ارشيف من :آراء وتحليلات
’الديمقراطية التونسية’ الناشئة إلى أين؟
تشهد الأحزاب السياسية التونسية أزمات داخلية حادة بسبب عملية تشكيل القوائم التي ستخوض الانتخابات التشريعية المقررة بعد قرابة الشهرين. وتكمن أهمية هذه الانتخابات، التي توصف بـ "التاريخية"، في أنها ستخرج تونس من مرحلة الحكم المؤقت التي امتدت لما يقارب السنوات الأربع، ليتم انتخاب مؤسسات الدولة الدائمة على أساس دستور جديد اتفقت عليه أغلب مكونات الطيف السياسي التونسي بداية هذا العام، بعد مخاض في المجلس التأسيسي استمر سنتين ونصف السنة.
ولعل أكثر الأحزاب الملفتة للانتباه فيما يتعلق بأزمة تشكيل القوائم الانتخابية، هما الحزبان "الكبيران" اللذان ترشحهما استطلاعات الرأي لحكم تونس خلال السنوات القادمة، وهما حركة نداء تونس وحركة النهضة. ويبدو النداء "متفوقا" في هذا المجال باعتبار أن حركة النهضة هي حزب عقائدي لا تطفو خلافاته عادة على السطح نظرا لانضباط أنصاره والتزامهم بمقررات القيادة.
ظاهرة رجال الأعمال
ولعل اللافت في عملية تشكيل القوائم الانتخابية هو ترؤس رجال الأعمال لبعض القوائم في دوائر انتخابية هامة، وأغلب هؤلاء لم ينشطوا في وقت سابق مع الأحزاب التي سيمثلونها. ومن بين هؤلاء محمد الفريخة صاحب شركة سيفاكس آرلاينز للطيران الذي سيمثل حركة النهضة بإحدى دوائر مدينة صفاقس الجنوبية. وكانت شركة سيفاكس للطيران قد نالت خلال فترة حكم حركة النهضة حق تسيير رحلات جوية بين تونس العاصمة وباريس رغم أن هذا الخط حيوي ورئيسي بالنسبة لشركة الطيران الوطنية "الخطوط التونسية" التي تمر بأزمة مالية خانقة.
كما سترشح عن حركة النهضة بدائرة سوسة رئيس فريق النجم الرياضي الساحلي الأسبق رجل الأعمال المعز إدريس، وهو الذي كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن ولائه للنظام السابق. في المقابل فإن حافظ قائد السبسي نجل رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي كان عضوا في الهيئة المسيرة لفريق الترجي الرياضي التونسي، وهو ما يشير إلى أهمية الرياضة في الاستحقاق الانتخابي القادم من خلال استفادة الأحزاب من أصوات جماهير الرياضة وشعبية النوادي الرياضية الكبرى.
ويشار إلى أن الباجي قائد السبسي كان قد تراجع في وقت سابق عن ترشيح نجله عن الدائرة الأولى للعاصمة بعد انتقادات واسعة تعرض لها وزير خارجية بورقيبة ورئيس الحكومة الأسبق من قبل تيار داخل الحزب على خلاف مع نجل رئيس الحزب. فـ"سي الباجي"، كما يحلو للبعض أن يناديه، كما ابنه حافظ قائد السبسي ينتمي إلى التيار المعتدل داخل النداء، (وأغلبه من قوى اليمين من الليبراليين والدساترة أبناء المنظومة السابقة)، الذي لا يرى مانعا في التواصل مع حركة النهضة.
فيما لا يستسيغ النقابيون واليساريون داخل حركة نداء تونس فرضية التعامل مع حركة النهضة ويدعون باستمرار إلى مقاطعتها واعتبارها المسؤولة عن الاغتيالات السياسية وتفشي ظاهرة الإرهاب، ويسعى هذا التيار إلى تقريب حزب نداء تونس من الجبهة الشعبية (تكتل القوى اليسارية والقومية). وقد تسبب هذا الاختلاف في الموقف من حركة النهضة في مشاكل بين التيارين المنتميين إلى حزب واحد وفي خلافات حادة كان رئيس الحزب يطوقها باستمرار. ولعل أكثر من دفع ضريبة هذه الخلافات هو حافظ قائد السبسي نجل الرئيس الذي أزيح من رئاسة قائمة تونس 1.
استقالات
كما تشهد حركة نداء تونس استقالات لشخصيات هامة ومعروفة على غرار المفكرة والأستاذة الجامعية المثيرة للجدل ألفة يوسف، وأيضا عبر بعض المسؤولين الجهويين عن رغبتهم في عدم الاستمرار مع حزب نداء تونس نتيجة لعدم الأخذ بآرائهم في عملية تشكيل القوائم الانتخابية. فالإسقاطات ملفتة للانتباه سواء داخل النداء أو داخل حركة النهضة وهو ما يجعل نشطاء الأحزاب يشعرون بالإحباط.
