ارشيف من :نقاط على الحروف

التكفيريون لا يشكلون خطراً على لبنان

التكفيريون لا يشكلون خطراً على لبنان

لم يحتمل رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري أن يكمل سماع التسجيل الذي أعلن فيه المدعو "أبو سياف الأنصاري" تمدد الدولة الإسلامية في العراق والشام الى لبنان من بوابة "طرابلس الشام". الحريري الذي أمضى ويمضي معظم أوقاته في ربوع المملكة العربية السعودية حاضنة الوهابية، اعتبر أن ما جاء في هذا التسجيل والبيان الرابع الذي صدر عن جبهة النصرة في لبنان مصطلحات بعيدة كل البعد عن ثقافته ومشروع الاعتدال الذي يتبناه . سارع الحريري إلى الايعاز لمكتبه الإعلامي للرد على تسجيل داعش وبيان النصرة فحذر رئيس كتلة الاعتدال في لبنان "اللبنانيين عموماً والسنة خصوصاً من هذه الدعوات التي تطلب زجّ لبنان في حروب مرفوضة ومدانة"، مؤكداً "أن اللبنانيين وأبناء الطائفة السنية منهم، يرفضون أن يكونوا جزء من أي حرب في لبنان أو المنطقة...كما يرفضون أن يصبح المدنيون في أي منطقة من لبنان هدفاً لهذه الحرب المجنونة وتداعياتها الخطيرة على الوحدة الوطنية والإسلامية".

التكفيريون لا يشكلون خطراً على لبنان

اعتاد اللبنانيون على هذه الحماسة الإعلامية المستقبلية التي يحاول من خلالها الحريري ستر عيوبه وإخفاء قبائح ما جنت يداه. لكن رئيس التيار الازرق لا يستطيع أن يجمل صورته وتياره السياسي ببضع كلماتٍ تتصدر العنوان العريض لعدد اليوم التالي في جريدة المستقبل، هذا العدد نفسه ينضح بكلمات وتصريحات ومصطلحات طائفية قبيحة. الكلمات المنمقة في بيانات الحريري لا يمكنها أن تصم آذان اللبنانيين وتعمي أبصارهم عن المادة الفتنوية التي يقدمها تلفزيون الحريري يومياً. فإذا كان كل هذا من باب "الحرية الإعلامية"  فهل يستطيع الحريري أن يتبرأ من نواب كتلته وتصريحاتهم؟؟

ربما أغفل سعد الحريري الذي يعتبر أن سلاح المقاومة هو سبب الفتنة في لبنان، أن في كتلته النيابية "صاروخاً طائفياً" اسمه خالد الضاهر لا يختلف في بيانه وكلامه عن أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة . لعل غيبة الحريري الطويلة عن اجتماعات كتلته جعلته ينسى أن ملائكة أمير داعش أبي بكر البغدادي حاضرة دائماً في اجتماعات كتلته في بيت الوسط من خلال معين المرعبي وأبو العبد كبارة.

كان يجدر بالحريري قبل تبنيه للنظرية العبقرية التي تعتبر جبهة النصرة وداعش من صنيعة النظام السوري، أن يصدر تعميماً داخلياً يمنع فيه موظفيه وإعلامييه ونوابه ومشايخه من أن يقولوا ويفتوا ما يتناغم ويتطابق مع ما تقول وتفتي جبهة النصرة وداعش. فكيف يستوي ما جاء في بيان الحريري مع الذي قاله عضو كتلة المستقبل خالد الضاهر بالأمس؟ أيهما يصدق  اللبنانيون بياناً يتيماً صادراً عن رئيس كتلة المستقبل أم عشرات البيانات والتصريحات التي تصدر يومياً عن ماكينة الحريري الإعلامية والسياسية؟

هل يقتنع اللبنانيون بأن الحريري الابن يريد العدالة في قضية اغتيال والده ، فيما يجاهر نوابه بالدفاع عن مجرمٍ كعمر الأطرش قتل الأطفال والمدنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت؟ "خذوا أسرارهم من صغارهم" هي القاعدة الذهبية في التعامل مع تيار المستقبل، فخالد الضاهر هو الوجه الحقيقي لتيار "الاعتدال"، فما قام به الضاهر بالأمس ليس غريباً عن تيار المستقبل، فالدفاع عن المجرمين والإرهابيين ومنع القوى الأمنية من اعتقالهم، أو الضغط عليها لإطلاق سراحهم عبر الاعتصامات وتسكير الطرقات بالإطارات المشتعلة هو حقيقة تيار المستقبل وكل ما عدا ذلك هو نفاق، لأن "حزب الله هو الخطر الحقيقي على لبنان وليس التكفيريين" بحسب ما جاء على لسان خالد الضاهر في حديث ادلى به مؤخرا  لإذاعة لبنان الحر.
2014-02-01