ارشيف من :آراء وتحليلات

حركة أحرار الشام: من الولادة الى المصير المجهول

حركة أحرار الشام: من الولادة الى المصير المجهول
في نهاية العام 2011 قام المدعو حسان عبود، الملقب بأبي عبد الله الحموي بتأسيس ما يسمى "كتائبَ أحرار الشام". لكن هذه الكتائب سرعان ما عمدت الى الائتلاف مع قوى أخرى وتحديدا مع حركة الفجر الإسلامية وجماعة الطليعة الإسلامية وكتائب الإيمان المقاتلة لتشكيل ما عرف باسم "حركة أحرار الشام الإسلامية".

الجبهة الاسلامية السورية


وفي اطار ما سمي بعمليات الدمج التي تشهدها الساحة السورية في اوساط تلك الجماعات المسلحة قامت الحركة بالاعلان عن قوة جديدة اطلق عليه اسم "الجبهة الاسلامية السورية" وذلك في 21 كانون الأول/ديسمبر من العام 2012،
وبحسب البيان المتلفز فقد أعلن المتحدث باسم الجبهة أبو عبد الرحمن الصوري أن الجماعة تتبع المذاهب السلفية المتشددة وأنها تخطط للإطاحة بـ"النظام السوري" وحلفائه، وتعمل بعدها على تطبيق معاييرها في تفسير الشريعة في البلاد. ووفقاً لما قاله، إن ذلك سيعني إقامة مؤسسات تركز على القضايا السياسية والدعوة والتعليم الثقافي والإغاثة الإنسانية.
وتكونت "الجبهة الإسلامية السورية" من الالوية التالية:
- كتائب أحرار الشام (منتشرة في جميع أنحاء سوريا).
- حركة الفجر الاسلامية (منتشرة في مدينة حلب وحولها).
- جماعة الطليعة الإسلامية (منتشرة في المناطق الريفية من ادلب)
- كتائب أنصار الشام (منتشرة في اللاذقية وحولها).
- لواء الحق (منتشر في حمص).
- جيش التوحيد (منتشر في دير الزور).
- كتيبة مصعب بن عمير (منتشرة في المناطق الريفية من حلب).
- اضافة الى الجماعات التالية : "كتيبة صقور الإسلام"، و"كتائب الإيمان المقاتلة" (ضمن حركة احرار الشام)، و"سرايا المهام الخاصة"، و"كتيبة حمزة بن عبد المطلب" التي تعمل في منطقة دمشق. وليس لدى الألوية الخمسة الأخيرة سجل يُذكر.
وأكدت "الجبهة الإسلامية السورية"، أنها مفتوحة أمام التنظيمات الإسلامية الأخرى التي تتضامن معها في قضيتها.

وقد بدا واضحا من خلال ساحة عمل كل لواء من هذه الالوية ان التشكيل الجديد لا يسعى فقط لمحاولات تجميع الجهود وانما لايجاد تشكيل واحد يكون له نشاط يغطي كل الاراضي السورية.

ولادة الجبهة الاسلامية

الا ان الجبهة الاسلامية السورية لم تعمر طويلا بسبب المآخذ التي أخذت عليها لا سيما تأطير اسمها بكلمة "السورية" وهو يتنافى مع الفكر السلفي الجهادي الذي يرفض هذا التآطير المناطقي للعمل "الجهادي" فكان ان تم حل هذه الجبهة.
وبتاريخ 22-11-2013 تم تشكيل ما عرف باسم "الجبهة الإسلامية" .
وهذا الاتحاد هو عبارة عن اتحاد تعاون وعمل مشترك وليس يراد منه الاندماج الكامل في تنظيم واحد، وتكون من :
- حركة أحرار الشام
- كتائب أنصار الشام
- صقور الشام
- لواء الحق
- لواء التوحيد
- جيش الإسلام
- الجبهة الإسلامية الكردية وغيرها.
ولان هذا التحالف هو اطار للتعاون وليس دمجا كاملا فقد حافظت حركة احرار الشام على اسمها كفصيل ضمن اطار اوسع وكانت تعلن باسمها كحركة عن العمليات التي تنفذها.
تركز نشاط الحركة في الشمال الغربي، حيث نشأت في قرى ومدن ريف إدلب كسراقب ومعرة النعمان وأريحا وجبل الزاوية وتفتناز وجرجناز وجسر الشغور وبنش وسرمدة وغيرها، وسرعان ما توسّعت باتجاه ريف حلب وريف حماة ودير الزور وريف حمص وريف اللاذقية والرقة ودرعا ودمشق وريفها. ويزعم أبو عبد الله الحموي أن للحركة امتداداً في المحافظات السورية كلها عدا السويداء وطرطوس.

