ارشيف من :نقاط على الحروف

أبو فاضل.. الناطق باسم ’النصرة’

أبو فاضل.. الناطق باسم ’النصرة’

مفاهيم تنظيم "القاعدة" بمتفرعاتها ليست يتيمة في لبنان. لا يتطلّب الأمر أن يكون المروّج لسمومها مرتدياً بزّته العسكرية وجلبابه أو مرخياً لحيته، الى ما لا نهاية. قد تجده متقمصاً بذلة صحافي أو مفكر أو مهرّج تلفزيوني.

نَعِمَ "الداعشيون" وتوابعهم بحملات دعائية مجانية لجرائمهم الارهابية في لبنان. عدد لا بأس به من "المثقفين" و"الاعلاميين" ونواب الأمة من الصنف الآذاري، دأبوا طوال الفترة الماضية على تبرير التفجيرات الارهابية في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع. تسويغات بلغت من الوقاحة حد قول رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون معلّقاً على تفجير انتحاري في حارة حريك "اللي بدو يلعب مع الدب بدو يلقى خرابيشو".

وبما أن فريق الرابع عشر من آذار له باع طويل في التماهي مع المنظمات والأفراد التي تحمل أفكار "القاعدة" (ليس آخرها احتضان الحالة الأسيرية في صيدا والدفاع عنها)، فهو لا يجد حرجاً في أن يكون "ببغاء النصرة" في لبنان.

أبو فاضل.. الناطق باسم ’النصرة’

الصحافي "القوّاتي" سيمون أبو فاضل اختار تعديل نغمة أن "حزب الله هو الذي استدرج الانتحاريين الى لبنان من خلال مشاركته في القتال بسوريا" الى سيمفونية يبدو أنها ستكون الأكثر تداولاً في الآونة المقبلة على ألسنة "منظري الحريّة". يقول أبو فاضل خلال مقابلة على قناة الـ"أم تي في" ضمن برنامج "بموضوعية": "إن الادارات الرسمية والمؤسسة العسكرية باتت تخضع لحزب الله"، ويضيف "هناك قرارات في الجيش اللبناني تؤخذ مباشرة من وفيق صفا (رئيس لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله)".

ويستطرد الرجل "أنا أقول وقائع واضحة. التأثير القوي لحزب الله على مديرية المخابرات يؤدي الى حصول ردات فعل لدى الآخرين". أما دليله القاطع على ما يقول فهو: "السيد يشيد دائماً بالمخابرات"!. ويضيف الرجل مستنكراً "الجيش يحمي حزب الله".



"العَجَب" من كلام أبو فاضل يتضاعف حتماً عند ملاحظة تطابقه مع خطاب "جبهة النصرة". تطابق ليس مجرد صدفة نظرا لتكراره المريب عند أكثر من محطة. و ما علينا سوى العودة الى بيان "جبهة النصرة" بتاريخ التاسع من آذار للعام الجاري. يزعم بيان المنظّمة الارهابية أن "الجيش اللبناني أصبح أداة بيد المشروع الشيعي". ويتوجّه البيان، بعد كيل الاتهامات للجيش يميناً وشمالاً، الى أهل السنّة في لبنان بالسؤال "أتحرس المدن الشيعية بأولادكم في حين يذهب شبابهم لقتال إخوانكم في سوريا؟".

جملتان مفيدتان من بيان "النصرة" تكشفان خلفيات ترويج "ابن القوات اللبنانية" لفكرة أن الجيش يأتمر بأمر حزب الله، كما أنه يعمل على حمايته، وأنه سيكون مستهدفاً نتيجة لذلك. على أن تكرار تطابق الخطاب الآذاري مع الفكر "القاعدي" بات يطرح أكثر من علامة استفهام حول الأهداف المشتركة التي قد تجمع "الآذاريين" بـ"التكفيريين" .

وإن سلّمنا بأن "القاعدة" تسعى للتخلّص من كل من لا يوافقها توجهاتها بهدف "اقامة الامارة الاسلامية الواحدة"، فالى ماذا ترمي قوى الرابع عشر من آذار من خلال التماهي مع هذه المجموعات والترويج لبياناتها؟ وماذا يستفيد لبنان من استهداف الجيش واتهامه بأنه أداة بيد فئة؟ وكيف ينزع "السياديون الأوائل" بهذه السذاجة والسطحية صفة الاستقلالية والحرية عن جيش لبنان؟ ولأية أهداف؟

مزاعم أبو فاضل الخطيرة التي أطلقها بحق الجيش اللبناني تثير مخاوف لدى مراقبين من وجود مخطط لتبرير أي هجمات مستقبلية ضد المؤسسة العسكرية. هجمات لم يكن الجيش اللبناني بمنأى عنها حتى قبل نشوء الأزمة في سوريا. وعين علق ونهر البارد خير شاهدين.
2014-03-13