ارشيف من :نقاط على الحروف

هواء الـ’أل.بي.سي’ مشرّع للميليشيات

هواء الـ’أل.بي.سي’ مشرّع للميليشيات

لم يكن ينقص طرابلس بأزماتها ومعاركها سوى التحريض الاعلامي الفاضح. مدينة الشمال التي لم تسترح بعد من جولة الاشتباكات رقم17، يحاول البعض توريطها في مسلسل العنف المستمر، والاقتتال الداخلي، ولكن لمصلحة من؟

لمصلحة من تستضيف المؤسسة اللبنانية للارسال "أل.بي.سي" قادة الميليشيات في طرابلس في هذه المرحلة الدقيقة من عمر المدينة؟ ولمصلحة من يفتح الهواء على مصراعيه للاتهامات السياسية بالاغتيال والقتل؟

هوس القناة في كسب الجماهير حوّلها الى مؤسسة "ما يطلبه الجمهور". فمنذ أسابيع سعى مارسيل غانم عبر برنامجه "كلام الناس" الى استرضاء جمهور المقاومة من خلال حلقة مع محرري أعزاز. لم يستطع المقدم خلالها تمرير اتهام للنائب اللبناني عقاب صقر بالتورط في عملية خطف الزوار. ورغم أن دواعي الحلقة كانت انسانية ومهنية ووطنية بامتياز، الا أن القناة حاولت ان تكفر عن "ذنب" استضافة هذه الشريحة من الجمهور. فكانت حلقة اليوم من برنامج "نهاركم سعيد".

هواء الـ’أل.بي.سي’ مشرّع للميليشيات

حاولت مقدمة البرنامج دوللي غانم استيعاب الجمهور الطرابلسي، لكن من البوابة الخطرة. هدف الوصول الى أكبر شريحة من المتابعين في طرابلس أوقع غانم ومعدّي برنامج "نهاركم سعيد" بخطأ فادح. فُتح الهواء مباشرة لـ"قادة محاور القتال" في طرابلس. "الناس تعتقد أنهم أشباح، استضفناهم اليوم ليس لنكون طرفاً بل ليسمع الناس من هم وكيف يفكرون"، تقول غانم.

على طريق البحث عن الجمهور، سقطت القناة في "مطبّات" التطبيع مع المسلّحين الخارجين عن سلطة الدولة والقانون. سوّقت لأفكارهم فكانت النتيجة عبارات على الهواء مباشرة حول ضرورة "اقتلاح الحزب العربي" و"عصابة جبل محسن" وحزب الشيطان". لم يراع البرنامج حساسية المدينة والنار التي تتّقد تحت الرماد. فما هي النتيجة المرجوّة من هكذا حلقة سوى التحريض وتأجيج النعرات المذهبية في مدينة لم تشف بعد من جراح الاقتتال الداخلي؟

في سياق محاولة تلميع صورة الميليشيات المسلحة في طرابلس، تقبّلت المقدمة بكل رحابة صدر نعت رئيس "الحزب العربي الديمقرطي" بـ"المجنون". هكذا بكل بساطة تمر الاهانات على شاشات التلفزة في لبنان لمكونات أساسية من النسيج الوطني. لا خطوط حمر ولا التزام بأدنى معايير المهنية الاعلامية. واذا كانت وسائل الاعلام في لبنان ترزح تحت رحمة "السبق الصحافي" أو الحصول على أكبر نسبة متابعة من الرأي العام، فتحت أيّة مصيبة ترزح الدولة بأجهزتها الرقابية؟ وأين هي وزارة الاعلام؟

نتيجة وحيدة يمكن استخلاصها مما سبق: نعيش في لبنان دولة الفلتان على جميع الأصعدة.
2013-10-31