ارشيف من :نقاط على الحروف

كلكم دواعش بطريقة أو بأخرى

كلكم دواعش بطريقة أو بأخرى
مرة جديدة يفعلها الدواعش يصورون قطع رأس الجندي في الجيش اللبناني عباس مدلج بعد أيام من قطع رأس جندي آخر هو الشهيد علي السيد. يقطع رأس بطل من هذه المؤسسة العسكرية بينما الساسة اللبنانيون غارقون في متاهات الاتهامات حول من المسؤول عن وصول داعش الى لبنان.

داعش تقول ان لبنان هو ساحة من ساحاتها "المشروعة" وساحاتها المشروعة هي كل بلد يوجد فيه مسلم، "مرتد او فاسق او ضال او مضلل"، فمهمتها "فتح" هذه البلاد وهداية العباد الى الطريق الداعشي القويم. تعترف داعش نفسها ان لبنان من ضمن اهدافها، لكن بعض الساسة اللبنانيين لا يريدون هذا الاعتراف، بل يتصرفون وكأنهم اعرف بخطط داعش من الداعشيين انفسهم. وربما سيقولون يوما " اهل البيت ادرى بما فيه".

كلكم دواعش بطريقة أو بأخرى
الشهيد عباس مدلج

فلنترك الساسة قليلا، ماذا عن الاعلام والاعلاميين؟ من سوء حظ الشهيد عباس مدلج ان قتله جاء يوم السبت، اي عطلة نهاية الاسبوع، وهي ليلة يخصصها اعلامنا "الوطني" للحفلات الصاخبة والسهرات الوردية حيث تكثر الاعلانات المربحة. فالاعلام الوطني هذا، الذي لبس بعضه اللباس العسكري للجيش اللبناني في بداية احداث عرسال تضامنا مع الجيش خلال نشرات اخبارية، وبعض آخر كادت الاناشيد الوطنية الداعمة للجيش تغطي فترة ارساله اكثر من باقي البرامج، لم يقم هذا الاعلام "الوطني" بقطع برامجه الاعتيادية ، بل استمر في بث حفلاته الصاخبة. التي بدأت كانها رقص على دماء شهداء الجيش.

ماذا عن دواعش شبكات التواصل الاجتماعي؟

فلنترك ايضا هذا الاعلام "الوطني بالمناسبات" ، ماذا عن شبكات التواصل الاجتماعي؟

وحدها هذه الشبكات اشتعلت، اشعلها دم الشهيد عباس كما اشعلها من قبل دم الشهيد علي، بدأت بالمطالبة بوقف التفاوض مع الارهابيين وبضرورة الحسم العسكري معها، ولم تنتهِ بتحميل قائد الجيش المسؤولية، لكونه قائدا لهذه المؤسسة التي ان كان غير قادر على حمايتها فليستقل منها وليرمِ الكرة في ملعب الآخرين ان كان بالفعل يؤيد الحسم العسكري لكنه لم يعطَ الغطاء السياسي، هكذا قال بعض الناشطين.
جميلة هي تلك المشاعر التي يظهرها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ولكن...

الجميع يعلم ان داعش انما تهدف من نشر صور القتل الى إيقاع الفتنة. والجميع يعلم انها تهدف للضغط على اهالي المختطفين، والجميع يعلم ان مشاهد الدم وقطع الرؤوس تندرج عند داعش في اطار الحرب نفسية ضد كل معارضيها. والجميع يعلم ويعلم ويعلم ..لكنها معرفة لم تمنع البعض من المشاركة في قتل وذبح عباس وعلي عبر نشر صور الذبح وكل صورة تسعى داعش لنشرها من اجل تحقيق اهدافها ونشر الفتنة.
البعض من هؤلاء عندما تحدثه يظهر لك على انه منظّر سياسي يفهم خطط داعش ولديه الحلول لمواجهتها، وعندما تأخذ عليه نشر تلك الصور يجيب بجواب "الجاهلين المتخلفين" ان الناس ستشاهد الصور عن طريق آخر سواء نشرها هو ام لا.

لا تحتاج داعش لتملك وسائلها الاعلامية الخاصة لنشر مشاهد عنفها واجرامها طالما ان لدينا مثل اعلامنا ومثل هؤلاء الناشطين. لا يهم ان تعلم عن خطط داعش بقدر ما يهم ان لا تكون شريكا بطريقة او بأخرى بانجاح خططها. ولا يهم ان تذرف الدموع على شهداء الجيش والوطن بقدر ما يهم ان تتصرف بمسؤولية تجاه هؤلاء الشهداء وعائلاتهم.

ان تصرف الاعلام وبعض الناشطين اذا ما استمر على هذا المنوال فانهم لن يكونوا اقل داعشية من داعش نفسها بطريقة أو بأخرى.
2014-09-11