ارشيف من :نقاط على الحروف

السعودية تغرق في سمّ فتاويها

السعودية تغرق في سمّ فتاويها
مروان حجازي

 بدأ الشارع السعودي منذ فترة بإثارة موضوع ذهاب الشباب السعودي الى سوريا للقتال، حيث بات هذا الموضوع الخبز اليومي للسعوديين الذين يستيقظون كل يوم على أخبار تنشر عدد القتلى السعوديين خصوصاً بعد انقسام المقاتلين السعوديين بين موالٍ لداعش وآخرين لجبهة النصرة، فأصبح بعضهم يقتل بعضاً! وبدأت التساؤلات تطرح عن جدوى تلك المشاركة في الحرب الدائرة هناك اضافة الى مشاركة السعوديين في الحروب العبثية التي لا تعنيهم حسب وصفهم.

ويقول احد السعوديين "إذا لم نتعظ بعد ما مرّ بنا من تهافت أبنائنا على حروب طائفية، وأخرى بالوكالة عن مصالح دول كبرى، منذ أفغانستان مروراً بالشيشان والعراق، وصولاً إلى سورية، فحينئذ ينطبق علينا قوله تعالى:" أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون"، فهل نتوب وندكر، فنجتمع على كلمة سواء ضد أولئك المحرضين الذين يلبسون جلود الضأن من اللين، وقلوبهم قلوب الذئاب؟".
 
هذا الأمر انعكس على الصحافة السعودية، وأثارت العديد من الصحف الموضوع والمبنى الفقهي التي اعتمد عليه الكثير من مصدري فتاوى الجهاد. وكتب عبد الفراج الشريف في صحيفة المدينة مقالاً وصف فيه اصحاب فتاوى الجهاد هؤلاء بـ"العابثين بقيم الدين". وتحت عنوان "يكفينا خسارة لشبابنا المستغلين كأدوات في ايدي مثيري الفتنة والشرذمة"، نشرت صحيفة عكاظ مقالاً تحدث فيه كاتبه عن وجود اكثر من 1500 حساب على مواقع التواصل الاجتماعي لأشخاص هدفهم تحريض الشباب السعودي على الذهاب للقتال في سوريا.

السعودية تغرق في سمّ فتاويها

وفي صحيفة الرياض كتب عبد الرحمن عبد العزيز آل الشيخ مقالاً، هاجم فيه المشايخ الذين يحرضون الشباب السعودي، واصفاً اياهم بـ"المحرضين الذين ارتوت حساباتهم ومحافظهم من تجارة الوعظ والإرشاد والدموع المزيفة التي تسوق لفكر الجهاد والتكفير"، وأضاف "هؤلاء هم من ظهرت على وجوههم وعلى مظاهرهم علامات الثروة من المتاجرة بعبارات الدين والجهاد والتلاعب بعواطف الأبرياء من الشباب طيلة عقود طويلة فرأينا أن لهم في كل محفل رأياً.. وفي كل قضية لهم حضوراً .. وفي كل مشكلة لهم أنفاً حتى لو لم يكن لها علاقة بالدين.. منحوا أنفسهم حق الوصاية على خلق الله في كل شؤون الناس فأسسوا لهم حضوراً مزيفاً وحظوة اجتماعية كاذبة خادعة منافقة كان مردودها لهم الثروة والشهرة ليس إلا!!".

وفي صحيفة عكاظ كتب الشيخ علي فهد الجعيدي (مركز الدعوة والتوعية السعودي): "الى متى سيبقى شبان في عمر الزهور الغضة.. يحملون أنفسهم وذواتهم، بما تيسر لهم من عتاد قليل، يتحايلون على الأجهزة المعنية ويخرجون عبر الحدود باتجاه مواقع القتال في الشام والعراق وغيرهما من الأماكن المتأججة بصراعات طائفية ومذهبية لا هم لها غير السلطة، وهناك يتفاجأون بأن ما قدموا إليه ليس جهادا، بل هو تطرف وفكر مريض غير عاقل، قوامه التكفير والتهجير والسيطرة، ويجدون أنفسهم ليسوا سوى طعم يستغله المتطرفون بوضعهم في الصفوف الأمامية للتفجير والانتحار باسم الدين الإسلامي".

كل هذه التساؤلات حول ذهاب الشباب السعودي للقتال في سوريا التي بدأت تبرز الى العلن وتتناولتها الصحافة السعودية بشكل لافت في الفترة الأخيرة من عدة ابواب وتركيزها على الجانب الإنساني ومعاناة اهالي الشبان السعوديين الذين ذهبوا للقتال في سوريا، لم تأتِ من فراغ خصوصاً في بلد كالسعودية التي من المعروف أن الصحافة فيها هي لسان حال السلطة التي بدأت تستشعر الخطر الذي باتت تشكله هذه الظاهرة على الحكم في السعودية في حال عودة اولئك الشباب الى المملكة محمّلين بالمزيد من الأفكار المتطرفة التي تكفر كل من يخالف افكارها وتستبيح دمه.

السؤال الآن: هل بدأ ينقلب السحر على الساحر بعد تبدل الأوضاع السياسة في المنطقة وشعور المملكة بأنها تركت وحيدة تواجه قدرها مع المجموعات الإرهابية التي مولتها وحضنتها؟ وهل سينطبق المثل القائل إن طابخ السم أكله على المملكة وإن طال الاجل؟ وهل بدأت المملكة تتذوق مرارة طعمه؟
2014-01-27