ارشيف من :آراء وتحليلات
الفاشست يشنون حرب ابادة ضد الروس الاوكرانيين
تتابع السلطة الفاشستية الموالية لاميركا في كييف، بواسطة القوات النظامية وغير النظامية، حربها الشرسة ضد السكان الروس والناطقين بالروسية في شرق وجنوب اوكرانيا. وتتخذ الحرب طابع اجتياح خارجي كقوة احتلال اجنبية، تماما كما هي الحرب الاسرائيلية في غزة. فكل سكان شرق وجنوب اوكرانيا هم، بالنسبة لسلطات كييف الفاشستية، "اعداء" و"ارهابيون" و"عملاء روس" و"اعداء للديمقراطية" الاميركية التي لم يعد يفصلها شيء عن الفاشستية والنازية الهتلرية.
المأساة الانسانية في شرق وجنوب اوكرانيا
وطبقا لهذا المفهوم "الديمقراطي"، فكل مجمع سكني، وكل سوق شعبي، وكل مستشفى، وكل مدرسة، وكل روضة اطفال، هي اهداف عسكرية لفاشست كييف. وتتم محاصرة المدن والبلدات والقرى، وقطع المياه والمحروقات والاغذية وحليب الاطفال والادوية عنها. ويتم قصفها ليلا ونهارا بمدفعية الدبابات والمدفعية الميدانية والقذائف والقنابل والصواريخ الجوية، وحتى بالصواريخ الباليستية (القوسية) متوسطة المدى وبالفوسفور الابيض المحرم دوليا وغير المحرم اميركيا واسرائيليا. ومنذ بداية المعارك في شهر نيسان الماضي الى الان سقط الوف القتلى بينهم عدد كبير من الاطفال (الارهابيين طبعا! لمجرد انهم ولدوا روسا)، وأضعافهم من الجرحى والمصابين والمعاقين. وبلغ عدد المهجرين الذين دمرت بيوتهم ولم يعد لهم مأوى اكثر من مليون شخص، غادر القسم الاكبر منهم الى روسيا، حيث كانوا يستقبلون في مخيمات مؤقتة لبضعة ايام، ومن ثم يتم فرزهم الى مخيمات مجهزة للذين ينوون العودة الى اوكرانيا، في حين ان قسما كبيرا من اللاجئين الذين فقدوا بيوتهم او الذين لديهم اطفال كانوا يصرحون بعدم الرغبة في العودة الى اوكرانيا، وهؤلاء يجري بناء لطلبهم منحهم الجنسية الروسية وتوزيعهم على مختلف المدن الروسية، من الاورال الى اقاصي سيبيريا، وتقديم مسكن للعائلة المعينة وتأمين العمل لافرادها وتنسيب الاطفال للمدارس.
محاولة سرقة رفات ستيبان بانديرا في ميونيخ لاعادة دفنها "احتفاليا" في اوكرانيا
وبنتيجة الحصار والقصف المتواصل، فقد ساءت جدا الاحوال المعيشية في المناطق المستهدفة، وبلغت حدود الكارثة الانسانية، حسب اعتراف منظمة الصليب الاحمر الدولي ذاتها.
المساعدات الانسانية الروسية خرق "للسيادة" الفاشستية
وقد عمدت روسيا الى تنظيم ارسالية مساعدات انسانية الى سكان شرق وجنوب اوكرانيا مؤلفة من 280 شاحنة تحمل اكثر من 2000 طن من المواد الغذائية ومياه الشرب والادوية والبطانيات. ولكن سلطات كييف عارضت ارسال هذه المساعدات بحجة ان الشاحنات تحتوي اسلحة ومقاتلين مرسلة الى الارهابيين. ولكن بعد ان قام ممثلو منظمة الصليب الاحمر الدولي ومراقبو منظمة الامن والتنمية الاوروبية ورجال الجمارك والمخابرات التابعون لسلطات كييف ذاتها بتفتيش الشاحنات بدقة، اضطرت سلطات كييف للموافقة على ارسال المساعدات، ولكنها اشترطت ان يتم تفريغ الشاحنات على الحدود واعادة تحميلها في شاحنات ترسلها السلطات الاوكرانية ذاتها كي تتولى هي توزيعها. وكان من الواضح ان سلطات كييف تنوي المماطلة، والاستيلاء على المساعدات، وحرمان المحتاجين منها. ولكن القافلة الروسية اتجهت نحو المناطق المحاصرة برفقة مراقبي الصليب الاحمر الدولي، فاحتجت كييف بأن موسكو تخرق "السيادة الوطنية" لاوكرانيا، وبدأ القصف واطلاق النار حول وفي طريق الشاحنات لارهاب السائقين واجبارهم على الانسحاب. وتطوعت السيدة انجيلا ميركيل المستشارة الالمانية ذاتها، لدعم الموقف "السيادي" لكييف، والتهديد بفرض عقوبات جديدة على موسكو. وانطلقت جوقة نباح اعلامية وسياسية غربية مسعورة ضد قيام موسكو بمساعدة المناطق المنكوبة في شرق وجنوب اوكرانيا، ما يفضح تماما ادعاءات الغرب حول حقوق الانسان والدمقراطية وما اشبه.
