ارشيف من :ترجمات ودراسات
خاص الانتقاد.نت: اولمرت يطرح خفية تدويل القدس كحل جذري
كتب المحرر العبري
ذكر رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت في مقابلة مع مراسل "نيوزويك" كافن براينو، انه عرض في ايلول 2008 على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اقتراحه للتسوية المستقبلية في القدس: "الحوض المقدس" دون سيادة، وتديره لجنة متعددة القوميات يكون اعضاؤها السعودية، الاردن، اسرائيل، الفلسطينيين والولايات المتحدة.
وبلغة اخرى اقترح اولمرت تدويل البلدة القديمة ومحيطها، بمعنى، التخلي عن سيادة اسرائيل في حائط البراق (والذي يسموه اليهود حائط المبكى)، والمسجد الاقصى وكنيسة القيامة، وجبل الزيتون وتسليمها الى لجنة تكون فيها اغلبية للدول العربية.
من الجدير الاشارة اليه انه لم يسبق ان ايد رئيس وزراء اسرائيلي، قبل اولمرت تدويل القدس او قسم منها. بل حتى في اتفاق جنيف (الذي تزعمه يوسي بيلين)، جرى الحديث عن تقسيم السيادة في البلدة القديمة بين اسرائيل وفلسطين وليس عن تسليمها الى لجنة دولية.
من ابرز ما تميز به تعامل وسائل الاعلام الإسرائيلية مع اعلان اولمرت، هو تجاهلها الملفت لموقفه بتدويل القدس، رغم حساسية هذه القضية.
كشفت صحيفة هآرتس ان اولمرت لم يطرح اقتراح البلدة القديمة في الحكومة او في المجلس الوزاري، وانما سلمه الى رئيس السلطة محمود عباس في لقاء ثنائي. كما لم يطرح هذا الاقتراح في المفاوضات الموازية التي ادارتها وزير الخارجية السابقة، تسيبي لفني، مع ابو علاء. حتى ان مدير عام وزارة الخارجية السابق اهارون ابارموفيتش الذي شارك في محادثات لفني قال في مقابلة مع "هآرتس" انه لم تجري مفاوضات حول القدس.
يتبين مما تقدم ان اولمرت خرق بهذا الطرح، التعهد الذي قدمه لشاس بألا تطرح القدس على طاولة البحث مع الفلسطينيين، ولكن في المرحلة التي طرح فيها اقتراحه على عباس لم يكن لديه ما يدعوه الى الخوف. فقد استقال في نهاية تموز 2008، وواصل محادثاته كرئيس حكومة انتقالية. وبالتالي لم يكن بوسع شاس ان تمارس ضده أي ابتزاز ائتلافي. خاصة وان أن الاقتراح لم ينشر ولم يثر أي جدال جماهيري او سياسي. وكانت هآرتس نشرت في نهاية الصيف الماضي اجزاء منه، وفي حينه مر النشر دون أي ردود أفعال.