ارشيف من :نقاط على الحروف

’أل.بي.سي’.. مرسال ’اسرائيل’ للمقاومة

’أل.بي.سي’.. مرسال ’اسرائيل’ للمقاومة

"التلفزيون اللبناني أجرى مقابلة نادرة وغير مسبوقة مع قائد سلاح الجو في قاعدة رامات دايفيد". هكذا تبدو صحيفة "يديعوت أحرنوت" الاسرائيلية مبتهجة في وصف ما أقدمت عليه قناة الـ"أل بي سي" اللبنانية، معتبرةً أن "ما قامت به هذه المؤسسة هو تبليغ رسالة من الجيش الاسرائيلي الى كل من حزب الله وسوريا".

"سقطة" الـ"أم.تي.في" منذ مدّة باستسقاء مصدر لخبرها من قبل العدو الاسرائيلي مباشرة (الذي لم يواجه من قبل المعنيين بأي رد فعل) فتح شهية زميلتها الـ"أل.بي.سي" على التمادي أكثر في خرق القوانين اللبنانية.

ذهبت القناة المذكورة بعيداً في التطبيع مع العدو الاسرائيلي. فبات لزاماً على المشاهد أن يتقبّل الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي متحدّثاً على شاشة لبنانية. يشرح لنا المتحدّث كيف أن "نحو مئتي قرية في جنوب لبنان حوّلها حزب الله الى أماكن لتخزين وسائل قتالية ليوجهها الى العمق الاسرائيلي". ويهدد أيضاً "لا يمكن أن يسمح جيش الدفاع الاسرائيلي لعناصر حزب الله أن يطلقوا من هناك عملياتهم التخريبية بكل سهولة".

اذا هو "جيش الدفاع الاسرائيلي" وليس العدو. وهي عمليات حزب الله "التخريبية" وليست المُقاوِمة. وهي "اسرائيل" وليست فلسطين المحتلة. مصطلحات لم تسقط سهواً في تقرير مراسلة "المؤسسة اللبنانية للارسال" آمال شحادة من حيفا، بل هي امتداد لثقافة "التطبيع مع العدو" التي أُريد لها أن تبدأ من خلال المؤسسات الاعلامية.



خطت قدما المراسلة بوقاحة القاعدة العسكرية الجوية الاسرائيلية "رامات دايفيد" حيث أجرت مقابلة أخرى مع قائدها، فكانت أداةً استخدمها العدو لايصال رسالة الى المقاومة في لبنان. هذا ما أكدته صحيفة "يديعوت أحرنوت" التي وصفت المقابلة بـ"النادرة".

الرسالة التي قالت وسائل الاعلام الاسرائيلية إن جيش العدو نقلها عبر "المؤسسة اللبنانية للارسال"، تضمنت بحسب هذه الوسائل "تحذيراً" للمقاومة. فذكرت "القناة العاشرة" في تلفزيون العدو أنه "بعد ما لا يقل عن خمسة هجمات نفذها الجيش الإسرائيلي في سوريا وفق تقارير أجنبية، انتقل الجيش الإسرائيلي الى أسلوب جديد يعتمد الحرب النفسية عبر توجيه رسائل الى سوريا وحزب الله ولبنان من خلال دعوة شبكة التلفزيون اللبنانينة أل بي سي، المحسوبة على معسكر 14 آذار، الذي يعارض حزب الله والرئيس السوري بشار الأسد، الى داخل قاعدة رامات ديفيد الجوية". دائماً بحسب اعلام العدو.

لا يخفى على أحد أن وجود الـ"ال بي سي" في قاعدة عسكرية معادية -قد تكون في أي لحظة مصدر نيران قاتلة لأطفال لبنان وشعبه- هو مخالف لأخلاقيات المهنة والمسؤولية الوطنية التي من المفترض ان تتحلى بها الوسائل الاعلامية بالدرجة الأولى. وأمام استمرار خرق القانون اللبناني من خلال التعاون الواضح مع كيان معادٍ، تقع المسؤولية على القيّمين على وزارة الاعلام والقضاء والقانون في لبنان. مسؤولية بات لزاماً على ما بقي من الدولة اللبنانية أن تتحملّها، قبل أن يتحفنا اعلامنا المتحوّل الى "مرسال" من العدو الى المقاومة، ذات يوم بنظرية "احتلال لبنان لأراضي اسرائيل، وتهجير شعبها وارتكاب المجازر بحق أطفالها".

_______________________________________________________________

بيان الـLBCI:


أقرت المؤسسة اللبنانية للارسال LBCI بأنّها وقعت في فخّ جيش العدو "الإسرائيلي" في تقريرها الذي اجرته داخل "قاعدة جوية اسرائيلية"، واعتذرت من مشاهديها على هذه السقطة، وذلك بعد سلسلة الادانات والاستنكارات والجدل الذي اثاره هذا التقرير.

وفي بيان لها أكدت LBCI ان التزامها بمقاطعة "إسرائيل" هو التزام تامّ ومبدئيّ نابع من قناعة ذاتيّة، قبل أن يكون نابعاً من الحرص على الالتزام بالقوانين اللبنانية، مشيرة الى انها لن تسمح باستخدام شاشتها للتحريض "الإسرائيلي" ضدّ لبنان. وانها "لن تكون حتماً صندوق بريد للجيش الإسرائيلي أو لأيّ عدوّ آخر يتربّص بالأراضي اللبنانية".

أمّا بخصوص التقرير الأخير الذي أثار جدلاً واسعاً، فقد أقرت الـ LBCI أنّها وقعت حقاً في فخّ الجيش الإسرائيلي خلال إعدادها للتقرير، حتّى ظنّ الأخير أنّ بإمكانه استخدام شاشة لبنانية لأغراضه. وابدت اعتذارها من مشاهديها على هذه السقطة التي نتجت - بحسب تعبيرها- عن سوء تفاهم وسوء تقدير وليس عن نيّة، لا سمح الله، بالتواطؤ مع الجيش الذي ارتكب الفظائع في لبنان، ناهيك بارتكاباته ضدّ الشعب الفلسطيني، ولا يزال يحتلّ أرضاً لبنانيّة، ولا يزال سلاح جوّه بالذات ينتهك السيادة اللبنانيّة.


2014-01-24