فشل العدوان الفاشستي
وقد "نجحت" سلطة كييف الفاشستية الموالية لاميركا نجاحا تاما في الظهور بمظهر قوة عدوانية خارجية ضد جماهير الشعب الاوكراني الذي تدعي انها تمثله، ولكنها فشلت فشلا ذريعا في كسر شوكة الجماهير الشعبية في شرق وجنوب البلاد ودفع قوات الدفاع الشعبي الذاتي الى الاستسلام والقاء السلاح. بل على العكس تماما، فإن المقاومة الشعبية المسلحة تشتد وتتوسع، بالرغم من الحصار التجويعي والقصف الوحشي. وقد نجحت المقاومة الشعبية في تشتيت الكثير من الوحدات العسكرية النظامية وغير النظامية لكييف، واضطر مئات الجنود النظاميين الاوكرانيين للفرار باتجاه الاراضي الروسية ذاتها، حيث القوا سلاحهم واعلنوا عن عدم رغبتهم في مقاتلة شعبهم، وطلب المئات منهم اللجوء السياسي في روسيا. وتحاصر الان قوات المقاومة الشعبية في اقليم دونيتسك الثائر اكثر من 5000 جندي اوكراني وتشدد الخناق عليهم وتطالبهم بالاستسلام.
روسيا واوكرانيا
الفاشست "يحتفلون" بتدمير اوكرانيا
ولتغطية فشلها السياسي والعسكري، قامت سلطة كييف الفاشستية بتنظيم استعراض عسكري في العاصمة، احتفالا بما سمته "عيد الاستقلال" الـ23، اي انفصال اوكرانيا عن روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991. وقد شارك في الاستعراض حوالى 1500 جندي من القوات المسلحة وقوات الامن الاوكرانية، بما فيها وحدات من القوات المشاركة في العملية العسكرية ضد سكان شرقي اوكرانيا. وجرى الاستعراض برعاية الرئيس بيترو بوروشينكو الذي تم انتخابه بعد الانقلاب الفاشستي في اوكرانيا.
بعث الفاشستية بمباركة اميركا
وقام التنظيم الفاشستي المسمى "القطاع الايمن" بتوزيع اوسمة على المقاتلين ضد سكان شرق وجنوب اوكرانيا، مأخوذة عن أوسمة النازيين الاوكرانيين الذين قاتلوا الى جانب القوات الهتلرية في الحرب العالمية الثانية. وتجري محاولات محمومة لشرعنة التنظيمات الفاشستية الموروثة من زمن هتلر. وارتفعت اصوات تطالب بإعادة رفات ستيبان بانديرا، المدفون في ميونيخ بألمانيا، واعادة دفنه كـ"بطل قومي" في اوكرانيا. وستيبان بانديرا هو زعيم النازيين الاوكرانيين الذين قاتلوا ضد الجيش الاحمر الى جانب الهتلريين، وارتكبوا مجازر ضد السكان في اوكرانيا وبيلوروسيا وبولونيا.
