ارشيف من :آراء وتحليلات
مبادرة الهدنة بين داعش وخصومه: حسابات الربح والخسارة
في الاول من الشهر الجاري (تشرين الأول 2014) اصدرت مجموعة من علماء "السلفية الجهادية" بيانا بمثابة مبادرة لنوع من الهدنة بين ارهابيي داعش وباقي الفصائل المتنازعة معه في سوريا والعراق بسبب ما سموه "الهجمة الصليبية". وقد وقّع على هذه المبادرة اثنتان وعشرون شخصية على رأسهم خمسة من أهم المنظرين وهم : أبو محمد الداغستاني ( أمير القوقاز) أبو محمد المقدسي، ابو قتادة الفلسطيني، الدكتور هاني السباعي، الدكتور طارق عبد الحليم.
والحقيقة أن هذه المبادرة كانت متوقعة لا سيما بعد المواقف المتتالية التي أخذها بعض هؤلاء المنظرين منذ انطلاق الحلف الدولي تحت مسمى محاربة "داعش". وقد برزت هذه المواقف مع الرسالة التي وجهها المقدسي تحت عنوان "مناصحة العقلاء من أنصار الدولة الاسلامية في العراق والشام ومناصرة لها ضد الصليبيين والمرتدين". إضافة الى غيرها من الرسائل المتفرقة على المواقع "الجهادية" أو مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم المحاولات المتكررة من قبل أنصار التيار المناهض لداعش، الا ان الاخير لم يظهر ليناً او استعددا للهدنة ، كما ان خطابه لم يشهد تغييراً تجاه هذه المحاولات "الهدنوية" على الاقل حتى الساعة.
داعش والقاعدة والحسابات
فلماذا يتشبث داعش بمواقفه ولا يُظهر رغبة في التخفيف من الاحتقان بينه وبين خصومة رغم الهجمة المعلنة عليه من التحالف الدولي؟
في الواقع يمكن رد ذلك لاسباب عدة:
اولا: يرى داعش ان هجوم التحالف عليه الى الآن مما يمكن احتماله خاصة ان الغارات لم تلحق به خسائر تذكر ، فهو لم ينكفئ بل واصل عملياته العسكرية "الهجومية". وقد برز ذلك في اكثر من منطقة كعين عرب في سوريا ومحافظة هيت في العراق.
داعش
ثانياً : إن الاطراف المقابلة له وان كانت تحدد الهدنة في العراق والشام الا ان العراق عمليا خال من اي مواجهة مع هذه الاطراف نظرا لخضوع مناطق تواجده في الساحة العراقية له، اما سوريا فالتقاتل الحاصل لا يقع في جميع مناطق تواجده بل فقط في بعض المناطق وهي محدودة، وبالتالي فان اي هدنة ستعطي الاطراف الاخرى متسعا من الوقت لالتقاط انفاسها وتجميع قواها، في الوقت الذي تعاني فيه هذه الاطراف من حالة ضعف وفوضى في ظل الانتكاسات التي تصيبها في مقابل "نجاحات" يحققها داعش.
ثالثاً: إن الاطراف المقابلة لداعش تتقاتل في ما بينها ايضاً كما يحدث في الغوطة الشرقية مثلا، وهذا عنصر يستفيد منه داعش.
رابعا: إن قبول داعش بهذه المبادرة قد يضفي نوعا من الشرعية على هذه المجموعة من "العلماء" وهو ما فتئ يطعن بها وبشرعيتها.
خامساً: يخشى داعش إن هو قَبِل بالهدنة أن تتوسع هذا اللجنة لاحقاً في مهامها لتتحول المبادرة من هدنة الى مصالحة سوف يكون داعش الخاسر الاكبر فيها نظرا لسيطرته "الاحادية".
وفي المقابل، يرى تنظيم القاعدة (جميع الموقعين على المبادرة يدينون بالولاء لتنظيم القاعدة) أن الموافقة على الهدنة سوف تسمح له بالتقاط انفاسه، اضافة الى ان رفض داعش لها سيقوي من اسهمها في موقفها الذي ستتخذه لاحقا في حال رفض المبادرة.
يضاف الى ذلك ان رفض المبادرة سوف يدفع بالمترددين الى اتخاذ موقف ضد داعش وتاليا انحيازهم الكامل الى جانب القاعدة.
