ارشيف من :آراء وتحليلات

الوهابية كأداة إستعمارية

الوهابية كأداة إستعمارية
إن من يراجع التاريخ سيجد ان الموقف الاسلامي العام في الجزيرة العربية كان شديد العداء للوهابية عند ظهورها وهو ما دفع محمد بن عبد الوهاب للهرب الى العينيية ومن ثم الى الدرعية مركز آل سعود، حيث إحتضنه هؤلاء وإحتضنوا دعوته. لكن هذا العداء اخذ بالتراجع شيئا فشيئاً؛ اولا تحت تأثير المجازر التي ارتكبها تحالف آل سعود مع إبن عبد الوهاب وابنائه، ثم بعد ذلك مع ظهور الثروة النفطية التي استغلها هذا التحالف في " كي الوعي" الاسلامي العام وارتباطهم بالاسلام النقي البعيد عن العنف.


إن الدعوة الوهابية في جوهرها دعوة تصادم العقل والعقلانية، لذلك فإن نشر الوعي يصيبها في مقتل. وإن الهدف الاساس للوهابية هو التفرقة لذا فان الدعوة للوحدة تشظي احلامها وتبدد اوهامها واهدافها. من هنا نفهم سر العداوة التاريخية بين الوهابية وكل الحركات التي كانت تدعو للوحدة سواء تحت شعارات قومية عربية او شعارات دينية اسلامية.

الوهابية كأداة إستعمارية
الوهابية

تمسكت الوهابية بروايات لطالما اهملها الفقهاء والعلماء ونظروا اليها بريبة، روايات ما ان تمسكت بها الوهابية حتى فُتحت ابواب الضلال والاضلال على مصراعيها، فظهر الفكر الاسلامي بسببها معوجا، وتشوه الاسلام عبر جعله وسيلة لاستباحة دماء واموال واعراض المسلمين قبل غيرهم.

اذ كيف يمكن لعاقل ان يتصور ان رسول الله (ص) الذي سُمي بنبي الرحمة ان ينسب اليه انه قال : "لقد جئناكم بالذبح". وكيف لرسول الله (ص) الذي قال : "انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق" ان يسلك من يزعم انه يسير بهديه مسلكا اقل ما يقال عنهم بسببه انهم شذاذ آفاق، وهمج رعاع. وكيف لكتاب الله الطافح بالدعوة للتفكر والتعقل والتدبر " افلا تعقلون" "افلا يتدبرون" ان يُقيَّد بدعوة تحجر على العقل.

الوهابية أداة لمشروع التفتيت

إن خطورة الوهابية ووليدتها التكفيرية تكمن في انها دعوة لبست لبوس الاسلام وقامت بدعم من أعدائه ، لتنخر في الجسم والفكر الاسلاميين فسادا وافسادا، تمزيقا وتفريقا، تعصبا وتطرفا. هي تخالف الاسلام حتى في ركيزته الاساسية اعني التوحيد. اليس من مقتضيات التوحيد الوحدة والتوحد والاتحاد؟!

لطالما كانت الوهابية أداة بيد الغرب منذ نشوئها : بها حارب البريطانيون الخلافة العثمانية في الجزيرة العربية عندما قرر البريطانيون تمزيقها. وبها حاربوا الشريف حسين وغيره من الذين عارضوا وعد بلفور وانشاء كيان صهيوني في عمق العالم العربي. وبها حاربوا القومية العربية والدعاة الى الوحدة العربية. وبها حارب الاميركيون ورثة البريطانيين الحركات الاسلامية التحررية والتنويرية من اسلاميين اصلاحيين. وبها حاربوا الثورة الاسلامية في ايران بما تمثله من دعم للقضايا العربية والاسلامية في مواجهة الصهيونية العالمية وبما تمثله من دعوة للوحدة الاسلامية. وبها يحاربون خط المقاومة ومحوره ، وبها ينفذون الآن مشاريع التفتيت والتقسيم وخرائط سايكس –بيكو جديدة . وبها يشوهون الاسلام وينشرون من خلالها " الاسلاموفوبيا".

لطالما كانت الوهابية أداة ، وهي انما انشئت لتلعب هذا الدور. وهي ستسقط عندما ينتهي الدور الذي انشئت من اجله. وعندها ستتحول الوهابية من كونها أداة الى مبرر وذريعة لمشروع التقسيم حيث ستكون المملكة السعودية خاتمته " السعيدة".
2014-09-02