ارشيف من :خاص

لو تركها حزب الله ( الملف الثاني)

لو تركها حزب الله ( الملف الثاني)
تصوير: عصام قبيسي

"سنخدمكم بأشفار عيوننا". شعار اطلقه سيد شهداء المقاومة الاسلامية السيد عباس الموسوي (رض)، والتزمه حزب الله خطاً وطريقاً ومنهجاً مع أهله في بيروت والجنوب والبقاع وكل الأراضي اللبنانية.

وقد كانت الضاحية من أولى الاهتمامات الاساسية لحزب الله، فتطويرها وإنماؤها مهمة أساسية وضعها الحزب كتعويض عن الإهمال الذي عاشته منذ عقود.

ولتلك الغاية وغيرها انشغل نواب ووزراء الحزب ومؤسساته في العمل الاجتماعي بمساندة أهلهم في مشاكلهم اليومية عبر التواصل مع الوزارات المعنية، وفتح العلاقات مع المؤسسات الرسمية. وبين التخطيط والسعي والعمل وإعداد الدراسات يتعاون حزب الله مع الجميع توفيراً للوقت وتسريعاً في خدمة المواطنين وتخفيفاً من الأعباء المادية.

لو تركها حزب الله ( الملف الثاني)


وبعد أن طرحنا في الملف الأول من سلسلة تحقيقات "لو تركها حزب الله " - "ملف الإنماء الكهربائي"، نطرح اليوم ملفاً ثانياً حول "الإنماء المائي". فمشكلة نقص المياه تعد الهم الثاني لقاطني الضاحية، أولاً لارتباطها المباشر بأزمة الكهرباء، وثانياً لكثرة المشاكل فيها بسبب إهمال الدولة للإنماء المائي لعقود.


أولاً: موارد الضاحية المائية لا تكفي

المشاكل:

يقطن في الضاحية الجنوبية لبيروت حوالي 700000 نسمة يتوزعون على 120000 وحدة سكنية، وفيها 20000 ألف محل تجاري. تحتاج الضاحية الى ما بين الـ 180000 و200000 متر مكعب بشكل يومي، فيما يقدر عدد المشتركين بـ "شركة ماء لبنان" بـ 85000 ألف مشترك "شرعي" فقط.

لو تركها حزب الله ( الملف الثاني)
عيارات ماء لشركة مياه لبنان

تستفيد الضاحية من 4 مصادر مائية أساسية:

1- نبع "معمل الكرتون" في منطقة الشويفات
2- نبع "كاليري سمعان"
3- نبع الديشونية في منطقة جبل لبنان
4- آبار عين الدلبة في برج البراجنة

يدخل الى الضاحية الجنوبية لبيروت أيام الشتاء من مصادر الشركة الأساسية 45000 متر مكعب (في ايام الشتاء الوفير)، في حين لا يتجاوز المدخول في ايام الصيف 20000 متر مكعب. علماً ان المواطن في الضاحية يدفع نفس كلفة الاشتراك سنوياً في حال حصل على كمية الماء نفسها أو لا.

يلاحظ في هذا الشأن أن نسبة 20% من الكمية التي تعطى للضاحية تحسم بسبب أعطال وتفنين الكهرباء، في حين يهدر من هذا الماء نسبة 14% بسبب اهتراء القساطل بسبب عمرها الطويل، والتسرب المائي منها بسبب عشوائية تركيبها. وتجدر الإشارة الى أن مناطق أخرى من لبنان، ومنها بيروت الإدارية، تحصل بمعدل 3 الى 4 أيام في الأسبوع على الماء، وبكميات أوفر بكثير، وتدفع للشركة الكلفة ذاتها.

لو تركها حزب الله ( الملف الثاني)
عمال شركة مياه لبنان يمددون شبكات مائية في الضاحية

الحلول:

بما أن أزمة المياه تعتبر من اصعب المشاكل بعد الكهرباء، عمل نواب ووزراء حزب الله والعمل الاجتماعي في الحزب وبالتعاون مع الدولة، على وضع حل استراتيجي للمشكلة، فكان مشروع "جرّ المياه من نهر الأولي". ويقوم هذا المشروع على 4 مراحل:

مرحلة A: حفر نفق لجر المياه من نهر الأولي الى منطقة السعديات. ثم ينقل الماء من السعديات الى الدامور عبر شبكات مائية. التزم بالمشروع مجلس الإنماء والإعمار، وبدأ العمل به.

لو تركها حزب الله ( الملف الثاني)
صورة توزيع مآخذ المياه في الضاحية الجنوبية لبيروت

مرحلة (B و C و D): التزمت بها شركة كهرباء لبنان، وتقوم على نقل المياه من الدامور الى الضاحية الجنوبية، ثم إعادة تحديث (وليس ترميم) الشبكات الحالية. تم تلزيم المشروع في شهر آب 2013.

