ارشيف من :أخبار لبنانية

السيد نصرالله: الرابح من الاتفاق النووي شعوب المنطقة

السيد نصرالله: الرابح من الاتفاق النووي شعوب المنطقة
أكد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله أن "الاتفاق النووي له تداعيات كبيرة ومهمة جداً"، معتبراً أن الرابح الاول هم شعوب المنطقة،  مشددا على ان "جوهر الموقف الايراني يقوم على طمأنة دول الخليج بأن التفاهم مع واشنطن ليس على حسابها". وكشف السيد نصر الله انه "استقبل في الفترة السابقة موفدا قطرياً"، داعياً كل الدول التي لها علاقة بما يجري في سوريا لأن تساعد في ايجاد الحل السياسي". واعتبر السيد نصر الله أن "السعودية لا تقبل شريكاً، بل تريد ان تكون كل دول المنطقة العربية تابعة لها"، وقال "السعودية لا تملك الجرأة للذهاب الى حرب مباشرة مع احد ، بل تحارب بالواسطة وتدفع امولاً وتحارب بالواسطة في سوريا وايران والعراق ولبنان".
وأكد أن "السعودية ما زالت مصرة على القتال حتى آخر طلقة ولا تستطيع ان تستوعب اي حل سياسي فهناك قرار سعودي لمحاولة تغيير الوقائع على الارض بسوريا حتى 22 كانون الثاني وسيفشلون".

ولفت السيد نصرالله الى انه "لو سيطر المسلحون على المناطق الحدودية مع لبنان لكنا عرضة لعشرات السيارات المفخخة"، وقال "نحن ذهبنا الى سوريا للدفاع عن كل لبنان".
وأكد انه "لا يوجد اي مقاتل من حزب الله في درعا، السويدا، القنيطرة، دير الزور، الحسكة، الرقة، شمال حلب، ادلب، اللاذقية وطرطوس"، وأضاف "الذي يقوم بعمليات في القلمون هم الجيش السوري وقوى الدفاع الوطني ومشاركة حزب الله متواضعة".
وبخصوص طرابلس، كشف السيد نصر الله ان المديرية العامة لقوى الامن الداخلي وعلى مدى سنوات تدفع معاشات للمجموعات المسلحة ولنقل السلاح، وقال ان "الاهم في موضوع طرابلس هو الذهاب الى الحل عبر الدولة وتشكيل خلية ازمة وطاولة حوار لكل اطراف القضية.

السيد نصرالله: الرابح من الاتفاق النووي شعوب المنطقة
السيد حسن نصرالله على شاشة الـ otv

وفي مقابلة تلفزيونية على شاشة الـ "otv" ضمن برنامج "بلا حصانة" رأى السيد نصر الله أن "اسرائيل" لا تقدم على خطوة قصف المنشآت النووية في ايران من دون ضوء اخضر اميركي، لافتاً الى أن "الاتفاق والتفاهم النووي مرحلي وهناك مسار طويل للنقاش".


الإتفاق النووي الإيراني مع الدول الست

واضاف السيد نصرالله أن "هناك واقعا دوليا جديدا والرئيس الأميركي باراك اوباما وعد بالخروج من الحروب والرأي العام الاميركي يقول إنه لا يريد حروباً لان ظروف اميركا تغيرت بسبب الحروب الفاشلة". وعن التفاهم بين ايران والدول الست، أكد السيد نصر الله أنه كرس واقعاً دولياً جديداً هو تعدد الاقطاب". وتابع القول أن "الاميركيين كانوا جاهزين لفتح ملفات اخرى في المفاوضات مع ايران" وأن "الايرانيين هم من طلبوا حصر النقاش بالموضوع الايراني وتأجيل البحث في الملفات الاخرى". 

السيد نصرالله: الرابح من الاتفاق النووي شعوب المنطقة
الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله 

واضاف السيد نصر الله أنه "من المبكر الكلام عن تطبيع بين اميركا وايران وهناك الكثير من الملفات العالقة ولا اعتقد ان الامور ذاهبة للتطبيع قريباً، فجوهر الموقف الايراني يقوم على طمأنة دول الخليج بأن التفاهم مع واشنطن ليس على حسابها".


