ارشيف من :خاص

لو تركها حزب الله ؟ - (الملف الأول - 1)

لو تركها حزب الله ؟ - (الملف الأول - 1)
تصوير: عصام قبيسي

"سنخدمكم بأشفار عيوننا". الشعار الذي اطلقه سيد شهداء المقاومة الاسلامية السيد عباس الموسوي (رض)، وامتثله حزب الله خطاً وطريقاً ومنهجاً مع أهله في بيروت والجنوب والبقاع وكل الأراضي اللبنانية.

وإن كانت الضاحية، الاسم الذي ارتبط مباشرةً بالاهتمامات الاساسية لحزب الله، فتطويرها وإنماؤها مهمة أساسية وضعها الحزب كتعويض للإهمال الذي عاشته منذ عقود.

ولتلك الغاية وغيرها انشغل نواب ووزراء الحزب ومؤسساته في العمل الإجتماعي بمساندة أهلهم في مشاكلهم اليومية عبر التواصل مع الوزارات المعنية، وفتح العلاقات مع المؤسسات الرسمية. وبين التخطيط والسعي والعمل وإعداد الدراسات يتعاون حزب الله مع الجميع توفيراً للوقت وتسريعاً في خدمة المواطنين وتخفيفاً من الأعباء المادية.

في الملف الأول اليوم من سلسلة تحقيقات "لو تركها حزب الله ؟"، نطرح الجزء الأول من "ملف الإنماء الكهربائي". فمشكلة الكهرباء تعد من الملفات الأكثر تعقيداً في الضاحية نظراً للتقنين المجحف والانقطاع الدائم وكثرة الأعطال. فيما يلي نطرح سلسلةً من المشاكل التي يغرق بها ملف الكهرباء في الضاحية، مسلطين الضوء على بعض إجراءات "الجندي المجهول" التي ساهمت في حل الكثير من المشاكل.

لو تركها حزب الله ؟ - (الملف الأول - 1)
لو تركها حزب الله


أولاً: محطات الضاحية لا تؤمن حاجاتها

المشاكل:

تفتقر الضاحية لمحطة توزيع أساسية، في حين تصل حاجتها من الكهرباء الى 450 ميغاوات. فهي تتغذى من "فائض" 5 محطات تتوزع في المناطق التالية: اونيسكو - الحازمية- الحرش - المطار- شويفات - عرمون. ويقدر فائض المحطات الخمس بـ 170 ميغاوات.

وفي حين لا تتجاوز عدد ساعات الكهرباء في الضاحية الـ 12 ساعة خلال التقنين المنضبط، و8 ساعات في الحالات الطبيعية، تحصل منطقة بيروت الإدارية على 21 ساعة، لا يشملها ساعات الإنقطاع خلال الليل. في حال حصول عطل ما في بيروت، تقطع الكهرباء عن مناطق أخرى منها الضاحية لتغطية الساعات الـ 21 لبيروت.


لو تركها حزب الله ؟ - (الملف الأول - 1)
محطة كهرباء 

الحلول:

في العام 2013 وبرعاية وزير الطاقة السابق جبران باسيل، وبعمل وضغط مشترك من نواب ووزراء حزب الله والعمل الاجتماعي في بيروت، وافقت الحكومة على بناء محطة توزيع اساسية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

لو تركها حزب الله ؟ - (الملف الأول - 1)
إفتتاح محطة التحويل الأسياسية في الضاحية الجنوبية في العام 2013

موقع المحطة في محلة الرويس، قرب "شارع المقداد"، على تقاطع أوتوستراد الشهيد السيد هادي نصر الله عند نقطة التقاطع مع محلات فخري مكي للدواليب، تبلغ مساحتها 3200 متر، وتتشكل من 3 محوّلات اساسية، كل منها يعطي 70 ميغاوات.

في إنشاء هذا المشروع تعاون حزب الله مع وزارة الكهرباء، بتقديمه دراسات مفصلة. شملت دراسة لكل من "الموقع"، "نوع التربة"، "بيئة المنطقة"، و"قوة الشبكات المطلوبة وقدرتها على التحمل". وتهدف هذه الدراسات لتوفير الوقت على الوزارة، وتخفيف عنها من الأعباء المادية. حالياً وبعد 6 اشهر من تلزيم المشروع، لم يبدأ العمل بعد نظراً لتأخر دفع مستحقاته المالية بسبب عدم إقرار الموازنة في مجلس النواب.

لو تركها حزب الله ؟ - (الملف الأول - 1)

لو تركها حزب الله ؟ - (الملف الأول - 1)
صورة جوية للارض التي سيبنى عليها المحول الأساسي


ثانياً: مشاكل التمديد من المحطات الخارجية

المشاكل:

تعاني كل المحطات الخمس التي تغطي الضاحية من فوائضها من سوء نوعية كابلات المخارج. ولأن عمر أغلبها يزيد عن 50 سنة ترتفع أعداد الأعطال. وبالإضافة الى سوء نوعية المخارج، تأتي أزمة أخرى تتعلق بقلة عددها. فأغلب المحطات تقدم مخرجا أو مخرجين للضاحية في حين أن الحاجة العملية للمنطقة لا تقل عن 4 الى 5. وتجدر الإشارة هنا الى أن الأعطال، تزيد من نسبة التقنين من 20% الى 25%.

