ارشيف من :نقاط على الحروف

المؤسسة اللبنانية للارسال ولعبة الالوان

المؤسسة اللبنانية للارسال ولعبة الالوان

لا تحتاج وسائل اعلام 14 اذار لامر عمليات . هي تدرك وظيفتها ضمن منظومة اقليمية دولية سياسية ومالية معروفة ومحددة . تتقن دورها وتهب لأدائه في الشدائد ووفق الحاجة . لا يخفى على احد ان "رسالة " اعلام 14 اذار المقدسة هي ضرب فكرة المقاومة وثقافتها . تتعدد الاساليب والطرق اما الهدف فواحد لا يتغير وهو شيطنة كل من قاوم او دعم او جهز مقاوما . في سبيل هذا الهدف لم يتوان اعلام 14 اذار في ضرب القواعد المهنية وحتى الوطنية . اثارت وسائل اعلام 14 اذار  الغرائز ومارست التحريض المذهبي والطائفي ضللت وزورت واصدرت الاحكام.وسارت في خط تصاعدي  بالتوازي مع التصعيد السياسي والامني للمنظومة الام  وصولا الى الذروة التي يشهدها لبنان مع السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة .

الجنون الامني للمنظومة التي ينتمي اليها 14 اذار يوازيه حالة من الانحطاط لذراعه الاعلامية في لبنان . مع التفجير الانتحاري الارهابي الذي استهدف السفارة الايرانية  كرس اعلام 14 اذار انحطاطه وتهافته . برنامج كلام الناس ونجمه مارسيل غانم دليل اثبات وتأكيد . لا شك  ان  الاعلامي الابرز في  14  اذار  استفاد من الانتقادات الشديدة التي وجهت اليه عبر "الاعلامين الجديد والتقليدي" بعد تغطيته لانفجاري الرويس وطرابلس . لم يطلق الضحكات هذه المرة لم "يترقوص"كما في المرتين السابقتين (المصطلح استخدمه الزميل بيار ابي صعب في جريدة الاخبار في معرض نقده لغانم).

ولكن ...غانم لم يستطع اخفاء شماتته وربما حقده . بسخرية في غير محلها يقول غانم في حلقته التي استضاف فيها الوزير السابق وئام وهاب "مع احترامنا للسفارة الايرانية ..الذين ماتوا لبنانيين "! ماذا يمكن ان نفهم من هذا الكلام ؟ هل يقصد مارسيل غانم ان السفارة الايرانية المستهدفة بالعملية الانتحارية الارهابية هي المسؤولة عن مقتل اللبنانيين ؟ هل يحرض مارسيل غانم على السفارة الايرانية ؟ الاحتمالان قائمان لانسجامها مع مجمل المسار السياسي والامني للمنظومة . لم يكف غانم طوال الحلقة عن التصويب على مشاركة حزب الله في سوريا . يتقمص مارسيل شخصية الناطق باسم الضحايا فيقوِّلهم ما بنسجم مع رأي "المنظومة " . يسأل بطريقة لا تخلو من التباكي والتفجع " ما ذنب هؤلاء الضحايا ليسقطوا نتيجة ... تدخل حزب الله في سوريا " . المطلوب تحميل الحزب المسؤولية .

المؤسسة اللبنانية للارسال ولعبة الالوان


اما الاخرين اي تيار المستقبل وتحديدا مالكه المغترب الذي يشكل "نقطة ضعف" الاعلامي الشهير  فـ "لم يتدخلوا". هنا يبدو غانم مالكاً للحقيقة المطلقة .ثابتة لا تقبل النقاش او التشكيك . ليس سعد الحريري فقط . عقاب صقر فوق الشبهات . ليس الامر مجرد معلومة صحفية يعلنها غانم . هو"عمل" مع صديقه رئيس فرع المعلومات وسام الحسن  على "الموضوع "  . لا يخفي الاعلامي علاقته المميزة بالاخير.العلاقة معروفة وهي مصدر تفاخر عند غانم  .

الجديد هو دور امني للاعلامي اللبناني مع صديقه القديم . اوحى غانم انه جزء من "المطبخ " الخاص بالحسن . هل يمكن ان يخبرنا صاحب كلام الناس عما يمكن ان يعمل عليه اعلامي مع رئيس جهاز امني لبناني بارز ؟ هل هذا جزء من عمله الاعلامي ام ان لغانم وظائف اخرى غير معلومة ؟ والا فكيف نفسر تحول كلام الناس الى م نبر للمجموعات المسلحة والتكفيرية كما لقادة المحاور في طرابلس . "المعزة "تبدو واضحة تشبه الحب الكبير الذي يبديه غانم لكل فرد من عائلة  الحريري . زياد علوكي ضيف دائم . يمكن القول ان مساحة خاصة محجوزة له في الحلقات الحساسة . اما الداعية الشهال فهو مصدر موثوق يستند اليه غانم دون تدقيق كما حصل في الحلقة الاخيرة عندما نسب غانم للشهال تغريدة يشكك فيها بتبني زريقات للعملية قبل ان يأتي النفي من مكتب الشهال الاعلامي . وكالعادة يفتح غانم هواءه لشتامين يستهدفون الجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله . ان يعتبر قسم كبير من اللبنانيين ايران دولة صديقة وشقيقة , ان يشعر هؤلاء بصلة وثيقة بهذا البلد لاسباب عديدة لا مجال لذكرها الان ,امر لا قيمة له في رأس غانم الاعلامي . يبدو ان لعبة الالوان التي اطلقتها مؤخرا المؤسسة اللبنانية للارسال ليست سوى "لعبة " لا يمكن ان ترقى الى مصاف الواقع . المحرك السياسي والمالي للمنظومة غاضب ولا يحب الالوان .
2013-11-21