السعودية لا تملك الجرأة للذهاب الى الحرب

الى ذلك، اعتبر السيد نصر الله أن السعودية لا تقبل شريكاً، بل تريد ان تكون كل دول المنطقة العربية تابعة لها، ورأى ان كلام الوليد بن طلال ليس رأي اهل السنّة والجماعة.
من جهة ثانية، شدد الأمين العام لحزب الله على أن السعودية لا تملك الجرأة للذهاب الى حرب مباشرة مع احد ، بل تحارب بالواسطة وتدفع امولاً وتحارب  في سوريا وايران والعراق ولبنان. وقال السيد نصر الله إن "السعودية ومنذ البداية تعاطت مع ايران على انها عدو، وحرب صدام حسين على ايران كانت بدفع من السعودية وتمويل منها، وفشلت الحرب لكن من دفع ثمنها الشعب العراقي والايراني وايضاً الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية". وأكد السيد نصر الله أن ايران منذ سنوات تسعى لفتح الابواب مع السعودية وللتحاور، ولكن كل المحاولات لفتح الابواب فشلت، متهماً السعودية بانها هي التي تقفل كل الابواب، وكشف عن مبادرة باكستانية للتقارب قبلتها ايران ورفضتها السعودية.

السيد نصرالله: الرابح من الاتفاق النووي شعوب المنطقة
الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله 

وكشف السيد نصر الله انه "استقبل في الفترة السابقة موفدا قطرياً"، وان "الخيار العسكري في سوريا غير مجدي"، داعياً كل الدول التي لها علاقة بما يجري في سوريا لأن تساعد في ايجاد الحل السياسي". وتابع السيد نصر الله أنه "رغم الخلاف بالموضوع السوري لم ينقطع الكلام مع الاتراك وهناك امور جديدة بين الاتراك وايران"، مشدداً على أن "موقف ايران من الكيان الغاصب عقائدي لا يتغير وغير قابل للتعديل، ومسار التفاوض مع العدو الاسرائيلي لم يوصل الى الحد الادنى من الحقوق الفلسطينية ولا افق له".

سوريا

وفي موضوع التدخل في سوريا، قال السيد نصر الله "عندما بدأت الاحداث في سوريا لم نأخذ موقفاً بانتظار جلاء الصورة، ولذلك نحن تأخرنا اسابيع، وكنا نبحث عن توظيف مساعداتنا لتجنيب سوريا الذهاب في هذا المسار". واوضح السيد نصر الله أن "أغلب اطياف "المعارضة" السورية هددونا وتوعدونا ،نحن لم نأخذ موقفا سياسياً"، واضاف "نحن دعونا الى الحل السياسي في سوريا ومن البداية لمسنا من خلال لقاءاتنا مع الرئيس السوري بشار الاسد انه جاهز للاصلاح". واشار الى ان "هناك واقعا اسمه قرار على مستوى دول في العالم اميركي فرنسي وبريطاني وفي دول في المنطقة معروفة على راسها السعودية قطر تركيا ذاهبة لاسقاط النظام عسكريا، الطرف الاخر لا يريد اي تفاوض ولا يريد الحل السياسي".
هذا، واضاف السيد نصر الله: "نحن لم نذهب الى سوريا منذ بداية الازمة، بل تدخلنا في المناطق التي على الحدودنا مع لبنان، وعندما تطورت الحرب واضطر الجيش السوري الى ترك المنطقة، اهل المنطقة لجاؤا الينا". وقال السيد نصر الله إن "تدحرجنا في سوريا كان طبيعيا ومنطقياً وحزب الله وعوائل الشهداء يعتزون بشهدائهم، اما صورتي مع الامام السيد القائد هي قبل معركة القصير بسنتين، مؤكداً أن دخول حزب الله الى سوريا لم يكن بقرار ايراني بل بقرار ذاتي"، وأضاف "نحن قمنا بعمل استباقي لمنع الجماعات المسلحة في سوريا من السيطرة على الاماكن المحاذية"، لافتاً الى انه "لو سيطر المسلحون على المناطق الحدودية مع لبنان لكنا عرضة لعشرات السيارات المفخخة"، وقال "نحن ذهبنا الى سوريا للدفاع عن كل لبنان".
السيد نصر الله، كشف أنه تم العثور على 3 سيارات مفخخة معدة للارسال في النبك، وأكد انه "لا يوجد اي مقاتل من حزب الله في درعا، السويدا، القنيطرة، دير الزور، الحسكة، الرقة، شمال حلب، ادلب، اللاذقية وطرطوس"، وأضاف "الذي يقوم بعمليات في القلمون هم الجيش السوري وقوى الدفاع الوطني ومشاركة حزب الله متواضعة".
وتابع السيد نصر الله أنه "لا يوجد اي اسير حتى الآن من حزب الله في سوريا"، وقال "منذ بداية الاحداث في سوريا لم يصل عدد شهدائنا الى 200 كما تدعي بعض وسائل الاعلام وسقط لنا شهداء اقل مما كنا نتوقع". واعتبر أن "السعودية ما زالت مصرة على القتال حتى آخر طلقة ولا تستطيع ان تستوعب اي حل سياسي فهناك قرار سعودي لمحاولة تغيير الوقائع على الارض بسوريا حتى 22 كانون الثاني وسيفشلون"، واضاف "لا احد يقول بان الوضع بسوريا سيعود الى ما قبل العام 2011 والنظام جاهز ليقوم بالإصلاحات"، مشددا على انه "لا بد من حلّ سياسي يصنعه السوريون انفسهم، ولو كان النظام يستند الى القوة العسكرية فقط لما صمد 3 سنوات وهناك قاعدة شعبية كبيرة يستند اليها وبالتالي لا بد من حلّ سياسي".
وتابع السيد نصر الله أنه "منذ فترة كان هناك شماعة لدى الخصم اسمها تدخل حزب الله في سوريا"، متسائلاً "هل قبل تدخل الحزب في سوريا هل كانوا يعترفون بالحكومة؟، وقبل التدخل في سوريا كانوا يعتمدون على شماعة اسمها سلاح المقاومة". وأكد "لا الاتهام الاول حقيقي ولا الثاني حقيقي".

