ارشيف من :آراء وتحليلات

القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي(1)

القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي(1)

القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هو فرع من فروع تنظيم القاعدة، نشأ عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، التي ولدت بدورها من رحم الجماعة الإسلامية المسلحة.

بتاريخ 24/1/2007 اعلنت "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" عن تغيير اسمها القديم، ليصبح "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، وبايعت اسامة بن لادن .
وقد جاء في بيان البيعة، الأسباب التي دعت إلى التحول، وهي توسيع قاعدة العمل لتشمل سائر أقطار المغرب العربي، بعد أن كانت يقتصر عملها على الجزائر، وهي إشارة إلى تحول الجماعة السلفية من قصر القتال على العدو القريب المتمثل في النظام الجزائري ليشمل سائر بلدان المغرب الإسلامي، التي تضم تونس، والجزائر، وليبيا، والمغرب، وموريتانيا.

المعقل الاساسي للتنظيم هو الجزائر وخاصة في شرقي البلاد وتحديداً في منطقة القبائل.
يقود التنظيم عبد المالك درودكال (المدعو أبو مصعب عبد الودود مواليد 1970) الذي تزعم الجماعة السلفية للدعوة والقتال منذ 2004. ورغم انه لا احصائيات دقيقة لعدد مقاتلي الجماعة الا ان نشاطهم بدا لافتا..

ينشط التنظيم أساسا في الجزائر، لكن نفوذه يمتد إلى جنوب الصحراء والمغرب وتونس ومالي وموريتانيا اضافة الى وجود ارتباط له مع جماعة بوكو حرام في نيجبريا.

الهيكل التنظيمي


هناك ثلاث مجموعات كبيرة (إمارات) تضم في المجموع أكثر من 12 كتيبة مسلحة تقوم بتنفيذ العمليات ميدانيا، ويتألف تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" حاليا من نفس التركيبة التي ورثها من التنظيم السابق "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" لكن قيادة التنظيم قامت بإجراء تعديلات هيكلية تبعا لظروف المواجهة مع القوات المسلحة الجزائرية. ويقود التنظيم اميره بالاضافة الى وجود مجلش اعيان يرأسه ابو عبيدة يوسف العنابي.
ويلي مجلس الأعيان إمارات المناطق وهي ثلاث في الوسط والشرق والصحراء، ثم هيئة الجند وهو هيكل جديد استحدثته القاعدة لدمج مجموعة من السرايا والكتائب في هيكل واحد. ويمكن رسم هيكل "القاعدة" على النحو التالي :
1- إمارة منطقة الوسط
تضم ثلاث هيئات للجند هي:
*"جند الأهوال" وتضم كتائب "الفتح" و"أبو بكر الصّديق" و"الأرقم" وتنشط بولاية بومرداس (60 كلم شرقي العاصمة الجزائرية).
*"جند الأنصار" ويضم "كتيبة النّور" و"كتيبة عثمان بن عفان" و"كتيبة علي بن أبي طالب" وتنشط بولاية تيزي وزو (100 كلم شرقي العاصمة الجزائرية).
*"جند الاعتصام" وتضم "كتيبة الفاروق" و"كتيبة الهدى" تنشط بـولاية البويرة (160 كلم شرقي العاصمة الجزائرية) حتى منطقة برج بوعريريج (شرق).
2- إمارة منطقة الصحراء تحت قيادة يحيى جوادي المعروف بيحيى أبو عمار وتضم ثلاث كتائب أساسية هي:
"كتيبة الملثمون"، ويقودها مختار بلمختار المكنى "خالد أبو العباس" وكتيبة "طارق بن زياد" بقيادة عبد الحميد عبيد المكنى بـ"عبد الحميد أبو زيد" و"كتيبة الفرقان"، التي يقودها يحيى أبو الهمام
3- إمارة منطقة الشرق وتدير سرايا قليلة تنشط بولايات تبسة وجيجل وسكيكدة وقسنطينة شرقي الجزائر.
4- في منطقة الغرب بدأ التنظيم مؤخرا في التواجد ولا يعرف على وجه التحديد هيكلته هناك ويتواجد تنظيم آخر هو "حماة الدعوة السلفية" بقيادة سليم الأفغاني.

تتسم الهيكلية التنظيمية للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالتعقيد والشمول حيث تتكون قيادة التنظيم من أمير التنظيم، ومجلس الأعيان، ورؤساء اللجان والهيئات، الذين يشّكلون ما يعرف بمجلس شورى التنظيم، وتقوم مهامه على تنسيق العمل بين مختلف المستويات القيادية.
وتشمل هذه الهيئات:
• اللجنة الشرعية
• اللجنة العسكرية
• اللجنة الطبية
• اللجنة المالية
• اللجنة القضائية
• اللجنة الإعلامية
• لجنة الديوان
• لجنة العلاقات الخارجية

ويضم مجلس شورى التنظيم في عضويته، ما يوصف بأنهم أهل الحل والعقد، وأهل الاختصاصات، والخبرات الذين يرأسون الهيئات واللجان.
ويقوم المجلس بمساعدة أمير التنظيم على إدارة شؤونه، وسياساته، ومصالحه، والمناصحة في اتخاذ القرارات الهامة، ولا تعتبر الشورى ملزمة لأمير التنظيم، بل يمتلك الأمير أحقية اتخاذ القرارات منفرداً بحكم إمارته.

القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي(1)
القاعدة في المغرب

أما بخصوص مجلس الأعيان أو ما يعرف بـ "أهل الحل والعقد"، فيتولى مهمة جمع أفراد مجلس الأعيان أو جلهم (ما زاد على النصف)، في حالات الطوارئ، كأن يمرض أو يؤسر أو يموت أمير التنظيم، ليتم اختيار أمير جديد للتنظيم يخلف الأمير السابق.

أما مجمل الصلاحيات والمهام التي تقوم بها الهيئات المختلفة المنبثقة عن مجلس شورى التنظيم فهي:
صلاحيات "اللجنة الشرعية"، التي ينبثق عنها فرع الدعوة والإرشاد، وفرع البحوث العلمية والفتاوى الشرعية، وصلاحيات رئيسها هي: تحديد برنامج عملي للجنته، وإنشاء المدارس الشرعية، وإعداد أفراد التنظيم فكرياً وعقدياً، والرجوع إلى العلماء في المسائل الشائكة، والبحث في المسائل العلمية المستجدة.
وثانية اللجان في التنظيم هي اللجنة القضائية، والتي يعتبرها التنظيم من ركائزه الأساسية، ويتبع لها قاضي الجماعة، الذي يعين من قبل أمير التنظيم، وهو مستقل في مباشرة مهامه، ويعين قضاة المناطق بالتعاون مع أمرائها، وتعتبر أحكامه قطعية ونافذة.
وثالثة هذه اللجان، اللجنة العسكرية، وهي من دعائم التنظيم التي تعكس قوته ومنعته، ويرأسها قائد عام، ونواب يرأسون الفروع المنبثقة عنها، وهذه الفروع هي:
• فرع التدريب والتجنيد
• فرع التموين والتمويل
• فرع التصنيع
• فرع الاستطلاع
• فرع الهندسة العسكرية
• فرع التخطيط والدراسات العسكرية

وتتولى اللجنة مهمة الإشراف والإدارة والتنفيذ، لكل ما يتعلق بالشؤون العسكرية للتنظيم، والتنسيق مع الفروع الأخرى من أجل ضمان تحقيق سلامة العمل.
اما فيما يتعلق بمهمة اللجنة الطبية فهي معالجة الجرحى وتقديم الرعاية الصحية للمرضى، من أدوية ونصائح وإرشادات، والقيام بالعمليات الجراحية اللازمة للجرحى والمرضى.

أما اللجنة الإعلامية فهي هيئة تنفيذية تتولى الإشراف على إنتاج وتوزيع كل ما يصدر عن التنظيم من الإصدارات المقروءة والسمعية والمرئية. وكان مركز الفجر للإعلام - الناطق الحصرى باسم تنظيم القاعدة – قد اعلن في 15‏ شوال‏، 1430هـ، ‏04‏/10‏/2009م عن إنشاء مؤسّسة الأندلس للإنتاج الإعلامي كناطق رسمي وذراع إعلامية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

ومهمة مسؤول العلاقات الخارجية في التنظيم هي فتح قنوات الاتصال مع شتى الهيئات والأفراد، خارج البلاد بالتنسيق مع أمير التنظيم، بهدف التعريف بأهداف وغايات التنظيم، ومحاولة استقطاب أكبر عدد ممكن من المؤيدين والداعمين، والقيام بمهمة التفاوض مع الآخرين بعد تكليف أمير التنظيم بذلك.
يعتبر التحول الذي طرأ على الجماعة السلفية للدعوة والقتال من تنظيم قطري إلى تنظيم إقليمي، أحد التطورات في مسيرة الجماعات السلفية الجهادية، في العالم والمغرب العربي بشكل خاص، فقد استطاعت الجماعة السلفية من خلال هذه العملية استقطاب عدد كبير من أتباع السلفية الجهادية والقاعدة في أقطار مختلفة كانت تعمل بشكل منفرد تحت مسميات مختلفة واستراتيجيات متنوعة.

بعض العمليات


شنّ التنظيم عدة عمليات تفجير واختطاف أجانب، من أبرزها:
• 11 أبريل 2007: هجوم مزدوج بالسيارات المفخخة على قصر الحكومة ومركز للشرطة في الجزائر العاصمة يخلف ثلاثين قتيلا و220 جريحا.
• 5 سبتمبر 2007: عملية انتحارية تستهدف تجمعا شعبيا كان في انتظار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مدينة باتنة خلفت 22 قتيلا وأكثر من مائة جريح.
• 11 سبتمبر 2007: هجوم بمنطقة الأخضرية بولاية البويرة الجزائرية يخلف عشرة قتلى.
• 11 ديسمبر 2007: هجوم مزدوج بالجزائر العاصمة يخلف 67 قتيلا.
• 22 فبراير 2008: اختطاف سائحين نمساويين من جنوب تونس.
• يناير 2009: اختطاف أربعة سياح بريطانيين في مالي.
• 23 يونيو 2009: الأميركي كريستوفر لاغت الناشط في منظمة إنسانية يُقتل في العاصمة الموريتانية نواكشوط على يد التنظيم الذي اتهمه بالتنصير.
• عملية احتلال مصفاة الغاز عين اميناس في الجزائر التي اخذوا فيها رهائن اجانب وانتهت بطريقة مأساوية في شهر كانون الثاني من عام 2013
• 29 يوليو 2013 : قتل 8 جنود تونسيين في كمين في جبل الشعانبي في تونس منهم اثنان ماتوا ذبحا، وبناءً عليه قام الجيش التونسي بعملية عسكرية واسعة النطاق بقصف الجبل بالطائرات والمدفعية فيما عرف بأحداث جبل الشعانبي.



الحلقة المقبلة:

انصار الشريعة في تونس

2014-10-21