ارشيف من :ترجمات ودراسات
خاص الانتقاد.نت: نتنياهو يضغط لعدم اشراك المعارضة الوطنية اللبنانية في الحكومة المقبلة؟
كتب المحرر العبري
توعد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الدولة اللبنانية في حال مشاركة حزب الله في الحكومة، بتحميلها المسؤولية عن أي عملية ينفذها حزب الله ضد إسرائيل. وموضحا انه في حال كان حزب الله جزء من الحكومة ستتحمل هي نتائج ما سيقدم عليه.
من الواضح ان التهديدات التي يلمح اليها نتنياهو بتحمليه الحكومة اللبنانية المسؤولية، تتمثل باستهداف البنى التحتية اللبنانية لكن ما يلفت في هذه ا لتهديدات هذه ا لمرة انها لم تأت على لسان مصادر عسكرية او حتى وزير كوزير الدفاع ايهود باراك الذي سبق ان توعد جمهور المقاومة خلال الانتخابات النيابية بأنهم سيواجهون جبروت الجيش الإسرائيلي في حال كان تصويتهم لصالح حزب الله، وانما كان التهديد على لسان رئيس الوزراء نفسه وخلال جلسة الحكومة الأمر الذي يضفي عليه بعدا خاصا.
يبدو من خلال هذا الموقف وما سبقه (باراك) ان إسرائيل لم تعد تكتفي بدور غير مباشر في الساحة اللبنانية وانما تريد ان تلعب دورا مباشرا للتأثير في مجرى الاحداث الداخلية، لذلك شهدنا تهديدات مباشرة خلال الانتخابات النيابية والان يدخل رئيس الوزراء على الخط مع تكليف النائب سعد الحريري بتشكيل الحكومة، ويبدو جليا ان العدو يهدف إلى الضغط باتجاه وضع لبنان بين خيارين: إما مشاركة حزب الله في الحكومة بثمن امتناع حزب الله عن الرد على أي اعتداءات إسرائيلية تحت عنوان ان رد العدو سيستهدف البنى التحتية اللبنانية تستهدفه او إبقائه مع سائر قوى المعارضة خارج الحكومة.
وبنظرة ابعد مدى يبدو ان نتنياهو يحاول ان يهيئ الارضية لتحميل حزب الله المسؤولية على أي عدوان اسرائيلي مستقبلي يستهدف لبنان. في حين ان حقيقة الأمر غير مرتبطة بمشاركته في الحكومة لأن التأصيل لهذا الخيار داخل كيان العدو، من قبل الاستراتيجيين العسكريين، لا ينطلق من كون حزب الله سوف يكون مشاركا في الحكومة ام لا وانما من خلال مدى خدمته (هذا الخيار) على تقويض قدرات حزب الله وتقييد حركته وتحجيم الاحتضان الشعبي لخيار المقاومة. وهذا ما دلت عليه الدراسات والمؤتمرات التي عقدتها مراكز الابحاث التي تعنى بهذه القضية.
لكن بالرغم من كل ذلك، يمكن القول ان الإسرائيلي يستند لتحقيق اهدافه، سواء عبر اطلاق تهديداته او عبر ما قد يقدم عليه من اعتداءات، على ابواق سياسية واعلامية، داخلية وبعض العربية، يدرك انها سوف تلاقيه في وسط الطريق وتعمل على تثمير خطواته العسكرية سياسيا واعلاميا، والتجارب السابقة تبين ذلك بشكل جلي عندما وصفت بعض الانظمة العربية عملية اسر جنود اسرائيليين بهدف تحرير معتقلين لبنانيين، في 12 تموز 2006، بأنها مغامرة، في محاولة لتحميل حزب الله المسؤولية عن الدمار والمجازر التي ارتكبتها إسرائيل بدلا من تسليط الاضواء على العدو ووحشيته.