السيد نصرالله: الرابح من الاتفاق النووي شعوب المنطقة
الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله 

تفجيري طرابلس

في موضوع تفجيري طرابلس، اوضح السيد نصر الله بان حزب الله اول من ادان التفجيرين، وقال كنت "اشد حزنا من تفجيرات الرويس وبئر العبد وانه واضح ان هناك من يريد ان يأخذ البلد الى فتنة، مذكراً بالأصوات التي اتهمت حزب الله بتفجيري  طرابلس.
ولفت السيد نصر الله الى أن "بعض العلماء رفضوا هذه الاتهام وقالوا أن حزب الله ليس له علاقة وانا اشكرهم"، ورأى أن الاتهامات من اليوم الاول قبل التحقيق اتهموا النظام السوري، واضاف اتهم الشيخ سعد الدين الغريب، والغريب انه بعد توقيف اي شخص تذهب المعلومات الى الاعلام من قبل جهاز امني، وبعدها اعتقلوا الشيخ هاشم منقارة، الهدف هو اذلال كل حلفاءنا، بعدها اتهم علي عيد ما فهمناه ان هناك اتهاما لسائق عيد فهل يتهم علي عيد بالتفجيرين؟". 
وأضاف "هل احد تعرض لأهل الانتحاريين في تفجير السفارة الايرانية؟ الا يوجد اولياء دم؟"، وكشف السيد نصر الله ان "المديرية العامة لقوى الامن الداخلي وعلى مدى سنوات تدفع معاشات للمجموعات المسلحة ولنقل السلاح، فاذا كانت من ميزانية الدولة فتلك مصيبة". وقال ان "الاهم في موضوع طرابلس هو الذهاب الى الحل عبر الدولة وتشكيل خلية ازمة وطاولة حوار لكل اطراف القضية".

الحكومة اللبنانية

في الموضوع الحكومي، أكد السيد نصرالله أن "الفريق الاخر موافق على حكومة الـ 9 9 6 لكن السعودية قالت لهم لا تشكلوا حكومة بل انتظروا"، معتبراً ان الذي ضغط على الرئيس ميقاتي هو من اسقط الحكومة وهو من يدفع نحو الفراغ. وأضاف السيد نصر الله ان "حزب الله  مع اجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده"، وقال "انا مع فكرة ان يتبنى فريقنا مرشحاً واضحاً للانتخابات الرئاسية ونعمل له من اجل ايصال المرشح الى رئاسة الجمهورية، ونحن بشكل دائم مع انعقاد طاولة الحوار لان لا مناص للبنانيين الا الحوار".