فقواعد حزب النداء تم اضطهادها في وقت سابق خلال فترة حكم الترويكا ومنعتها رابطات حماية الثورة التي تنعت بأنها الذراع العنيف لحركة النهضة من عقد اجتماعاتها واعتدت عليها في أكثر من مناسبة. وبعد أن فرض النداء نفسه في الساحة السياسية بفعل أبنائه هؤلاء وأصبح رقما صعبا في المعادلة جيء بغرباء عن الحزب ونصبوا رؤساء قوائم لتمثيل الحزب.
ولعل أكثر الأحزاب الملفتة للانتباه فيما يتعلق بأزمة تشكيل القوائم الانتخابية، هما الحزبان "الكبيران" اللذان ترشحهما استطلاعات الرأي لحكم تونس خلال السنوات القادمة، وهما حركة نداء تونس وحركة النهضة. ويبدو النداء "متفوقا" في هذا المجال باعتبار أن حركة النهضة هي حزب عقائدي لا تطفو خلافاته عادة على السطح نظرا لانضباط أنصاره والتزامهم بمقررات القيادة.
ظاهرة رجال الأعمال
ولعل اللافت في عملية تشكيل القوائم الانتخابية هو ترؤس رجال الأعمال لبعض القوائم في دوائر انتخابية هامة، وأغلب هؤلاء لم ينشطوا في وقت سابق مع الأحزاب التي سيمثلونها. ومن بين هؤلاء محمد الفريخة صاحب شركة سيفاكس آرلاينز للطيران الذي سيمثل حركة النهضة بإحدى دوائر مدينة صفاقس الجنوبية. وكانت شركة سيفاكس للطيران قد نالت خلال فترة حكم حركة النهضة حق تسيير رحلات جوية بين تونس العاصمة وباريس رغم أن هذا الخط حيوي ورئيسي بالنسبة لشركة الطيران الوطنية "الخطوط التونسية" التي تمر بأزمة مالية خانقة.
أزمات داخل الأحزاب التونسية بسبب عملية تشكيل قوائم الانتخابات التشريعية
كما سترشح عن حركة النهضة بدائرة سوسة رئيس فريق النجم الرياضي الساحلي الأسبق رجل الأعمال المعز إدريس، وهو الذي كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن ولائه للنظام السابق. في المقابل فإن حافظ قائد السبسي نجل رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي كان عضوا في الهيئة المسيرة لفريق الترجي الرياضي التونسي، وهو ما يشير إلى أهمية الرياضة في الاستحقاق الانتخابي القادم من خلال استفادة الأحزاب من أصوات جماهير الرياضة وشعبية النوادي الرياضية الكبرى.
ويشار إلى أن الباجي قائد السبسي كان قد تراجع في وقت سابق عن ترشيح نجله عن الدائرة الأولى للعاصمة بعد انتقادات واسعة تعرض لها وزير خارجية بورقيبة ورئيس الحكومة الأسبق من قبل تيار داخل الحزب على خلاف مع نجل رئيس الحزب. فـ"سي الباجي"، كما يحلو للبعض أن يناديه، كما ابنه حافظ قائد السبسي ينتمي إلى التيار المعتدل داخل النداء، (وأغلبه من قوى اليمين من الليبراليين والدساترة أبناء المنظومة السابقة)، الذي لا يرى مانعا في التواصل مع حركة النهضة.
فيما لا يستسيغ النقابيون واليساريون داخل حركة نداء تونس فرضية التعامل مع حركة النهضة ويدعون باستمرار إلى مقاطعتها واعتبارها المسؤولة عن الاغتيالات السياسية وتفشي ظاهرة الإرهاب، ويسعى هذا التيار إلى تقريب حزب نداء تونس من الجبهة الشعبية (تكتل القوى اليسارية والقومية). وقد تسبب هذا الاختلاف في الموقف من حركة النهضة في مشاكل بين التيارين المنتميين إلى حزب واحد وفي خلافات حادة كان رئيس الحزب يطوقها باستمرار. ولعل أكثر من دفع ضريبة هذه الخلافات هو حافظ قائد السبسي نجل الرئيس الذي أزيح من رئاسة قائمة تونس 1.
استقالات
كما تشهد حركة نداء تونس استقالات لشخصيات هامة ومعروفة على غرار المفكرة والأستاذة الجامعية المثيرة للجدل ألفة يوسف، وأيضا عبر بعض المسؤولين الجهويين عن رغبتهم في عدم الاستمرار مع حزب نداء تونس نتيجة لعدم الأخذ بآرائهم في عملية تشكيل القوائم الانتخابية. فالإسقاطات ملفتة للانتباه سواء داخل النداء أو داخل حركة النهضة وهو ما يجعل نشطاء الأحزاب يشعرون بالإحباط.
فقواعد حزب النداء تم اضطهادها في وقت سابق خلال فترة حكم الترويكا ومنعتها رابطات حماية الثورة التي تنعت بأنها الذراع العنيف لحركة النهضة من عقد اجتماعاتها واعتدت عليها في أكثر من مناسبة. وبعد أن فرض النداء نفسه في الساحة السياسية بفعل أبنائه هؤلاء وأصبح رقما صعبا في المعادلة جيء بغرباء عن الحزب ونصبوا رؤساء قوائم لتمثيل الحزب.