ارشيف من :نقاط على الحروف

خطاب المعلم في مونترو: معركة الصورة واللغة

خطاب المعلم في مونترو: معركة الصورة واللغة

إذا كان مؤتمر جنيف 2 هو مؤتمر الصورة فيبدو واضحا ان الوفد الرسمي السوري برئاسة الوزير المعلم سجل نقاطا  في معركة الصورة واللغة.
استطاع المعلم من خلال كلمته ان يفرض خطابه على الحضور داخل القاعة وعلى جمهور الشاشات. تعاطى  المعلم مع  منبر جنيف 2 كوسيلة او فرصة لطرح رواية الدولة السورية لما جرى في سوريا منذ حوالى ثلاث سنوات. جمع في خطابه ما يلائم الجمهور العربي من خلال كلام وجداني يلامس الشعور العربي اضافة الى توجهه للمجتمع الغربي عندما حذر من خطر الارهاب العالمي وتذكيره باحداث 11 ايلول وجنسية الارهابيين التكفيريين.

بدا المعلم في موقع الهجوم. لم يترك اي كلمة ترد يستشف منها انه في موقع المتهم او المدافع. لم يتردد في الكلام عن دول عربية تشارك بسفك الدماء السورية. سمى الوهابية دون مواربة وحمل الفكر الوهابي مسؤولية التخلف في العالم العربي. لم يقدم اي التزام بالسياسة لم يتراجع عن موقف سابق. لم يطلق اي تعهد مستقبلي. اكد على نية سوريا مواصلة خارطة الطريق الخاصة به ما  تقوم به . باختصار لا يمكن للكلمة ان يبنى عليها لمطالبة سوريا بأي شىء.

بدا المعلم مرتاحا من حيث الشكل والمضمون نظرا لخبرته الواسعة في مجال الدبلوماسيىة. اتقانه للغة الانكليزية ساعداه لفرض رغبته في اكمال كلمته على الرغم من اعتراض الامين العام للامم المتحدة . لم يكن الامر عابرا . بدا المعلم اقوى في اصراره على مواصلة الكلام. اراد ان يوصل رسالة مفادها ان كلمة الوفد السوري هي العليا. ولن يسمح الوفد بالزامه باي شيء حتى ولو كان مدة الكلمة. بدا فيلتمان وهو عضو في وفد الامم المتحدة منزعجا من الموضوع. يدرك الاميركيون اهمية هذه الجوانب. وحده بان كي مون ظهر وكأنه لا حيلة له ولا قدرة على ضبط الجلسة وفرض القواعد التي اعلنها في بداية المؤتمر.

خطاب المعلم في مونترو: معركة الصورة واللغة

ثقة المعلم ظهرت بقوة عندما توجه الى وزير الخارجية الاميركي. سماه بالاسم قال له بشكل مباشر وواضح ليست الولايات المتحدة الاميركية من يملك حق تقرير مصير الشعب السوري. وبذكاء لا يخلو من دهاء انهى المعلم كلمته عندما اراد هو وبطريقة وباسلوب اربكا بان كي مون الذي بدا مصدوما!.

بالمقابل كان رئيس الائتلاف السوري المعارض، أحمد الجربا مربكا. تمسكه بجهاز الترجمة اظهر عجزه عن المناورة وهذا مشهد ملازم للجربا في كل المؤتمرات الصحفية في الدول الغربية حيث يبدو غير مرتاح عند استخدامه لجهاز الترجمة.

أخطأ في قراءة الكثير من الكلمات حتى رقم قرار صادر عن مجلس الامن. قلة خبرته تكشفت من خلال عدم وضوح الكثير من الجمل التي تلاها. بدا كتلميذ "يكرر ما تم تلقينه اياه " دون ايمان او تصديق. حتى عندما اراد عرض احدى الصور  كوسيلة ايضاح لاثبات  فكرة من افكاره لم يحسن استخدامها. رفعها بسرعة غير المتمرس فلم تستطع الكاميرا  التقاطها ولا شاهدها الحضور داخل القاعة. التزم الجربا الوقت.  لم تكن المشاغبة الجرباوية واردة.

حتى معركة الصورة والخطاب تتأثر بموازين القوى ولا شك انها لمصلحة الدولة السورية.
2014-01-22