حادثة الجامعة اليسوعية

وفي حادثة الجامعة اليسوعية، اكد السيد نصر الله ان "حزب الله لم يدفع اي قرش لاي طالب كي يتسجل في الجامعة اليسوعية"، لافتاً الى ان الحزب يعطي مساعدات للذين يتسجلون في الجامعة اللبنانية لانهم فقراء. 
وقال السيد نصر الله أن احساسي في الجامعة اليسوعية انهم لا يطلقون النار علينا بل على العماد عون، ودعا الى "الذهاب والتفتيش عمن  كتب الشعار ضد احد الرموز، واذا كان من كتب الشعارات من حزب الله فأتعهد بتسليمه لمحاكمته". واعتبر السيد نصر الله فشل كل فريق 14 آذار في الجامعة اليسوعية هو نتيجة فشل خياراتهم السياسية في المنطقة.
وأكد 
السيد نصر الله "نحن مع دولة حقيقة وشراكة حقيقية ومع نهائية الكيان، كما اعلن سماحة الامام السيد موسى الصدر"، ودعا جمهور حزب الله بأن لا يقوموا باي ردة فعل في الشارع إذا تم الإستهزاء بالسيد عبر وسائل الإعلام بل الذهاب الى القضاء.


وهنا النص الحرفي لمقابلة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مع قناة أو تي في ضمن برنامج "بلا حصانة":

س: البعض يقول إن هناك مشهداً إقليمياً جديداً هو انعكاس لمشهد دولي جديد، وسينعكس على مشهد لبنان الجديد، عنوانه الاتفاق بين إيران والغرب حول الملف النووي. بتقدير سماحة السيد ماذا يعني هذا الاتفاق وما هي مضامينه؟

ج: ليس هناك شك بأن هذا الاتفاق، الذي هو حتى الآن مرحلي ومؤقت، له آثار وتداعيات كبيرة جداً ومهمة جداً. خلال الأيام القليلة الماضية كُتب الكثير وقيل الكثير عن الرابح والخاسر، عن الآثار، عن النتائج، عن التداعيات، عن مضمون الاتفاق، عن الآفاق التي يمكن أن تفتح نتيجة هذا الاتفاق. لكن أنا في البداية أود أن أقول إن الرابح الأول هو شعوب المنطقة، شعوب منطقتنا عموماً، سواء منطقة الخليج أو منطقة الشرق الاوسط، كل هذه المنطقة، لسبب بسيط وهو أن هناك جهات إقليمية ودولية كانت تدفع خلال كل السنوات الماضية باتجاه خيار الحرب مع إيران، وخيار الحرب مع إيران ليس خياراً بسيطاً ولا سهلاً، لأن إيران ليست دولة صغيرة أو ضعيفة أو معزولة. هذا الخيار، خيار الحرب كان يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة على كل المنطقة، أول نتائج هذا الاتفاق أو هذا التفاهم هو – "بدي كون كتير واقعي" – أنا لا أقول إنه ألغى خيار الحرب نهائياً، إنما أستطيع أن أقول إنه دفعه إلى مدى بعيد. حتى الحرب الإسرائيلية على إيران، أنا لا أصدق ولا أعتقد ـ وهذا فيه دائما نقاش فكري سياسي ـ أنا لا أعتقد أن اسرائيل يمكن أن تقدم على خطوة قصف المنشآت النووية في إيران بدون ضوء أخضر أميركي، لا يمكن. أما بالحرب النفسية، نتنياهو يحكي ما يريد. بالوقائع ـ أنا  أتوقع ـ الأمور مختلفة. أنا برأيي أن الرابح الأكبر هو شعوب المنطقة من خلال استبعاد خيار الحرب

وثانياً فتح أبواب العالم كي "تحكي مع بعضها"، تفتش على تفاهمات ومعالجات ومسؤوليات للملفات المختلفة حيث يمكن ذلك.