خلال الأعوام الماضية ارتفعت نسبة الأعطال كثيراً في هذه الأسلاك. وبالمفهوم المهني، كلما كثرت الأعطال في الكابلات الأساسية زادت نسبة الأعطال وضعفت قوة الكابلات. فإذا ارتفع الضغط على كابل معين، وتم انفجاره في نقطة ما، تقوم الشركة بعملية تلحيم وربط، لكن هذه النقطة تصبح نقطة ضعف، والمكان الأسهل لحصول عطل آخر في النقطة ذاتها.

لو تركها حزب الله ؟ - (الملف الأول - 1)
حفريات لتمديد مخارج جديدة

لو تركها حزب الله ؟ - (الملف الأول - 1)
توصيل كبلات التمديدات الجديدة ببعضها البعض

الحلول :

وقوفاً عند تلك المشاكل، عملت شركة كهرباء لبنان بمؤازرة العمل الاجتماعي في حزب الله، و نواب ووزراء الحزب على خطة قوامها 4 مراحل فاقت كلفتها الـ 21 مليون دولار:

* المرحلة الأولى: تمديد 3 مخارج جديدة من محطة الحازمية، لتخفيف العبء عن المخارج الأساسية. فاق طول الكابلات الممتدة الـ 17 كيلومترا.

* المرحلة الثانية: تمديد 16 مخرج من محطة الحرش. وهذه الكابلات عدا عن أنها وجدت لتخفف العبء عن الكابلات الممتدة اصلاً، فهي تطال المناطق الغربية من الضاحية كالغبيري وحارة حريك وتصل لمنطقة الرادوف.

* المرحلة الثالثة: تم تمديد 10 مخارج إضافية من محطة المطار.

* المرحلة الرابعة: وتعد هذه المرحلة من أهم المراحل. وفيها مدّد 6 مخارج ضخمة جداً من محطة عرمون الى محطة شويفات، ومن ثم مدت مخارج من محطة شويفات الى مناطق الضاحية، كحي السلم ومنطقة الصحرا والكفاءات.

هذا المشروع انجز حتى اليوم بنسبة تفوق الـ 95%، تم خلاله رسم خريطة كهربائية جديدة للمنطقة، خصوصاً بعد الانتشار الجديد للعمران. وفي هذا المشروع فاق طول الكابلات الـ 28 كلم، واحتاج المشروع لأكثر من 130 علبة وصل.

لو تركها حزب الله ؟ - (الملف الأول - 1)
لفة لكبلات المخارج

 على الهامش


حصل مرة أنه في إحدى التعهدات التي وقعتها الشركة مع متعهد لمدّ مخارج جديدة، أن فاق كلفة المشروع، بحسب المتعهد، ميزانية الشركة بـ 110 آلاف دولار. فمنعاً من إلغاء تعهد مدّ الشبكات، وتسريعاً في خدمة المواطنين، قام حزب الله بالمساهمة ودفع للمتعهد فوارق المشروع.


ثالثاً- مشاكل عدد محطات الأحياء (إمايات) الموجودة في الضاحية

المشاكل:

قبل 4 سنوات كان عدد الإمايات في الضاحية الجنوبية لبيروت يبلغ ما يقارب الـ 1200 إماية. 70% من منها تعطي ما بين 430 و 630 KVA فقط. وكانت هذه الإمايات غير كافية ولا تؤمن الحد الأدنى من الإحتياجات.

لو تركها حزب الله ؟ - (الملف الأول - 1)
محطة حي (محطة الحسينية) في محلة الغبيري

لو تركها حزب الله ؟ - (الملف الأول - 1)
محطة حي (محطة الحسينية) في محلة الغبيري

لو تركها حزب الله ؟ - (الملف الأول - 1)
محطة حي (محطة عون) في محلة بئر العبد

الحلول:

بضغط من العمل الاجتماعي في حزب الله وبمؤازرة نواب ووزراء الحزب، وبعمل من شركة كهرباء لبنان، ارتفع عدد الإمايات الى 1400. على أن يضاف إليها 28 إماية حتى نهاية شهر ايلول 2014 منها جزء لمحطات مشروع وعد المدمرة خلال عدوان تموز 2006، و22 إماية أخرى حتى نهاية العام 2015.

وبفضل الجهود المكثفة تم تغيير حتى اليوم 90% من الإمايات، وإستبدالها بأخرى تقدم ما يقارب الـ 1000 KVA. واللافت أنه حتى بعد تطوير هذه الإمايات، ورفع قوة الـ KVA، إلا أنها غير كافية لتأمين حاجة الضاحية.


على الهامش


حصل أن احترقت إمايتان في الضاحية واحدة في برج البراجنة، وأخرى في منطقة الحرش. ولعدم قدرة الشركة على استبدالهما، عمل حزب الله على تأمين إمايتين جديدتين، كل منها بكلفة 16000 دولار، وإعارتهما للدولة. وحتى تاريخه لم تقم بإعادة الإمايات للحزب أو إستبدالها. 




في الجزء الثاني من "ملف الإنماء الكهربائي"، سنطرح 3 ملفات أخرى من المشاكل التي يعاني منها سكان الضاحية. وسنتطرق أيضاً لما قام به المعنيون من حزب الله خدمةً لأهلهم ومساندةً لهم في حياتهم اليومية.

لقراءة لو تركها حزب الله ؟ - (الملف الأول) - الإنماء الكهربائي ... أزمة مستعصية وحلول استراتيجية (الجزء الثاني)
2014-09-02