ارشيف من :ترجمات ودراسات

’هآرتس’: زرع العبوات مؤخراً في شبعا يعبّر عن ثقة زائدة بالنفس لدى حزب الله

’هآرتس’: زرع العبوات مؤخراً في شبعا يعبّر عن ثقة زائدة بالنفس لدى حزب الله
ذكرت صحيفة "هآرتس" أن حزب الله كان حذراً من تنفيذ خروقات علنية للتفاهمات التي ابرمت في نهاية حرب لبنان الثانية، لكن اعترافه بمسؤوليته عن وضع العبوات الناسفة في مزارع شبعا، هو تحول يستوجب إعادة النظر في نظرية الردع الاسرائيلية".

واعتبرت أن "عودة مقاتلي حزب الله الى جنوب لبنان يتعارض مع قرار مجلس الامن الدولي 1701، يضاف إليها الخطوات التي اقدم عليها الحزب وتبناها علنا قبل اسبوعين،  كلها أمور تعبر عن تغيير مقلق في سياسة حزب الله على المدى البعيد وسيكون لها انعكاسات اشكالية من ناحية "اسرائيل"".  
وأشارت الصحيفة الى أن "هذا التقدير يستوجب إعادة النظر بالاعتقاد السائد في "اسرائيل" الذي يقول إن حزب الله مردوع منذ العام 2006 وخاصة بعد عملية الجيش الاسرائيلي الكبيرة في غزة عام 2014 ، فضلاً عن أن الحزب غير معني بمواجهة مع "اسرائيل" لانشغاله في حرب "الشيعة ضد السنة" في لبنان وسوريا والعراق"، على حدّ التعبير الصهيوني.

وتضيف "هآرتس" إن "زرع العبوات الناسفة الاخيرة في مزارع شعا كان رهانا كبيرا من ناحية حزب الله ، لكن السؤال هو هل افترضت قيادة الحزب بأن نجاح  هذه العملية معناه أنه كان مستعدا لأن يأخذ بالحسبان فتح جولة من العنف مع "اسرائيل" (على ضوء رد "اسرائيل" على قتل جنودها) إن لم نقل حربا حقيقية؟ هذا التصرف من شأنه أن يعبر عن ثقة زائدة بالنفس لدى حزب الله وذلك على خلفية مراكمة مقاتليه خبرة عملياتية كبيرة وذلك من خلال مشاركتهم بوحدات كبيرة في الحرب الدائرة في سوريا".

’هآرتس’: زرع العبوات مؤخراً في شبعا يعبّر عن ثقة زائدة بالنفس لدى حزب الله
صحيفة "هآرتس"

ولفتت الصحيفة الى "هناك تفسيرات أخرى لخطوة حزب الله وهي أنه ربما أراد تحويل الانظار عن الصراع الداخلي في لبنان وذلك على خلفية تكبد الحزب على يد المنظمات "السنية المتطرفة" خسائر كبيرة، وربما أيضا محاولة من قبل الحزب لوضع ميزان ردع جديد مقابل "اسرائيل" بحيث يمنعها عن مواصلة العمل داخل لبنان، فحسب الادارة المدنية ووسائل الاعلام العربية، هاجم سلاح الجو الاسرائيلي مرات عديدة في السنوات الاخيرة قوافل سلاح من سوريا الى لبنان، كانت احدى هذه الغارات في نهاية شباط هذه السنة في الاراضي اللبنانية. ويخيل أنه على خلفية رفع مستوى ردود فعل حزب الله، سيتعين على "اسرائيل" أن تفكر بحذر كيف ترد في حال مهاجمة قوافل سلاح أخرى".
 
وجاء في "هآرتس": "من التطورات الاخيرة ينشأ أيضاً السؤال ماذا يسعى حزب الله لتحقيقه من خلال عملية مباشرة كهذه؟ فهل التجربة التي راكمها في سوريا تترجم أيضا أساليب قتال جديدة ومفهوم عمل مختلف، في حالة اشتعال مستقبلي مع "اسرائيل"؟ وكيف ترى المنظمة مثل هذه المعركة استناداً الى تسلحها المكثف بالصواريخ قصيرة المدى ذات الرؤوس المتفجرة الكبيرة؟ إنها خطوة كفيلة بأن تشهد على جاهزية لإحداث اضرار جسيمة على نحو خاص".

وبحسب سلسلة من كبار المسؤولين الاسرائيليين، فإن جهاز الامن الاسرائيلي لا يشخّص في هذه المرحلة تغييراً جذرياً في مصالح حزب الله أو في خططه والمنظمة لا تعتزم المبادرة الى صدام مع الجيش الاسرائيلي، ومع ذلك، من الصعب أن ننسى أن فائض الثقة بالنفس سبق أن أدى بحزب الله الى تقدير مغلوط في 2006: اختطاف جنديي الاحتياط الذي أعقبه اندلاع الحرب، ولا يمكن ان نستبعد تماما امكانية أن يكرر هذا التفكير المغلوط نفسه.
2014-10-20