كتب محمد يونس
هذا أحدث ما يفكر بكتابته الرئيس الأميركي جورج بوش الذي يبدو أن الفكرة استهوته، فقرر تأليف كتاب بعد نزوله عن عرش البيت الأبيض.
إلى الآن ليس هناك مشكلة، ولكن المشكلة تكمن في ماذا سيكتب بوش؟ وعن أي مذكرات سيكتب في مذكراته؟ كيف فبرك أكبر وأخطر كذبة معاصرة قادته لاجتياح بلد يبعد آلاف الكيلومترات عن وطنه؟ أم تراه سيكتب كيف تعاون مع مساعديه ومعاونيه لإسباغ نوع من القانونية لاعتقالات غوانتنامو؟ وهل سيذكر في مذكراته كيف أن عهده شهد فضائح التعذيب وانتهاك الكرامات في سجن "أبو غريب"؟ أو أن احتلاله للعراق تسبب بمقتل قرابة مليون إنسان بريء، لا ذنب لهم سوى أنهم عراقيون، أو صادف أنهم كانوا في العراق عندما قرر هو وفريقه المحافظ بدء مغامرة اجتياح بلاد ما بين النهرين؟!
هل سيأتي على ذكر أن الأميركيين في عهده باتوا منبوذين، بحيث اضطرت وزارة الخارجية الأميركية إلى تحذير مواطنيها من مغبة الكشف عن حقيقة جنسيتهم عندما يكونون خارج بلادهم؟ ويا ترى هل سيكون صادقا عندما يكتب أنه تمكن من أن يصبح الرئيس الأميركي الأقل شعبية في بلاده وفي العالم؟
يبقى السؤال الأهم هو: هل سيقول جورج بوش الحقيقة في مذكراته؟
لعل الإجابة عن هذا السؤال تختصر كل الإجابات عن الأسئلة السابقة، وكل ما يمكن أن يرد في الذهن من أسئلة.
الانتقاد/ العدد1273 ـ 17 حزيران/ يونيو 2008