وثالثاً ـ وهو المهم جداً جداً ـ أن النقاش الذي حصل، والاتفاق الذي أنتجه الحوار مع دول الـ 5+1 ـ وقبله الذي صار في الملف الكيميائي السوري ـ كرّس واقعاً دولياً جديداً اسمه "تعدد الأقطاب". لم يعد هناك شيء اسمه دولة واحدة تحكم العالم، تقرّر، تحسم، وتأخذ العالم باتجاه معين. هناك مجموعة دول ـ حتى ليس مجرد قطبين ـ هناك مجموعة دول، مثلا هم 5+1، لماذا المانيا معهم؟ ذهاباً بالعالم إلى قيادة متعددة الأقطاب، هذا يفتح الآفاق كثيراً، يمنع الهيمنة والاستبداد الدولي والعالمي، يفتح باباً لمناورات، يعطي هوامش، ممكن الاستعانة بهذا القطب في مقابل هذا القطب، هذه الأقطاب فيما بينها يوجد مصالح مشتركة، يوجد تناقضات، هذا يعطي فسحة لدول وشعوب العالم الثالث، لأزمات المنطقة أن تبحث عن حلول.

س: أمريكا ماذا ربحت من هذا الاتفاق الذي تعتبره سماحتك لمصلحة شعوب المنطقة؟

ج: هناك تحولات مهمة جداً حصلت في المنطقة والعالم فيما يعني السياسات الأميركية والإدارة الاميركية، "بين هلالين" هناك كثير كتبوا من الغاضبين، المحبون نتناقش معهم، الغاضبون ليسوا على جهوزية للسماع، يعني مع العلم أن الاتفاق مرحلي وهناك مسار طويل للنقاش، مع العلم هو بين إيران و5+1، يعني مع المجتمع الدولي، وسارعوا إلى القول إنه بين الولي الفقيه والشيطان الأكبر، والمسألة ليست كذلك.

الأميركيون في نهاية المطاف بعد العام 2000 والسنوات اللاحقة، يعني من خلال إدارة المحافظين الجدد وإدارة جورج بوش، ذهبوا إلى حروب كبرى في المنطقة، كان لديهم مشاريع، منها مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي سقط، وخاضوا حروباً مباشرة كما في أفغانستان وفي العراق وغير مباشرة كما في لبنان وغزة ويخوضونها الآن في أكثر من بلد، منها سورية. حسناً، كل هذه الحروب فشلت، الحرب في العراق فشلت في وضع العراق تحت الهيمنة الاميركية، وهنا الأسباب أصبحت وضعاً آخر، في أفغانستان وصل الأمر إلى طريق مسدود، حزب لبنان وحرب غزة فشلت في أن تنجز مشروعها "الشرق الاوسط الجديد"  كما أرادت السيدة كونداليزا رايس، حتى الآن فشلوا في سورية في إسقاط النظام والهيمنة على سورية، في أماكن اخرى فيما يتعلق بإيران، العقوبات، وأنا لا أقول إن العقوبات لم تؤذِ الإيرانيين، بل هي آذت الإيرانيين وآذت اقتصادهم، لكن هناك صمود وإرادة شعبية ووعي وطني ووحدة وطنية وتمسّك مطلق بالحقوق الوطنية، حسناً، لم يستطيعوا أن يسقطوا النظام في إيران ولم يستطيعوا أن يضعفوا إيران ولم يستطيعوا أن يعزلوها ولم يستطيعوا أن يركّعوها، وهذه كلها معطيات. بالمقابل الوضع المالي والاقتصادي في الولايات المتحدة الاميركية  وفي الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، واليوم في الإتحاد الاوروبي معروف أن ألمانيا هي من تدعم الاتحاد الاوروبي، الآن إذا اتخذ الألماني قراراً بالخروج من الاتحاد، يوجد دول بأكملها في هذا الاتحاد "تفرط". إذاً، هناك  واقع دولي جديد، واقع أميركي جديد، أميركا اليوم وإدارة أوباما، وعدت بالخروج من الحروب، وأوباما صريح، فهو يتحدث عن ذلك، وجون كيري والرأي العام الأميركي، يقولون جميعاً إن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد حروباً، ليس لأن ماهيّتها تغيرت، بل لأن ظروفها هي من تغيرت، وماهيتها أيضاً، من بضعة أيام رئيس أركان الجيوش الاميركية يقول إن مقدراتنا الذاتية العسكرية لقواتنا هي في أدنى مستوياتها منذ عقود من الزمن، وهذا طبيعي لأنه خاض مجموعة من الحروب الفاشلة،  وكانت نتيجتها خسائر ضخمة، وبالنهاية الوضع الإقتصادي والمالي تأثر يالحروب وأثّر على قدرات الجيش. حسناً، وصل الأميركيون إلى مكان يعكس وضعهم الجديد. بالمقابل هذه هي إيران، العقوبات لم تسقطها ولم تضعفها ولم تهزّها وهي جاهزة للتفاهم بالموضوع النووي منذ مدة طويلة، هذا ليس أول تعليق لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 %، في آخر ولاية سماحة السيد خاتمي، عندما كان رئيساً للجمهورية الإسلامية في السنتين الأخيرتين علّق كل التخصيب، وليس ل 20 % فقط، لكنّ المحافظين الجدد وإدارة بوش لم تكن جاهزة  لأي  معالجة لهذا الملف. اليوم وصل الأميركيون (إلى قناعة) ـ وباستطاعتك أن تقرأ جيداً، وأنا أدعو لقراءة دقيقة للمؤتمر الصحفي لجون كيري بعد الإعلان عن الاتفاق، لأن كيري قام بشرح الموضوع وهو يخاطب بذلك الشعب الاميركي، ولم يكن يخاطب العرب والشعوب العربية، كان واضحاً جداً أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد أن تذهب إلى حرب، هي تعبت من الحروب وهي لا تريد أي حروب جديدة، حسناً، إذا هي لم تكن تمانع أن تفتح أبواباً للتفاهم، فكان الملف النووي الذي فُتح الباب من خلاله للتفاهم مع إيران، وتفاوضوا على الموضوع النووي، والذي من خلاله تم التوصل إلى اتفاق مؤقت له ظروف الفشل الأميركي والأوروبي في المنطقة، والذي يقول عكس ذلك فليقُل لنا أين ربح الأميركي حتى الآن ؟

