ارشيف من :مقاومة

غالب عوالي: أحد ضحايا شبكات التجسس

غالب عوالي: أحد ضحايا شبكات التجسس

 المحرر المحلي + صحيفة "السفير"


اعترف ناصر نادر، المتعامل مع الإسرائيليين بضلوعه في عملية الاستطلاع والإدلاء بالمعلومات التي مكنت إسرائيل من اغتيال احد قادة المقاومة الذين «نذروا أنفسهم لمساندة أخوانهم في فلسطين المحتلة»،كما عرّف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الشهيد غالب عوالي في يوم تشييعه. عوالي الذي اغتيل عند الثامنة والنصف من صباح التاسع عشر من تموز 2004 ، قضى إثر زرع عبوة ناسفة تحت سيارته في شارع معوض الذي كان قد انتقل إليه حديثاً وتم تفجيرها عبر «الريموت كونترول» عن بعد، ووصفت العملية يومها بالاحترافية وإن كانت قد نفذت خارج المربع الأمني لحزب الله.غالب عوالي: أحد ضحايا شبكات التجسس
 
وحده العميل الإسرائيلي الذي ضغط على زر «الريموت كونترول» الذي فجر سيارة الشهيد الحاج غالب عوالي في صبيحة 19 تموز 2004 في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، يعرف ما إذا كان أبو مصطفى، ابن تولين الجنوبية، قد تفقد سيارته جيداً قبل أن يصعد إليها كعادته أم لا، وهو الذي لم يكن يقبل بمرافقين لكي لا يعرّض حياة أحد للخطر.

يومها ولمجرد أن سمعت أشواق حب الله، زوجة المقاوم غالب محمد عوالي، صوت الانفجار حتى صرخت بأولادها النيام «استشهد والدكم»، كانت أم مصطفى تعرف أن الطريق التي سار عليها شريك حياتها باكراً ستؤدي حتماً إلى هذا اليوم.

يومها، وفي يوم تشييع العوالي قدم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الشهيد «شهيدا للبنان وشهيد فلسطين» لأن الحاج غالب عوالي كان كالشهيد علي صالح من الفريق الذي نذر عمره وحياته في السنوات الأخيرة لمساندة أخوانه في فلسطين المحتلة». والشهيد علي صالح اغتالته إسرائيل في الضاحية الجنوبية، قبل أقل من عام على اغتيال العوالي، وهو مثله كان يعمل على خط دعم المقاومة الفلسطينية.

وجاءت التعليقات الإسرائيلية على اغتيال العوالي بعد استشهاده بأيام لتحمل اعترافا ضمنياً بمسؤولية إسرائيل، وقال المعلق عودد غرانوت: «غالب عوالي مسؤول عن الكثير من العمليات التي انطلقت من غزة وعن تهريب وسائل قتالية عبر الأنفاق في منطقة رفح إلى غزة وهو من قام بتمويل العملية التي جرت في الحاوية في ميناء أسدود. وقال افرايم سنيه العضو في لجنة الخارجية والأمن: «لا سبيل أفضل من المساس بالمسؤولين التنفيذيين وغالب عوالي هو احد الروابط الأساسية بين حزب الله والإرهاب في المناطق الفلسطينية ورجل كهذا يجب أن يموت».

امتشق الشهيد غالب العوالي، السلاح منذ كان فتى، ابن الثالثة عشرة، ،«وقد اعتقل في كانون الأول من سنة 1982، في عملية جهادية للمقاومة المؤمنة، التي كان يشكل أحد قيادييها، في محلة الشواكير، قرب مدينة صور. وزجّ به الإسرائيليون في معتقل أنصار، وأفرج عنه في التبادل بعد عام ونيف».
 
ويوم الاغتيال أطاح الانفجار بجزء من سيارة العوالي قبل أن يأتي عليها الحريق، فاستشهد في لحظات. وتمزق جسده في عملية جاءت على خلفية ما وصفته إسرائيل يومها بـ«عبث حزب الله في الملف الفلسطيني». وكان العوالي يتخذ بعض الاحتياطات الأمنية ربطا بالدور الذي يقوم به مع مجموعة من كوادر المقاومة في مد يد العون إلى قوى الانتفاضة في فلسطين.

2009-05-23