بوروشينكو ينفخ عضلاته
وقد حظي الاستعراض بانتقادات كثيرة داخل وخارج اوكرانيا، لانه جرى على خلفية الحملة العسكرية واراقة الدماء على اساس عنصري ضد السكان الروس في شرق وجنوب اوكرانيا. ولكن في الكلمة التي القاها في الاستعراض، وعد بوروشينكو انه في خلال السنتين القادمتين سيتم انفاق 2،2 مليار يورو من اجل اعادة تسليح الجيش، الذي يحارب منذ 4 اشهر ضد سكان مناطق شرق وجنوب اوكرانيا التي تعتبر المناطق الاغنى والمناطق الصناعية في اوكرانيا، من اجل اخضاعها وفرض القبول بما يسمى "الخيار الاوروبي" عليها. وحسب كلمات بوروشينكو سيتم لاجل الجيش "شراء طائرات وهليكوبترات وسفن وزوارق حربية، وهذه مجرد بداية متواضعة" كما ذكرت وكالة ايتار ـ تاس. وتوجه نحو العسكريين بالقول "ان الحرب التي يخوضونها هي حرب من اجل الاستقلال". واضاف ان الازمة الاوكرانية "تهدد ليس فقط الاستقرار الاوروبي، بل والاستقرار العالمي ايضا". وادعى انه يؤيد الحل السلمي للازمة، ولكن الحل الذي يضمن "سيادة" و"سلامة اراضي" اوكرانيا.
القوات المعادية للفاشستية تواصل الانتصار
ولكن خلال اجراء الاستعراض كانت قوات الدفاع الذاتي الشعبية التابعة لما يسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية" التي تطالب بالانفصال عن اوكرانيا، كانت تشدد الطوق على حوالى 5000 عسكري اوكراني وبحوزتهم كمية كبيرة من الاسلحة والمدفعية في المنطقة التي تقع فيها قرى فويكوفسكي، كوتيينيكوفو، بلاغوداتنوي، الكسييفسكوي، اوسبينكا واوليانوفسكوي، كما جاء في وكالة ايتار ـ تاس. وقد ناشد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات الدفاع الذاتي الشعبية بفتح "ممر انساني" لانسحاب الجنود الاوكرانيين المحاصرين، على الارجح نحو الحدود الروسية.
وخلال وجود المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل في زيارتها الرسمية الاخيرة لكييف، اعلن عن قصف مركـّز تم بنتيجته تدمير الكنيسة الارثوذكسية "القديس يوحنا كرونشتادسكي" في مدينة كيروفكوي في منطقة دونيتسك، حيث قتل ثلاثة مواطنين وجرح ستة.
احتفال كييف بالمنظور الروسي
وتعقيبا على الاحتفال الفاشستي في كييف، صرح الناطق باسم البرلمان الروسي سيرغيي ناروشكين ان الاستعراض كان مناسبة ليس للحداد على الضحايا من اي طرف كانوا، وليس للدعوة الى وقف اراقة الدماء والحوار لحل الازمة الاوكرانية سياسيا، بل لعرض المشاريع العدوانية، والعنصرية والنازية، والتهديد بتصعيد العدوان على سكان المناطق الشرقية والجنوبية من اوكرانيا. وحسب رأيه انه بذلك "تتواصل المحاولات لزرع الشقاق بين الشعبين الروسي والاوكراني اللذين يمثلان كلا متكاملا، في الاصل القومي والتاريخ والثقافة". واضاف "ان قسما من السياسيين الغربيين، وبدلا من العمل لاجل وقف التصعيد في النزاع القائم، فإنهم يستخدمونه كوسيلة للضغط على روسيا".
المحفزات النفطية للاستراتيجية الغربية
ويعلق بعض المطلعين على الاحداث الجارية في اوكرانيا، ان الكتلة الغربية بزعامة اميركا قد اشعلت فتيل الحرب الاهلية في اوكرانيا، الموجهة بشكل واضح تماما ضد السكان الروس والناطقين باللغة الروسية، بهدف مفضوح هو محاولة جر روسيا لهذا النزاع والضغط عليها بمختلف الوسائل من اجل دفعها الى التنازل و"تليين موقفها" في منطقة شرقي المتوسط، من اجل "تقاسم النفوذ" في تلك المنطقة، للتوصل اخيرا الى "التفاهم" حول تقاسم الحصص في بدء استثمار مكامن النفط والغاز الهائلة في تلك المنطقة، والتي من شأن بداية استخراجها واستغلالها قلب جميع معايير سوق الطاقة العالمي، القائمة الى الان.