س: الأميركي قال إننا لم نبحث إلا في الموضوع النووي مع إيران ورفضنا البحث بأي ملفات أخرى، هل هذا الأمر صحيح؟

ج: أنا معلوماتي أن الأميركيين كانوا يرغبون بفتح ملفات أخرى في عرض الملف النووي، وهذا كان مطلب قديم، ودائما كان النقاش بين الإيرانيين والأميركيين بالواسطة، سواء من طريق السويسرييين أو من طريق العمانيين أو من طريق العراقيين، بالنهاية باستطاعتهم أن يجدوا الكثير من الأصدقاء المشتركين، كانت المنهجية "على طول" خلاف بالمنهجية، الإيراني يريد أن يناقش في ملفه، والأميركي كان يريد أن يأتي بكل الملفات إلى الطاولة. ليس من مصلحة الإيراني أن تأتي كل الملفات على الطاولة، فمصلحته ـ بمعزل عن موقفه المبدئي ـ أن هناك ملفاً في البداية يعنيه بشكل مباشر وهو حقه الطبيعي، وهم لم يطلبوا شيئاً من الأميركيين، شيئاً من جيب الأميركيين، الإيراني يطالب بحقوقه الطبيعية، بل أحياناً بالحد الأدنى من حقوقه الطبيعية، هذا الملف عالِجوه  ونأتي لاحقا لمعالجة أي ملف من الملفات الأخرى، ضمن أي إطار.



أنا معلوماتي أن الإيرانيين هم الذين أصروا على أن يكون موضوع النقاش والتفاهم هو فقط التفاهم النووي الإيراني وتأجيل أي نقاش في الملفات الأخرى.

