رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية في افتتاحيتها اليوم، رأت في انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية خطوة إلى الأمام وفي الاتجاه الصحيح على خريطة تحرير العراق من الاحتلال الأميريكي واستعادة سيادته وحريته واستقلاله ووحدته الوطنية.

ولفتت الى أن المطلوب من مختلف القوى والأحزاب العراقية تعزيز هذه الخطوة وإنجاحها لتأكيد قدرة العراقيين على أن يتولوا أمنهم بأنفسهم وإدارة شؤونهم من دون حاجة إلى دعم خارجي، ولقطع الطريق على أية تبريرات أميركية محتملة بالعودة إلى المدن تحت ذريعة فشل قوات الأمن العراقية في القيام بدورها وتحمل مسؤولياتها، والقول إننا أعطينا العراقيين فرصة كي يتولوا أمنهم بأنفسهم لكنهم لم يتمكنوا.

وإذا اعتبرت أن الخطوة الأميركية ناقصة، وقد تكون أقرب إلى إعادة الانتشار، باعتبار أن قوات الاحتلال لاتزال في قواعدها العسكرية على مقربة من المدن، وتستطيع التحرك في أية لحظة إلى مواقعها السابقة، لكن رأت في الوقت عينه، ما جرى فرصة يجب استثمارها للانطلاق نحو تعزيز الوحدة الوطنية، وردم هوة عميقة حفرها الاحتلال وعمل على توسيعها من خلال زرع الفتن الطائفية والمذهبية وتفتيت البنى الاجتماعية للشعب العراقي، بعدما أمعن خلال سنوات الحصار ثم الاحتلال في تدمير العراق دولة ومؤسسات وقتل أكثر من مليون ونصف المليون شخص وتهجير ملايين أخرى، وتفريغ العراق من عقوله وقواه الحية.

وشددت على أنها فرصة يجب استغلالها منذ اللحظة الأولى للتأكيد للاحتلال أولاً، وللدول الإقليمية والعالم ثانياً، أن العراق يمكن أن يقف على قدميه ويستعيد عافيته ودوره، وبإمكانه أن يحمي مدنه وقراه وأهله، ويحول دون التدخل في شؤونه، ويقطع الطريق على المتصيدين في الداخل والخارج، وأنه أقوى من كل مجموعة أو جهة تحاول أن تنفث سموم حقدها وظلاميتها وجهلها من خلال الترهيب والتقتيل والعنف الأعمى.

وختمت بالقول: "إنها خطوة إلى الأمام يجب أن تليها خطوات متسارعة باتجاه تحرير العراق".

المحرر الاقليمي + "الخليج"