ارشيف من :خاص
لو تركها حزب الله ؟ - (الملف الأول - 2)
"سنخدمكم بأشفار عيوننا". شعار اطلقه سيد شهداء المقاومة الاسلامية السيد عباس الموسوي (رض)، والتزمه حزب الله خطاً وطريقاً ومنهجاً مع أهله في بيروت والجنوب والبقاع وكل الأراضي اللبنانية.
وقد كانت الضاحية من أولى الاهتمامات الاساسية لحزب الله، فتطويرها وإنماؤها مهمة أساسية وضعها الحزب كتعويض عن الإهمال الذي عاشته منذ عقود.
ولتلك الغاية وغيرها انشغل نواب ووزراء الحزب ومؤسساته في العمل الإجتماعي بمساندة أهلهم في مشاكلهم اليومية عبر التواصل مع الوزارات المعنية، وفتح العلاقات مع المؤسسات الرسمية. وبين التخطيط والسعي والعمل وإعداد الدراسات يتعاون حزب الله مع الجميع توفيراً للوقت وتسريعاً في خدمة المواطنين وتخفيفاً من الأعباء المادية.
بعد أن طرحنا في الملف الأول من سلسلة تحقيقات "لو تركها حزب الله ؟"، جزءاً من "ملف الإنماء الكهربائي"، نطرح اليوم في الجزء الثاني من الموضوع سلسلةً جديدة من المشاكل مسلطين الضوء على أبرز إجراءات المعنيين التي ساهمت في حلّ الكثير من المشاكل.
لو تركها حزب الله - الملف الثاني
وكنا قد تطرقنا في الموضوع السابق الى المشاكل الثلاث التالية:
أولاً- محطات الضاحية لا تؤمن حاجاتها
ثانياً- مشاكل التمديد من المحطات الخارجية
ثالثاً- مشاكل عدد محطات الأحياء (إمايات) الموجودة في الضاحية.
رابعاً - صيانة الشبكات
المشاكل:
بطبيعة الحال وكباقي المناطق، تحصل في شبكات الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت أعطال. وتقسم هذه الأعطال الى قسمين: الهوائية والأرضية. يعد تصليح الأعطال الهوائية الأسهل بما أنها تحصل مباشرةً، عكس الأرضية التي يتطلب تصليحها قص الزفت ثم الحفر والنكش ثم التصليح فالطمر فالتعبيد والتزفيت.
عمال شركة الكهرباء يقومون بتصليح هوائي
وبحسب الإحصائيات تقوم الشركة بتصليح الشبكات الهوائية بمعدل 3 تصليحات يومياً، أما الارضية فبمعدل 2 الى 3 تصليحات أسبوعياً. وتجدر الإشارة الى أن التصليحات الأرضية تعد مكلفة نسبياً، بسبب صعوبة الوصول الى العطل وكلفة المواد المستخدمة في تصليحه.
الحلول :
في هذا الصدد يحرص حزب الله على ان تقوم الشركة بالإصلاح الفوري لأي عطل دون مماطلة. فالعمل الاجتماعي في حزب الله يسعى الى التواصل مع الشركة والتعاون معها سريعاً في إرسال عمال الصيانة فوراً لمكان العطل. ويسعى المعنيون في العمل الاجتماعي الى قمع أي مخالفات من المواطنين كالرشاوي وغيرها، كما يمنعون أي عميات ابتزاز من قبل المصلحين.
كبلات هوائية خلال عملية تصليح
من جهة ثانية، يسخّر العمل الاجتماعي في الحزب بالتنسيق مع بلديات الضاحية كل المعدات والأدوات التي بحوزته في عمليات الإصلاح. فيقدم رافعات للتصليحات الهوائية، بالتنسيق مع البلديات، وونشات خلال نقل إمايات الكهرباء. وفي التصليحات الأرضية، ونظراً لحاجة الشركة أحياناً لمعدات قص الزفت والحفر في الارض، تساهم بلديات الضاحية في تأمين ما تقدر عليه.
على الهامش
بسبب الإضراب المتواصل لعمال الصيانة، اضطر حزب الله لأكثر من مرة للاستعانة بعمال صيانة وتخصيص هدايا مالية لهم، مقابل إجراء عمليات تصليح فورية في مناطق الضاحية الجنوبية.
|
عمال صيانة في شركة كهرباء لبنان
خامساً - قمع المخالفات ورفع التعديات
المشاكل:
ككل المناطق في لبنان، تعاني شركة كهرباء لبنان من مشاكل مع المواطنين خلال حملات قمع المخالفات ورفع التعديات. فأحياناً تكون الشركة عاجزة عن حماية بعض الإمايات من التعليق أو حصول سرقات، وأحياناً أخرى تفضل الشركة عدم الدخول الى بعض الأحياء وقمع المخالفات فيها، تجنباً للاحتكاك المباشر مع المواطنين.