وتشير المعلومات الى أنه لو استكمل العمل بالمشروع بشكل كامل، دون توقف أو تقصير في الدفوعات، سينجز المشروع خلال مدة أقصاها 3 سنوات.


ثانياً - قمع المخالفات ورفع التعديات

المشاكل:

ككل المناطق في لبنان، تعاني شركة مياه لبنان من مشاكل مع المواطنين خلال حملات قمع المخالفات ورفع التعديات. فأحياناً تكون الشركة عاجزة عن حماية بعض أعيرة الماء من السرقة، وأحياناً أخرى تفضل الشركة عدم الدخول الى بعض الأحياء وقمع المخالفات فيها، تجنباً للاحتكاك المباشر مع المواطنين.

لو تركها حزب الله ( الملف الثاني)
سرقة لمياه شركة مياه لبنان (لا وجود لأعيرة)

الحلول:

بطلب وإلحاحٍ دائم من العمل الاجتماعي في حزب الله، وبإشراف خبراء ومعنيين من الشركة تنظم بشكل دوري ودائم حملات قمع للمخالفات. وبمؤازرة معنيين تقوم فرق تابعة للشركة بعزل العيارات المخالفة، وترغيم صاحبها، والتأكد من سلامة الأعيرة الشرعية، وعدم التلاعب بها.


 على الهامش

تزوّد العاصمة بيروت بمياه شركة كهرباء لبنان، عبر أنابيب وقساطل تمر من الضاحية الجنوبية لبيروت. وعندما طلب معنيون أن تتشارك الضاحية في تلك الأنابيب، تم رفض القرار، علماً أن فائض الماء الموزع الى بيروت يعود الى المصدر دون الضاحية.

ثالثاً: إيجاد الحلول

أزمة المياه ترتبط كثيراً بأزمة الكهرباء، فالشركة لا تدفق الماء من محولاتها الأساسية في حال انقطاع التيار الكهربائي. ولذلك يعاني المشتركون من أزمة انقطاعهم من الماء. ولذلك يلجأ أغلب سكان الضاحية الى شراء نقلات الماء أو التعبئة من الآبار الارتوازية، ما يضيف عليهم أعباءاً مادية كثيرة.

لو تركها حزب الله ( الملف الثاني)
خزانات للمياه (وعلى خزان رقم بائع للمياه الحلوة)

فتخفيفاً عن سكان الضاحية، ولإدراكه بكلفة حفر الآبار العالية، عمد معنيون في الحزب بالتعاون مع "لجان الأحياء" الى حفر أكثر من 25 بئر ارتوازية في مناطق مختلفة، منها حي السلم والمريجة وحي ماضي، وغيرها. وخوّل لجان الأحياء بيع المياه للسكان بكلفة مازوت الطرمبات اي بكلفة لا تتجاوز الـ 5000 ليرة لبنانية للخزان الواحد.

من جهة ثانية، ساهم العمل الاجتماعي في حزب الله في حفر 3 آبار جديدة قرب نبع الديشونية في منطقة جبل لبنان، ما ساهم في إعطاء 4000 متر مكعب بشكل يومي.

لو تركها حزب الله ( الملف الثاني)
بئر ارتوازي

وهناك مشروع استراتيجي آخر، رسمه معنيون في حزب الله بالتعاون من السلطات الرسمية المعنية، يقوم على حفر آبار جوفية بعمق آلاف الأمتار، واستخراج المياه منها، وتفعيل مصانع لسحب المياه وتكريرها، ومن ثم بيعها بسعر الكلفة.

وهذا المشروع الذي رسم في عدة أماكن من الضاحية وانجزت دراساته، يتوزع على عدة مناطق في لبنان. وفي محلة الغبيري، بُدئ بالعمل الجدي لإنجاز المشروع الأول في تلك المنطقة.

في الملف الثالث من "ملف الإنماء"، سنطرح ملف "إنماء البنى التحتية" ونتحدث عن المشاكل التي يعاني منها سكان الضاحية في هذا الموضوع. وسنتطرق أيضاً لما قام به المعنيون من حزب الله خدمةً لأهلهم ومساندةً لهم في حياتهم اليومية.


لقراءة لو تركها حزب الله ؟ - (الملف الأول)
الإنماء الكهربائي ... أزمة مستعصية وحلول استراتيجية

لقراءة لو تركها حزب الله ؟ - (الملف الثالث)
إنماء البنى التحتية .. مهام صعبة لدولة أهملت وبلديات أنجزت
2014-09-04