س: رغم ذلك يتوقع بعض المسؤولين الايرانيين أن يكون هناك اتفاق شامل خلال السنة، حسنا سماحتك هل ترى، ورأينا خطوات من نوع نزع بعض الشعارات المعادية،  قرأنا خبراً عن إنشاء غرفة تجارة ايرانية اميركية " لا اعرف إلى أي مدى هذا الخبر صحيح"، ولكن هل ترى بأن هذين الطرفين الايراني والاميركي بالإمكان أن يذهبا الى التطبيع؟ وهذا التطبيع كيف ينعكس على كل المنطقة وملفاتها؟

ج: نعود قليلا إلى الخلف، ثم نعود لاحقاً إلى التطبيع، إذا عدنا إلى المبادئ، حتى من زمن الإمام الخميني "رضوان الله عليه"، وبعده سماحة الإمام الخامنئي "حفظه الله"، خطاب القيادة الايرانية كان دائما يقول: نحن مشكلتنا مع الاميركيين مشكلة تختلف عن تلك التي مع الإسرائيليين ، المشكلة مع الإسرائيلي أنه هذا كيان مغتصب وغير شرعي، موجود بالفرض على فلسطين وشعب فلسطين، لذلك الموقف الايراني بموضوع إسرائيل هو موضوع حاسم ولم يتغير لحظة واحدة، من تأسيس الجمهورية الإسلامية  إلى اليوم.  في الموضوع الأميركي كان الأميركيون دائما يقولون: في اليوم الذي يعترف به الأميركيون بحقوقنا، والذي يتعاطى به الاميركيون معنا باحترام، واليوم الذي يقوم به الأميركيون بالتفاوض معنا بالند للند، واليوم الذي يكون به الاميركيون أن يعطوا شعوب هذه المنطقة حقوقها وأن يتخلوا عن هيمنتهم وحقوقهم واستكبارهم وحروبهم واستئثارهم، نحن جاهزون أن نتكلم معهم، بالمباشر أو غير المباشر، والأطراف التي معها معلومات ومواكبة للموضوع تعلم أنه هذه ليست أول مرة. مثلاً بالملف الأفغاني كان يوجد شيء شبيه لهذا، 5+2+1 كان دول دائمة العضوية ودول أخرى أيضاً، باكستان على ما أظن والهند و +1 ايران، وكان الأميركيون موجودين على الطاولة، وكان هناك حديث مباشر حول الوضع الافغاني. حسناً، وفي ملفات أخرى كالملف النووي الايراني "من زمان" يوجد تفاوض مع ال5+1 والأميركيون موجودون في إطار الـ 5+1.

إذا بالحقيقة وبالآليات لا يوجد شيء جديد، نعم يوجد تحوّل عند الأميركيين، أنا رأيي أن الايراني ما زال على الموقف الذي كان عليه، والتحول كان من جهة الاميركيين، الاميركي عندما يأتي وهو جاهز بالملف النووي يبدأ يعترف، أو عمليا يعترف بالحقوق النووية لايران، وهو يطلب مثلا ضمانات، وايران جاهزة ان تعطي ضمانات ليس فقط للاميركيين بل لكل العالم فيما يتعلق بالسلاح النووي، وهنا نلاحظ اننا نتقدم.

هل نذهب الى التطبيع؟ أنا رأيي انه من المبكر الحديث عن التطبيع، لانه هذا واحد من الملفات العالقة بين الجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة الاميركية، سواء تعني ايران أو تعني ملفات المنطقة، لذلك أنا لا اعتقد أن الأمور ستذهب الى التطبيع في وقت قريب، أو في المدى المنظور.

س: لكن رآينا بشكل سريع جولة خليجية مثلا للوزير الخارجية الايراني،  أليس ذلك بداية تطبيع، على الأقل خليجياً؟

ج: ايران كانت دائما حريصة على طمأنة جيرانها، وهي لم تقطع ولا يوم من الايام هذه العلاقات، كانت دائما تقوم الزيارات وتفتح حوار وجاهزة للتفاهم، وجاهزة للطمأنة وجاهزة لتقديم الضمانات، دائما كانت كذلك. يوجد مشكلة عند الطرف الآخر، مشكلة منذ العام 1979، منذ قيام الجمهورية  الاسلامية في ايران، لأن الشاه الذي كان، كان حليفا للاميركيين. هم تعاطوا منذ اللحظة الأولى، وخصوصا المملكة العربية السعودية، تعاطت منذ اللحظة الأولى مع الامام الخميني ومع الدولة الفتية على انها عدو، وهذا ليس كلاما جديدا،&
2013-12-03