الوقت المناسب للقيام بأعمال عدائية، وخاصة الاستحقاقات.

ـ لو استطاع الإسرائيلي ان يقوم بأي عمل امني في لبنان، كيف كان سيؤثر على الوضع الداخلي؟
كان سيخربط كل الوضع الداخلي والاستقرار الداخلي في لبنان، مثل العمليات التي حصلت سابقا. ويجب ان لا نستبعد الخيار الإسرائيلي عن العمليات التي حصلت في السابق خلال الأربع سنوات الماضية، ويجب ان نأخذ كل الاحتمالات بعين الاعتبار وعدم ترك الخيار الإسرائيلي الذي يجب ان نأخذه بعين الاعتبار ايضا.


ـ من خلال التحقيقات التي جرت مع العملاء، قيل ان البعض كان يحمل حقائب ويضعها في أماكن معينة، هل من الممكن ان تكون هذه الحقائب لها علاقة بالتفجيرات؟
ثبت حصول عدة تفجيرات من خلال شبكة رافع وغيره في اغتيال الأخوين مجذوب وغيرهم، حيث ثبت تورط الإسرائيلي فيها، لذلك يجب ان لا نستبعده من أي احتمال عمل إرهابي.

ـ ما هي الإنجازات التي حققتها مديرية المخابرات في الجيش عندما كنتم في موقع المسؤولية فيها بالنسبة لملاحقة الشبكات؟
بكل تواضع كانت إنجازات مديرية المخابرات كبيرة ومن دون ان ندخل في التفاصيل، إنجازاتنا كانت كبيرة لناحية اتجاهين: الخرق المخابراتي الإسرائيلي من جهة وعمليات الإرهاب الداخلي من جهة اخرى.

بعد الاعترافات التي أدلى بها العملاء، برأيك هل عُرّي الاسرائيلي من شبكاته في لبنان وهل تتوقعون اصطياد المزيد من الشبكات؟
أتوقع التراجع في النشاط الاسرائيلي، لان كشف هذه الشبكات يكبح عمل الأجهزة الإسرائيلية ويؤدي بها الى تراجع محدد، وأتمنى ذلك.

ـ هل تعتبر ان هذا التراجع هو لفترة طويلة، وهل سيحتاج الى فترة من اجل بناء بنية تحتية؟
الاسرائيلي يحاول دائما انشاء شبكات، ويجب ان نبقى متيقظين مثل تيقظ الأجهزة الامنية الآن، التي عليها ان تستمر بعملها وبالعمل الامني النشيط والقادر الذي يمنع حصول مثل هذه الشبكات في المستقبل، لكن ذلك لا يعني ان ننام على حرير لان الاسرائيلي يحاول دائما انشاء شبكات تجسس.

ـ يوم أمس كان هناك رد فعل إسرائيلي، بأن الموساد تلقى ضربة قوية في لبنان من خلال كشف الشبكات، كيف ترى التصريح الاسرائيلي؟
تصريح واع جدا، واكثر من قوي، لكن يجب ان نبقى حذرين وواعين لأي احتمال في المستقبل.

ـ المدير العام للامن الداخلي اللواء اشرف ريفي قال نحن نقترب من ضرب البنية التحتية لشبكة الموساد الاسرائيلي في لبنان، وهو يحتاج الى وقت طويل من اجل إعادة ترميم هذه الشبكات، هل توافقونه على هذا التحليل؟
أشاطره هذا الرأي، واقدر نشاطه ونشاط الأجهزة الامنية الأخرى مثل مخابرات الجيش وغيرها، وأتمنى عليه الاستمرار في هذا النشاط المكثف لضرب البنية التحتية الإسرائيلية في هذا المجال.

2009-05-21