ارشيف من :نقاط على الحروف

’الاعلام القوّاتي’ منبر للشتيمة

’الاعلام القوّاتي’ منبر للشتيمة

إن المتفلّت من الأخلاقيات السياسية والانسانية لن يكون يوماً صاحب منبر اعلامي نظيف. فرضيّة يثبتها "الاعلام القواتي" بين تحريض وآخر.. وشتيمة وأخرى.


الخروج عن القواعد المهنية في الكتابة الصحفية واعتماد ألفاظ متدنية أخلاقياً هي الصفات المميّزة دائماً للموقع الرسمي لـ"القوات اللبنانية". لا يفقه القيّمون عليه أصول التعامل مع الاختلاف السياسي ولا كيفيّة توجيه النقد للآخر. مقال "عار يا حمار" الذي لم يكن آخر ابداعات كتّاب الموقع المذكور، كان أوضح دليل على لغة الشتائم "القوّاتية".

لم يسلم من "لسان" الموقع كبار الكتّاب في لبنان، من مؤسس صحيفة "السفير" طلال سلمان الى رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" ابراهيم الأمين وما بينهما من صحفيين ليسوا "على هواة المراء السياسي" لأصحاب الموقع. المتصفّح لموقع "القوّات" يخال أن البلد في حرب أهلية. هجوم لجهة اليمين والشمال وردود متبادلة على أكثر من صعيد. عرض لبعض العناوين المنشورة يظهر أن هذا المنبر لم يترك له "صاحباً":

- رد موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني على طلال سلمان‏.
- جان عزيز وحل المسألة….
- قُرع الجرس وانتصر..الخبثاء!
- تيار اليافطات وحفلات الزجل
- فضيحة انتحال الصفة التوافقية للعماد عون

’الاعلام القوّاتي’ منبر للشتيمة

وجديد الموقع، هجوم على نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، في مقالين منفصلين تحت عنواني "يا شيخ.. يا شيخ.."، و"من كان بيته من دون زجاج لا يمكنه رشق الآخرين بالحجارة".

في المقال الأوّل اتّهامات وفق "السيمفونيّة" المعتادة بالتبعية لايران، ولصق لنصف الكوارث الطبيعية والسياسية والاجتماعية في العالم بحزب الله. أمّا في الثاني فتهجّم على المقاومة على خلفية العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006 والتي ارتأى الكاتب أن يسمّيها حرب "لو كنت اعلم" في العام 2006. اضافة الى استذكار حادثة مقتل الطيار سامر حنا، والتي للمناسبة سُلّم الفاعل فيها وحوكم وفقاً للقوانين اللبنانية. فضلاً عن اتهام حزب الله مباشرة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومحاولة اغتيال النائب بطرس حرب.. الى أن يُختتم المقال بعبارة "ونكتفي بهذا القدر شيخ نعيم".

"اذا عُرف السبب بطل العجب". الهجوم المذكور لم يأت من فراغ. عبارة "الترشح للرئاسة لا ينظف سجلاً" التي ذكرها سماحة الشيخ قاسم في احدى خطاباته استفزّت "الاعلام القوّاتي". كيف لا و"إللي تحت باطو مسله بتنعرو"!. يقارن كتّاب "القوّات اللبنانية" تاريخ رئيسهم  الذي يرونه "ناصع البياض ولا يحتاج الى تنظيف" بتاريخ مقاومة عِمادها دماء شباب لبناني سيّجت حدود الوطن.

"وقاحة" المقارنة والقول بتاريخ جعجع "الناصع البياض" يوجب على كل يقِظ في هذا البلد أن يذكّر عند كل فرصة بأفعاله. فالأقلام لا يجب أن تمل من استدعاء الماضي "القذر". ولا من النطق بلسان الضحايا والشهداء. توجِب هذه "الوقاحة" رفع صور جيهان طوني فرنجية ورشيد كرامي وشهداء حاجز البربارة والدبلوماسيين الايرانيين الأربعة... أيقونات في كل مكان. الى أن يدرك القاتل أن "العفو" ليس "براءة". وأن الاعتذار لا يجعل من المجرم رجل دولة. وأن التاريخ الميليشياوي لا يُقارن بالتاريخ المُقاوم.
2014-05-02