داعش والصراع المزدوج
يخوض تنظيم القاعدة صراعه مع داعش وعينه على الساحات الاخرى خارج سوريا والعراق حيث يخشى من تمدد داعش اليها.
فيما يخوض داعش معركتين، معركة تثبيت نفوذه في العراق والشام، ومعركة التوسع الى مناطق اخرى حيث نفوذ تنظيم القاعدة كشبه الجزيرة العربية وشمال افريقيا.
والحقيقة أن هذه المبادرة كانت متوقعة لا سيما بعد المواقف المتتالية التي أخذها بعض هؤلاء المنظرين منذ انطلاق الحلف الدولي تحت مسمى محاربة "داعش". وقد برزت هذه المواقف مع الرسالة التي وجهها المقدسي تحت عنوان "مناصحة العقلاء من أنصار الدولة الاسلامية في العراق والشام ومناصرة لها ضد الصليبيين والمرتدين". إضافة الى غيرها من الرسائل المتفرقة على المواقع "الجهادية" أو مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم المحاولات المتكررة من قبل أنصار التيار المناهض لداعش، الا ان الاخير لم يظهر ليناً او استعددا للهدنة ، كما ان خطابه لم يشهد تغييراً تجاه هذه المحاولات "الهدنوية" على الاقل حتى الساعة.
داعش والقاعدة والحسابات
فلماذا يتشبث داعش بمواقفه ولا يُظهر رغبة في التخفيف من الاحتقان بينه وبين خصومة رغم الهجمة المعلنة عليه من التحالف الدولي؟
في الواقع يمكن رد ذلك لاسباب عدة:
اولا: يرى داعش ان هجوم التحالف عليه الى الآن مما يمكن احتماله خاصة ان الغارات لم تلحق به خسائر تذكر ، فهو لم ينكفئ بل واصل عملياته العسكرية "الهجومية". وقد برز ذلك في اكثر من منطقة كعين عرب في سوريا ومحافظة هيت في العراق.
داعش
ثانياً : إن الاطراف المقابلة له وان كانت تحدد الهدنة في العراق والشام الا ان العراق عمليا خال من اي مواجهة مع هذه الاطراف نظرا لخضوع مناطق تواجده في الساحة العراقية له، اما سوريا فالتقاتل الحاصل لا يقع في جميع مناطق تواجده بل فقط في بعض المناطق وهي محدودة، وبالتالي فان اي هدنة ستعطي الاطراف الاخرى متسعا من الوقت لالتقاط انفاسها وتجميع قواها، في الوقت الذي تعاني فيه هذه الاطراف من حالة ضعف وفوضى في ظل الانتكاسات التي تصيبها في مقابل "نجاحات" يحققها داعش.
ثالثاً: إن الاطراف المقابلة لداعش تتقاتل في ما بينها ايضاً كما يحدث في الغوطة الشرقية مثلا، وهذا عنصر يستفيد منه داعش.
رابعا: إن قبول داعش بهذه المبادرة قد يضفي نوعا من الشرعية على هذه المجموعة من "العلماء" وهو ما فتئ يطعن بها وبشرعيتها.
خامساً: يخشى داعش إن هو قَبِل بالهدنة أن تتوسع هذا اللجنة لاحقاً في مهامها لتتحول المبادرة من هدنة الى مصالحة سوف يكون داعش الخاسر الاكبر فيها نظرا لسيطرته "الاحادية".
وفي المقابل، يرى تنظيم القاعدة (جميع الموقعين على المبادرة يدينون بالولاء لتنظيم القاعدة) أن الموافقة على الهدنة سوف تسمح له بالتقاط انفاسه، اضافة الى ان رفض داعش لها سيقوي من اسهمها في موقفها الذي ستتخذه لاحقا في حال رفض المبادرة.
يضاف الى ذلك ان رفض المبادرة سوف يدفع بالمترددين الى اتخاذ موقف ضد داعش وتاليا انحيازهم الكامل الى جانب القاعدة.
داعش والصراع المزدوج
يخوض تنظيم القاعدة صراعه مع داعش وعينه على الساحات الاخرى خارج سوريا والعراق حيث يخشى من تمدد داعش اليها.
فيما يخوض داعش معركتين، معركة تثبيت نفوذه في العراق والشام، ومعركة التوسع الى مناطق اخرى حيث نفوذ تنظيم القاعدة كشبه الجزيرة العربية وشمال افريقيا.