ارشيف من :أخبار لبنانية
خاص الانتقاد.نت: فخامة المقاوم على خط المواجهة ( 4 )
مارون الراس ـ فاطمة شعيب
ونستكمل جولتنا مع فخامة المقاوم .. كنّا قد وصلنا في الحلقة السابقة الى منطقة مارون الراس حيث وقف مقابل مستعمرتي صلحة وإيفيفيم .. من مارون الراس عدنا وإنطلقنا عبر بنت جبيل عيترون وبليدا وصولاً إلى بلدة ميس الجبل حيث توقف رئيس الجمهورية اللبنانية السابق إميل لحود والعميد الركن المتقاعد أمين حطيط مقابل مستعمرة " المنارة " الصهيونية الحدودية التي كان لبنان إستعاد الجزء اللبناني الذي كان إقتطعه العدو قبل العام ألفين .. تفاجأ الرئيس هنا أيضاً عندما علم أن قوات اليونيفيل الدولية تمنع وصول اللبنانيين إلى تلك الأرض المحاذية المستعادة في عام التحرير
بادر العميد حطيط إلى القول وهو يشير إلى التلة المقابلة إن للبنان حق فيها لكن تمركز القوات الدولية فيها منع اللبنانيين من الوصول إليها !! هنا سأل الرئيس : " ألم نقم بتثبيت هذه المنطقة خلال عملية الترسيم" ؟؟ فردّ حطيط بالإيجاب وأكد أنه وصل إلى داخل المستعمرة حيث كان لنا أرض هناك . الرئيس : " يعني بعد عملية الترسيم عادوا وتراجعوا إلى هنا ؟؟ فرد حطيط : نعم الأمم المتحدة فعلت ذلك " .. الرئيس : " معنى ذلك أن الأمم المتحدة أخذت من أرضنا وأنشأت حزاماً أمنياً لإسرائيل " حطيط : نعم هذا صحيح
غضب الرئيس لحّود وتلفت بإستغراب شديد وقال : " لو كان هناك من يراقب ويطالب لما حصل ذلك " .
.. إلى هونين توجه موكب الرئيس .. هذه البلدة التي تعتبر واحدة من أكبر القرى السبع المحتلة وحفظ إسمها الكبير والصغير وقد تحرر منها في العام ألفين أكثر من مليونين ومئتي متر مربع وبقي جزئها الأكبر محتلاً يحمل إسم مستعمرة " مرغليوت " وقفنا على مشارفها في أطراف مركبا نرمق أطلالها نشمّ عبير ترابها بعين دامعة لأن التراب الذي تحرر منها لا زال غريباً عن أهله بسبب غيابهم عنه لقربه من المستعمرة المذكورة .
وهنا افاض العميد حطيط بالشرح حول قساوة المعركة مع العدو أثناء عملية الترسيم وكيفية تحقيق انتصار بإسترجاع هذا الجزء المهم من القرية قطعه الرئيس مستغرباً :" هل من المعقول ان تكون اراضي هونين المحررة بهذا الحجم ولا يعمد اهلها الى إعادة إعمارها والسكن فيها "
ثم نظر الى تلك المساحات التي لا زالت محتلة منها بحسرة وقال : "على اي حال بقي لدينا الكثير من الأرض اللبنانية التي لم تُسترجع فسألته ماذا تقصد فخامة الرئيس ؟؟ فأجاب لدينا القرى السبع وبالتأكيد سيأتي دورها بإعادتها الى الوطن لأن هذه القرى أُخذت منّا لأنه في ذلك الوقت لم يكن لدينا مقاومة وتركناها.. ولولا المقاومة هنا لكانت ارضنا ذهبت كالقرى السبع لذا أُعلن من هنا أنه على المسؤولين في لبنان ان يطالبوا بهذا الحق من اجل استعادة كل حبة تراب منها.
ومن المكان نفسه أشار العميد حطيط بيديه يميناً الى " تلة العباد" في مرتفعات بلدة حولا وروى له تفاصيل الصراع الذي حصل على تلك التلة خصوصاً مع " لارسن " وكيف استعاد لبنان آخر شبر من داخل الموقع الإسرائيلي الموجود في المنطقة .
وفي الطريق الى " بوابة فاطمة " توقف الرئيس لحّود عند اطراف بلدة العديسة الحدودية مقابل مستعمرتي" مسكفعام " الصهيونية حيث توجد إحدى نقاط التحفظ اللبنانية الثلاث على الخط الازرق حيث لا زال العدو يحتفظ بأرض لبنانية يضمها الى مستعمراته وهنا سأل الرئيس : اليست هذه المنطقة التي عرض علينا " لارسن" مبادلتها بأرض في مكان آخر ورفضنا ؟؟
"اجاب العميد حطيط: " بلى ولذا بقيت هذه الأرض محتلة بسبب وجود عدد من المنازل الإسرائيلية عليها ..
بعد ذلك انطلق الرئيس لحّود الى "بوابة فاطمة " إحدى معالم الإنتصار سائراً بمحاذاة السياج الحدودي ووقف على بعد مترين من الشريط الشائك مقابل إحدى نقاط المراقبة الإسرائيلية وقال:
" إن وقوفنا مع الناس هنا هو من نعم الانتصار والمقاومة " .
ثم استذكر الرئيس لحود احداث أيام التحرير مستعرضاً الوقائع التي تابعها لحظة بلحظة مفاخراً بإعلانه عيد " المقاومة والتحرير" عند وصول جماهير المقاومة الى هذا المكان في الرابع والعشرين من ايار .
نتابع في الحلقة الاخيرة الصراع على المياه وكيفية تصدي الرئيس لحود للتهديدات الأمريكية له خلال افتتاح مشروع نهر الوزاني اثناء زيارته الى ضفاف النهر .