مصادر التمويل

تشكّل السيطرة على المعابر الحدودية احد مصادر تمويل الحركة، فالحركة تدير رسمياً اثنين من المعابر الحدودية مع تركيا، باب الهوى في إدلب ومعبر تل أبيض في الرقة، وتفرض رسوماً على الدخول وتتقاسم مع داعش جزءاً من رسوم الدخول في معبر تل أبيض بعد حصول صراعٍ بين التشكيلين على إدارة المعبر انتهى برضى داعش بإدارة الحركة للمعبر مقابل حصولها على جزءٍ من المداخيل وذلك بعد اصرار تركيا على ان يكون المعبر تحت ادارة الحركة. اضافة الى علاقات مؤسّسيها التي اكتسبوها خلال نشاطاتهم الدعوية والسلفية قبل الازمة السورية، حيث تشير المصادرُ إلى أن حركة أحرار الشام قد حظيت بتمويل الهيئة الشعبية الكويتية التي يتزعمها الشيخ الكويتي حجاج العجمي كما كان لها علاقاتٌ مهمة مع الشيخ حكيم المطيري. وكان لقطر وتركيا دورٌ كبيرٌ في تقديم الدعم العسكري النوعي للحركة، فقد حظيت، على سبيل المثال، بحصة كبرى في إحدى صفقات تمرير صواريخ الكونكورس وحشوات (بي – 10).

حركة أحرار الشام: من الولادة الى المصير المجهول
كتائب أحرار الشام

كما تمَّ تكريسُ دور الجبهة الإسلاميّة من قبل هذه الدول كقناةٍ لتمرير الحملات الإغاثية الضخمة ، وقد حظيت الجبهة والحركة بدعم “صندوق الإغاثة والمساعدات الإنسانية” وهي منظمة مجتمعٍ مدنيٍّ مرتبطةٌ بالحكومة التركية، و”جمعية قطر الخيرية” ، وهي منظمة مجتمعٍ مدنيٍّ أخرى مرتبطة بالحكومة القطرية ( راجع : حازم السيد، السلفية الريفية الصاعدة في سوريا حركة احرار الشام الاسلامية نموذجا، مركز دراسات الجمهورية الديمقراطية) ..

في شهر اذار /مارس الماضي شنت الجبهة الاسلامية والاتحاد الاسلامي لاجناد الشام وجبهة النصرة هجوها على منطقة عدرا العمالية في ريف دمشق حيث سيطرت عليها وشهدت هذه السيطرة اتخاذ الجماعات المسلحة المدنيين دروعا بشرية اضافة الى حصول عمليات قتل مذهبي ممنهج.
في الخامس عشر من شهر اذار/مارس وبعد السيطرة على عدرا العمالية اصدرت الجبهة بياناً اطلقت عليه اسم "بيان المرحلة الثانية من معركة: الله أعلى وأجل" اختتمته بالقول :" هذا ونتوعد النظام الفاجر ومن يعاونه ويشايعه أننا سنطالهم في عقر دارهم".

احرار الشام والمصير المجهول


وفي التاسع من الشهر الجاري اي بعد حوالي الستة اشهر من هذا البيان اطاح تفجير بكامل المجلس العسكري وقيادات الصف الاول والثاني من حركة احرار الشام بمن فيهم امير الحركة " ابو عبد الله الحموي". وذلك في عقر دار الحركة ومركز اجتماعها السري في ريف ادلب في شمال غرب سوريا.

قد لا تبدو بعيدة اصابع داعش عن هذه العملية ولا سيما ان الحركة اعلنت منذ ايام عن اكتشاف شبكة تجسس في ادلب لصالح داعش.
ورغم قيام الحركة بالاعلان عن تعيين المهندس هاشم الشيخ الملقب بأبو جابر، أميراً وقائداً عاماً للحركة، وأبو صالح الطحان قائداً عسكرياً عاماً ، وبغض النظر عن الجهة التي تقف خلف التفجير ، فان الامر الذي لا شك فيه ان عناصر حركة احرار الشام سيتشتتون بعد الاطاحة بقيادتهم بين القوى المسلحة الاخرى.

ويبدو ان الساحة السورية متجهة في الاسابيع المقبلة نحو تغيير في المشهد المسلح وطغيان المجموعات الكبيرة على المشهد العام.
2014-09-12