ارشيف من :نقاط على الحروف

حلفاء القاعدة!

حلفاء القاعدة!

حمزة الأمين

لا يجد "أصدقاء" ما يسمى بـ "الثورة السورية" مخرجاً لتورطهم في دماء الشعب السوري سوى اللجوء إلى خلق علاقة ما بين النظام والمجموعات الإرهابية المتطرفة. وكان الرئيس سعد الحريري آخر من أتحفنا بهذه النكتة منذ أيام، إذ ثبت لديه بالدليل القاطع ارتباط هذه المجموعات "بالنظام القاتل" وأنها "تهدف لنقل الحريق الى لبنان خدمة لهذا النظام وهي بهذا المعنى تلتقي مع حرب حزب الله في سوريا دفاعا عن نظام الأسد".

إن إخفاء حلفاء الإرهاب في لبنان والمنطقة لعلاقتهم بالتنظيمات الإرهابية (وإن كان الأمر مفضوحاً) مرده ليس فقط إلى الإجرام الذي تتمتع به تلك التنظيمات فحسب، بل إن المسألة تتعلق بكون التحالف من طرف واحد، أي أن حاملي هذا الفكر لا يؤمنون بحليف لا يحمل أفكارهم، هم فقط يستفيدون منه مادياً وسياسياً لتحقيق سيطرتهم على أماكن معينة، حتى إن إسقاط الأنظمة ليس من أولوياتهم بقدر السيطرة ونشر الخراب، والخراب هو البيئة الحاضنة الأكثر ملاءمة لهذا الفكر وحامليه.

منذ أيام أصدر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بياناً يدعو فيه الفصائل المتقاتلة إلى وقف القتال بين "إخوة الجهاد". وتأتي هذه الدعوة بعد البيان السابق للظواهري والذي أعلن فيه إلغاء دولة العراق والشام على أن تبقى السلطة المكانية لهذه الدولة ضمن العراق بقيادة أبو بكر البغدادي، "وجبهة النصرة لاهل الشام فرع مستقل لجماعة قاعدة الجهاد يتبع القيادة العامة".

حلفاء القاعدة!
من ربى الوحش سينال مما زرع

إذاً هي أوامر القائد، هكذا يتعامل تنظيم القاعدة مع اجنحته المتعددة الأسماء والمهام، وهذا ما يدحض كل الاتهامات للنظام بأنه أنشأ أو يدير تلك المجموعات، فالظواهري دعا إلى "وحدة المجاهدين" مخاطباً إياهم "بأنكم بشرى تحرير بيت المقدس وأن جهادكم خطوة مباركة على إعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة قريباً بإذن الله".

سلوك تنظيم القاعدة على مدى سنوات يجزم أن لا ديمومة لتحالفاته، فكل القوى تحاول أن تستفيد منه في حروبها، في الوقت الذي تظن فيه قيادة التنظيم أنه تحقق خطوات على طريق إقامة الخلافة بالإستفادة من المناخ الدولي والإقليمي، لكن هل تهتم اجنحة التنظيم المقاتلة والمتقاتلة على الأراضي السورية بإسقاط الأنظمة؟ وهل لشعارات الحرية والديمقراطية وخيار الشعوب مكان في أدبياتها؟ وكم سيستمر الدعم الدولي والإقليمي لها، ومتى ستدير القاعدة سلاحها إلى داعميها بل مستغليها في حروبهم؟

أسئلة برسم من لا زال مختبئاً خلف إصبعه، ومن لا زال يراهن أن الحراك الشعبي العبثي يحدث تغييراً إيجابيا في الوطن العربي في ظل انتشار هذا الفكر التكفيري الظلامي، لا حليف للقاعدة، هي فقط تستفيد من المناخ الملائم وتقاطع المصالح، وبهذا فإن من رّبى هذا الوحش واستخدمه في حروبه سينال قسطا وافراً من جرائمه.
2014-02-10