تعليق وسرقة كهرباء من احدى الإمايات
الحلول:
بطلب وإلحاحٍ دائم من العمل الاجتماعي في حزب الله، تنظم بمعدل 3 مرات أسبوعياً، حملات قمع للمخالفات. وبمؤازرة معنيين من الحزب تتوزع 15 فرقة تابعة لشركة كهرباء لبنان في منطقة محددة لبدأ العمل. وبخلاف باقي المناطق اللبنانية، ينقل بعض المسؤولين في شركة كهرباء لبنان، إصرار حزب الله على القيام بتلك الحملات بشكل شبه يومي.
تعليق وسرقة كهرباء من احدى عواميد الكهرباء
ويذكر مسؤولون في الشركة أن العمل الاجتماعي لا يساوم على أماكن دون أخرى، انطلاقاً من المفهوم الشرعي لسرقة الكهرباء، ومن حرصه على قيام دولة سليمة.
احتراق غرفة كهرباء نتيجة تعليق وسرقة
عامل صيانة يرفع التعديات خلال تصليح هوائي
يرافق حملات قمع المخالفات حملات توعية وحملات تحذيرية، من جملتها 4 حملات إعلانية بثت مؤخراً على وسائل الإعلام وتهدف الى توعية المستهلك.
كما وبمؤازرة أكثر من 300 "لجنة حي" تم إطلاق حملات تحذيرية من مخاطر السرقة واضرارها. وشارك في الحملات أفواج من "كشافة الإمام المهدي (عج)"، وبلديات ومتطوعون وغيرهم.
حملة "بدون تعليق" التي نشرت على وسائل الإعلام
سادساً - الاقتراحات وإيجاد الحلول
هذه المشاكل وغيرها، بالأغلب ما كانت لتحل لولا جهود شركة الكهرباء واهتمام المسؤولين في العمل الاجتماعي في حزب الله وتحت إشراف نواب ووزراء المنطقة وتحت عين القيادة. وفي إطار هذه الجهود ساهم حزب الله في حل العديد من المشاكل، نذكر منها:
كما كل أطراف المدن تعاني الضاحية الجنوبية لبيروت، من أحزمة بؤس وأماكن سكن غير شرعية (القاطنين في أملاك الغير). ونظراً لعدم شرعية العمران لا يستطيع مالكو تلك البيوت الحصول على ساعات للكهرباء.
وفي إحدى المناطق وانطلاقاً من فكرة منع الفوضى، وترتيب الأمر اقترح معنيون في حزب الله أن تقدم الشركة تسويةً تقوم على إعطاء المنازل ساعات 15A أمبير، بمقطوعة 90000 ليرة لبنانية.
منطقة الأوزاعي التي استفادت من 15A مقابل مقطوعة مالية
وبعد أشهر، من بدء سريان المشروع، وصل عدد المشتركين في الضاحية فقط الى 1600 وحدة سكنية، ما در على الدولة ما يقدر بـ 13000 دولار من الضاحية و 30000 دولار، على أقل تقدير، من كافة المناطق اللبنانية. عندها تقدم معنيون في شركة الكهرباء بالشكر لحزب الله، خصوصاً أنه أمن عائدات مالية للشركة ما كانت بالأساس ضمن الحسابات.
من جهة ثانية، يؤكد المسؤولون في العمل الاجتماعي في حزب الله أن الحزب على تواصل بشكل يومي مع شركة الكهرباء والإدارات المعنية بحاجات المواطنين.
وبحسب تقييم حزب الله فإن المشاكل الكهربائية التي تعاني منها الضاحية يعود سببها الأساسي الى الإهمال الذي امتد الى عقود من الزمن. ومن باب التبسيط يؤكد معنيون في العمل الاجتماعي أنه لو خصصت الشركة كل مهامها ورأس مال مشاريعها في الضاحية الجنوبية لبيروت لثلاث سنوات متواصلة لا تستطيع أن توفيها حقها من التقصير.
على الهامش
كشف معنيون أنه وخلال اجتماع لمسؤولين في حزب الله وتيارات سياسية اخرى بشركة كهرباء لبنان، طلب المعنيون في الشركة من كل الموجودين العمل كالحزب والاقتداء به، مشيدين بأهمية عمله، ومؤكدين أنه لولا جهود حزب الله في إنماء الضاحية الجنوبية لبيروت خصوصاً في الشأن الكهربائي، لكانت الضاحية اليوم بقعة سوداء لا تضاء نهائياً.
|
في الملف الثاني من "ملف الإنماء"، سنطرح ملف "الإنماء المائي" ونتحدث عن المشاكل المائية التي يعاني منها سكان الضاحية. وسنتطرق أيضاً لما قام به المعنيون من حزب الله خدمةً لأهلهم ومساندةً لهم في حياتهم اليومية.
لقراءة لو تركها حزب الله ؟ - (الملف الأول) -
الإنماء الكهربائي ... أزمة مستعصية وحلول استراتيجية (الجزء الأول)