ارشيف من :ترجمات ودراسات

ساركوزي لنتنياهو: أرغب في شدّ شعري عند سماع ليبرمان

ساركوزي لنتنياهو: أرغب في شدّ شعري عند سماع ليبرمان

المحرر الاقليمي + صحيفة "الاخبار"
 
سبّبت الانتقادات الحادة التي وجهها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إلى وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، توتراً شديداً وصدمة في الأوساط الإسرائيلية عموماً، وأوساط وزارة الخارجية وحزب «إسرائيل بيتنا» خاصة. فقد نشرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، مساء الاثنين، تسريباً لمضمون حديث ساركوزي مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي دعا فيه الرئيس الفرنسي ضيفه الإسرائيلي الى التخلص من ليبرمان، وشبّهه بزعيم الحزب اليميني المتطرف في فرنسا جان ماري لوبن. وقال إنه في كل مرة يسمع فيها ليبرمان يرغب في شد شعره، الأمر الذي أثار موجة عارمة من الانتقادات لهذا السلوك «غير الدبلوماسي» وللتدخل «الفظ في الشؤون الداخلية» لإسرائيل.

كلام ساركوزي جاء خلال اللقاء مع نتنياهو الاسبوع الماضي في باريس، الذي حضره أيضاً وزير المالية يوفال شتاينطس، ووزير جودة البيئة جلعاد أردان، وعضو الكنيست عن حزب «العمل» دانييل بن سيمون، إضافة إلى سفير إسرائيل في فرنسا دانييل شيك ومستشار الأمن القومي عوزي آراد.

وبحسب ما نُقل، فقد قال ساركوزي «دوماً استقبلت وزراء خارجية إسرائيليين. التقيت في الاليزيه مع تسيبي ليفني، ولكن مع هذا (ليبرمان) أنا ببساطة لا يمكنني أن ألتقي. أقول لك، عليك أن تتخلص من هذا الرجل. أخرجه من حكومتك وأدخل ليفني. معها ومع (وزير الدفاع إيهود) باراك يمكنك أن تصنع التاريخ».

وبحسب التقارير الإعلامية الإسرائيلية، فقد دافع نتنياهو عن وزير خارجيته قائلا: «لا ينبغي لك أن تبالغ. ليبرمان شخص لطيف جداً وفي أحاديث خاصة يبدو خلاف ذلك». أما ساركوزي فلم يبقَ صامتاً وأجاب: «في الاحاديث الخاصة، لوبن هو الآخر شخص لطيف». وأضاف ساركوزي: «أحياناً عندما أسمع ما يقوله يطيب لي أن أنتف شعري». ولتجسيد أقواله رفع ساركوزي يديه الى رأسه وأمسك بشعره.

هذه التسريبات أثارت انتقادات شديدة، ما دفع نتنياهو إلى الدفاع عن وزير خارجيته. وكرّر أمس ثقته بليبرمان أمام سفراء أكثر من 20 دولة أوروبية في فندق «الملك داوود» في القدس المحتلة. قال «من المهم أن أؤكد أن لدي ثقة تامة بوزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. وأعرف أن وزير الخارجية لديه التزام تام بالسلام والأمن وهو يعدّ جزءاً مهماً من الحكومة المنتخبة لإسرائيل الديموقراطية».

وتبيّن أن ليبرمان علم بأقوال ساركوزي ضده من وسائل الإعلام وأن السفير الإسرائيلي في باريس، الخاضع له مباشرة، لم يبلغه بأقوال الرئيس الفرنسي، بناءً على تعليمات أصدرها مكتب نتنياهو لجميع المشاركين عن الجانب الإسرائيلي في لقاء الاليزيه بعدم إبلاغ أي جهة في إسرائيل بمضمون أقوال المضيف الفرنسي باستثناء الجهات المختصة داخل مكتب رئيس وزراء إسرائيل، وفق ما ذكرت «يديعوت أحرونوت»، الأمر الذي نفته مصادر في هذا المكتب بحسب الإذاعة الإسرائيلية.

واختار ليبرمان في هذه المرحلة تجاهل كلام ساركوزي، بقوله إن هذا الأمر «ليس مهماً باستثناء حقيقة أنني أكون في صف واحد مع كبار زعماء العالم»، في إشارة إلى الانتقادات التي سبق لساركوزي أن وجهها إلى باراك أوباما وأنجيلا ميركل وغيرهما. إلا أن محافل رفيعة المستوى في وزارة الخارجية تولت الرد بالقول: «إن قيلت هذه الامور بالفعل فهذه أمور خطيرة جداً وغير مقبولة. قول أمور كهذه على مسمع محافل سياسية هو أمر غير رسمي، غير مهني ويدل على الغباء». ونقلت «يديعوت» عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن كلام ساركوزي «سافر وبائس» وهو صدر عن شخص «عُرف بلسانه المنفلت العقال».


2009-07-01