ارشيف من :نقاط على الحروف

إعلام 14 آذار في مواجهة عفوية أهالي المحررين التسعة

إعلام 14 آذار في مواجهة عفوية أهالي المحررين التسعة

لم تسلم قضية تحرير المخطوفين اللبنانيين التسعة من سهام إعلام الرابع عشر من آذار، لا سيما الصقور منهم، فيما شكلت الاحتفالات بعودتهم من أسر محتجزيهم في بلدة أعزاز السورية محطة لانزعاج هؤلاء من القضية، عبر تناولها بغلاف سياسي تسلح بتهم جاهزة ألصقت بالمقاومة على مدار سنوات، فيما بدا أن التغريدات والتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة ببعض "الإعلاميين" كشفت أكثر من ذلك، لتحمل في طياتها نفَساً عنصرياً ينظر إلى الآخر بالاستناد إلى صور نمطية  تم إدراجها في مخيلات البعض عن مجتمعٍ يُفترض أنه شريك في الوطن.


الحاجة حياة عوالي التي كانت نجمة قضية المخطوفين المحررين، أثارت حفيظة الإعلامية مي شدياق التي رأت "إنوّ معليش، هلّق بتخلص ذكرى (رئيس فرع المعلومات السابق اللواء) وسام الحسن والخطب بالمناسبة وبترجع تتفضّى الـLBC للحجّة حياة!!!"، كما ورد في تعليق لشدياق على صفحتها الشخصية في موقع "فايسبوك"، غير أن هذا الانزعاج يرده الكاتب والمحلل السياسي غسان جواد إلى "المفاجأة التي حققتها الحاجة حياة عوالي لكثير من اللبنانيين بما قدمته من صورة عن شخصية واثقة لديها الحضور الإعلامي، والجزء الكبير من هذا الانزعاج ناجم عن خلفية كونها امرأة محجبة أو بما تمثله من أحد نماذج المرأة الجنوبية"، ويضيف أن لحضور الحاجة حياة "رمزية سياسية وثقافية تؤكد بأن المرأة الجنوبية لها القدرة على أن تكون ملتزمة دينياً وسياسياً في الوقت نفسه"، وأسف جواد لما وصفه بـ"انحطاط أخلاقي تفوهت به السيدة شدياق، وكأنها تتعامل بوصاية على الإعلام، وتملي على الإعلاميين ما يجب أن يقوموا به".

إعلام 14 آذار في مواجهة عفوية أهالي المحررين التسعة


وبينما تستغرب شدياق استعجال الاحتفال بعودة المحررين التسعة الذين "مش رح يهربوا"، و"لاحقين تحتفلوا بعودتهم!"، يشير جواد إلى أن "القلق الكبير يعود على الأرجح إلى ما يمثله المحررون من انتماء إلى بيئة المقاومة، وما يمثلونه من رمز لهذا  المجتمع المتكامل في الانسجام مع المقاومة" ويشدد على أن في الاحتفالات التي رافقت عودة التسعة "استفزازاً" لمشروع يمثله بعض إعلاميي 14 آذار وهو ما لمح إليه إعلامي آخر عندما هنأ!!! "بعودة المخطوفين اللبنانيين التسعة"، مع دس  سلسلة الاتهامات الملقاة على المقاومة، لأن أهالي المحررين "يؤيدون ويحتضنون قتلة رفيق الحريري ووسام الحسن وجبران تويني وبيار الجميل والآخرين"، كما يقول علي حمادة، في جريدة "النهار" بتاريخ 22 تشرين الأول 2013، وهي اتهامات لا يرى فيها جواد "جديداً" بعد الاتهامات الممتدة لسنوات ضد المقاومة.

إعلام 14 آذار في مواجهة عفوية أهالي المحررين التسعة

غير أن حمادة ظهر، في مقالته، مستاءً لأن البيئة المستهدفة "شكرت الأمين العام لحزب الله (السيد حسن نصر الله)  أكثر مما شكرت رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) ورفعت أعلام الحزب"، وكررت الموقف شدياق بسخرية لوجود "أعلام خضر لأمل وأعلام صفر لحزب الله، وأعلام سوريا بكلّ فخر واعتزاز... وفي صورة لـ(رئيس مجلس النواب نبيه) برّي وفي صورة لـ(السيد) نصرالله...بس دخلكم حدا شاف صورة رئيس الجمهورية"، في مشهد لم يعتبره جواد عيباً "فإن كان لهم (الآذاريين) رموزهم السياسية فللمخطوفين وأهاليهم رموز سياسية"، وإذ توصلت شدياق إلى أن "بجمهورية الضاحية لبنان مُلغى!!!"، على حد تعبيرها، فإن المحلل السياسي يقر بوجود "بعض السقطات لأن الاحتفالات شابتها العفوية وعدم التنظيم كونها أهلية ولم يقم بإدارتها تنظيم"، وهو ما يؤكد أن "لا جهة سياسية (من المقاومة وحلفائها) تعمل على تضخيم الحدث، أو الوقوع في إلغاء أحد"، بحسب جواد.

ويخلص جواد إلى أن "أي شيء تفعله الضاحية" الجنوبية لبيروت وأهلها، لا يمكن أن يرضى عنه "من ينفذون أجندات تستهدف المقاومة، وخصوصاً إذا كان إنجازاً معنوياً لهذه المقاومة ليس على هذا المستوى اللبناني فقط، بل على مستوى المشرق ككل"، ومن الدروس المستفادة في هذه القضية على "المستوى التاريخي"، بحسب الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، فإن "سياسة الابتزاز لا يمكن أن تنفع لا ماضياً ولا حاضراً ولا مستقبلاً مع هذا الخط، وهو ما يمكن أن يبنى عليه لاحقاً للاستفادة من تجربة المقاومة في التعامل مع الملفات الشائكة".

2013-10-23